أم محمد مريض التصلب المتعدد: الصحة نجحت فى التصدى لكورونا دون الإخلال باحتياجات المرضى
مريض الهيموفيليا: الحظر لم يمنع أصحاب الأمراض المزمنة من الذهاب للمستشفيات
إيهاب مريض الكلى: نحصل على جرعات داوئية بشكل منظم
حالة من الارتباك انتابت كافة قطاعات الحكومة المصرية، وسيطر القلق على المواطنين، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة، بعد إعلان الدولة انتشار فيروس كورونا المتسجد، ووقوع ضحايا له مابين مصابين ووفيات، وقرارها باتخاذ عددا من الإجراءات الوقائية للتعامل مع الموقف.
وأعلن مجلس الوزارء، تحديدا في فى الثالث والعشرين من شهر مارس الماضى، حظر التجول فى ساعات محددة، مصحوبا بقرارات أخرى تهدف إلى تنفيذ خطة التباعد الاجتماعي، وتقلقل الازدحام لمواجهة انتشار الفيروس، وفى الوقت نفسه ظهرت أصوات تنادى بإلغاء الحظر والعودة للحياة الطبيعية لأسباب أبرزها تيسير تعامل أصحاب الأمراض المزمنة، والذين يحتاجون إلى رعاية طبية معينة، وتعامل دوري مع المستشفيات، والمراكز العلاجية، كمرضى الغسيل الكلوى، والتصلب المتعدد، والهيموفيليا.
إلا أن أصحاب تلك الأمراض أكدوا تأييدهم الكامل بالإبقاء على الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الدولة، وذلك نظرا لظروف مرضهم فى ظل انتشار وباء كورونا، مؤكدين على أن الدولة تمكنت من توفير كافة احتياجاتهم، وانتظمت في صرف الجرعات العلاجية لهم بشكل طبيعي، على الرغم من الظروف الاستثنائية التي تمر بها.
وتروى «أم محمد» هكذا تعرف بين جيرانها فى حى شبرا، مساعدتها لابنها المصاب بمرض التصلب المتعدد، فى ظل الظروف الحالية، حيث أصحبت تذهب به لمستشفى الشيخ زايد بحى الدويقة بدلاً من مستشفى الدمرداش، والذى تحول جزء منه لحجر الصحى لاستقبال المصابين بفيروس كورونا، معربه عن سعادتها بحصول ابنها على جرعات الدواء بانتظام فى ظل الظروف الاستثنائية التى تمر بها البلاد بسبب فيروس كورونا.
وقالت: «الحمد لله على توافر العلاج فى ظل وجود أزمة فيروس كورونا ونجاح الحكومة ممثلة فى وزارة الصحة فى التصدى له حتى هذه اللحظة دون الإخلال بواجباتها تجاه أصحاب الأمراض المزمنة ومنها التصلب المتعدد حيث يتم صرف الدواء لنا بانتظام»، متابعة: «بعد اكتشاف حقيقة المرض أصبت بصدمة خاصة بعد معرفتى بتأثيرة السلبى على وظائف الجسد فلم يكن من السهل على تقبل أن ابنى الأكبر لن يستطيع الحركة مجددا إلا بمساعدة ولم يوجد أفضل منى لأداء ذلك الدور فكنت أساعده لأداء أبسط المهام، حيث يؤثر ذلك المرض على أعصابه ووظائف جسده بالكامل ولكن مع الوقت استطعت تجاوز ذلك الأمر وتقبله، خاصة بعد معرفتى أن ابنى ليس الحالة الوحيدة».
وأضافت: «بسبب قربى منه فى فترات كثيرة أستطيع أن أشعر بما يدور به حتى ولو حاول أخفائه حيث أشعر بأن الله وهبنى طفلا جديدا فى صورة ابنى الشاب فأعيش معه مرحلة الطفولة والشباب فى آن واحد، فأحاول التخفيف من وطأة المرض فاستطعت تدبير بعض الأموال لشراء جهاز كمبيوتر له بجانب حرصى على حصوله على شهادة دبلوم التبريد والتكييف برغم الصعاب التى وجدتها خاصة فى امتحانات العملى التى تسببت فى رسوبه مرتين ولكنى شجعته على تجاوزها وبالفعل نجح فى المرة الثالثة».
وفى محافظة الإسكندرية، كان محمد كساب، يحكى لأصدقائه عبر الإنترنت عن سعادته بانتظام صرف الفاكتور من المستشفى وعدم تأثر حصته الدوائية من جرعات الفاكتور باعتباره أحد مرضى الهيموفيليا بالإجراءات الوقائية التى اتخذتها الدولة لحصار فيروس كورونا، سواء بتخصيص بعض المستشفيات كحجر صحى، أو فيما يتعلق بحظر التجوال الجزئى، وإن كان يناشد وزارة الصحة تفعيل القرار الخاص بصرف العلاج على نفقة الدولة لمدة ثلاثة أشهر.
وقال «كساب» إن الإجراءات التى اتخذتها الدولة المصرية كانت مهمة للغاية، وذلك لمنع انتشار فيروس كورونا على نطاق واسع بين المواطنين، لافتا إلى أن تلك القرارات والهدف منها منع انتشار فيروس كورونا، مشيرا إلى أن حظر التجوال لم يمنع أصحاب الأمراض المزمنة من الذهاب للمستشفيات وتلقى العلاج.
وعن بداية اكتشاف إصابته بمرض الهيموفيليا، قال: «منذ الولادة حيث لاحظت والدتى وجود بقع زرقاء على كامل جسدى فعلمت أنها إحدى علامات الإصابة بالمرض وذلك بحكم معرفتها السابقة لإصابة أشقائى بنفس المرض».
وأضاف: «قبل التسجيل فى المرحلة الابتدائية كان العلاج يتم فى مستشفى الشاطبى الجامعى وبعد الانضمام للمدرسة انتقلت للعلاج فى مستشفى الطلبة وكنت أتردد عليها باستمرار بسبب حبى الشديد للكرة وممارستى لها فكنت أتعرض للنزيف وداخل المدرسة كنت أواجه صعوبات بسبب عدم فهم المدرسين لطبيعة المرض رغم حديث والدتى معهم عن المرض وضرورة اتباع تعليمات وقائية منها عدم الضرب، عدم الاحتكاك مع زملائه، عدم الوقوف بالطابور».
وتابع: «فى بعض الأحيان كان يحدث النزيف بدون سبب ليلا ويتسبب فى ألم شديد وتترك أمى المنزل فى ساعات متأخرة وتذهب بى مسرعة للمستشفى ويتم حجزى وبعد الحصول على الثانوية العامة التحقت بكلية الآداب وقررت العمل بجانب الدراسة لتخفيف الأعباء المالية من على عاتق أسرتى».
«نحصل على جرعات داوئية بشكل منتظم».. هكذا أكد إبراهيم مصطفى إبراهيم 39 عاما، حيث قال إن حظر التجوال لم يؤثر فى الحصول على جرعاتهم الدوائية، لافتإ إلى أن وزارة الصحة انتبهت مبكرا لتلك الجزئية وأصدرت عدة قرارات تنظيمية تضمن السيطرة على الدواء بما لا يخل بحقوق المرضى.
وأضاف «إبراهيم» - مريض سكر -، والذى يسبب له مضاعفات فى فقده لبصره، غير إنه يحتاج لإجراء عمليات غسيل كلوى 3 مرات أسبوعيا، أنه كان يحصل على قرار شهرى للعلاج على نفقة الدولة بواقع 3 جلسات أسبوعية أما الآن وبسبب هذه الظروف المستجدة فإن وزارة الصحة بدأت فى تفعيل آلية جديدة للتخفيف عن أصحاب الأمراض المزمنة وهى الحصول على قرارات العلاج على نفقة الدولة بواقع شهرين فى المرة الواحدة بدلا من شهر واحد، بجانب علاج بقيمة 150 جنيها.