عمدة المدينة: نجاح التجربة أثبت قدرة الاقتصاد المحلي على الصمود.. و"اليورو" سبب الغلاء وإفقار البسطاء
أثار اقتصادية سيئة تركها وباء كورونا على العالم منذ أن خرج الوباء عن السيطرة، وهو ما جعل العالم مرشحا لاستمرار الأزمة، الأمر الذي دفع الكثير منهم إلى البحث عن وسائل تعايش يستطيعون بها التغلب على الأزمة التي خلفها هذا الوباء، خاصة بعد أن انتشرت التحذيرات من استخدام العملات التي باتت مصدرا للعدوى، كما لم يتم الاكتفاء بالتعاملات الإلكترونية للبنوك في البيع والشراء، وهو ما ظهر قبل أيام في إحدى مدن إيطاليا، حيث أقدمت بلدة كاستيلينو على صك عملة خاصة بها، وسط توقعات بتغيير في خريطة عملات القارة العجوز.
من جانبهم قال القائمون على صك هذه العملة البلاستيكية في تلك البلدة الإيطالية إنها عملة قابلة للتطهير والتعقيم من جهة، كما أنها خلقت اقتصاداً موازياً قادر على انقاذ الأعمال الصغيرة والمتوسطة خلال الأزمة الاقتصادية التي يعانيها العالم جراء وباء كورونا.
وبحسب ما نشرته صحيفة "كورييرى ديلا سيرا" الإيطالية، قال إنريكو فراتانجيلو، عمدة البلدة، إن فكرة صك العملة تدور بتفكيره منذ حوالى 12 عاما، إلا أن أزمة كورونا شجعت على تنفذيها"، مشيرا إلى أن العائلات الفقيرة ستتمكن من استخدام "دوكاتى كاستيلينا " وهو الأسم الذى تم إطلاقه على العملة الجديدة، للقيام بالتسوق فى المتاجر التابعة للبلدية.
وأضاف فراتانجيلو: "قررنا صك النقود للتأكد من قدرة الاقتصاد المحلى على الصمود أمام تأثير الوضع الذى خلفه فيروس كورونا، وعلى الرغم من صغر حجم اقتصاد البلدة، فهناك ثلاث أو أربع شركات لا تزال مفتوحة، وسيتم توزيع الأوراق النقدية على السكان طبقاً لاحتياجاتهم الاقتصادية".
وأشار فراتانجيلو إلى أن قيمة الدوكاتى الواحد تبلغ يورو واحد، حتى لا يختلط الأمر على السكان الذى يبلغ عددهم 550 شخص".
ويقوم أصحاب المتاجر باستبدال ما يتلقونه من عملات الدوكاتي بما يعادلها من اليوروهات من مجلس البلدة كل أسبوعين، ومنحت الحكومة البلدة 5500 يورو لمساعدة السكان على قضاء احتياجاتهم الأساسية وهو ما يتم استبداله بالعملات المحلية، كما أن العملة الجديدة تم توزيعها على 200 أسرة بالبلدة.
وأشار عمدة البلدة الإيطالية إلى أن اليورو تسبب فى ارتفاع الأسعار وإفقار الطبقة المتوسطة وارداج الصعوبات للعائلات والشركات ، كما تواجه البنوك مضاربات نقدية وخسائر، ولذلك فإن صك عملة جديدة هو الحل".
من ناحيتها علقت صحيفة "أولتيمابوث" الإيطالية على العملة الجديد، قائلة إن "هذه العملة قانونية، حيث يسمح للبلديات بإصدار العملة من أجل تعزيز مصلحة رعاياها ومصالح تنمية البلاد".
وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يلجأ عدد من البلديات الإيطالية الآخرى بتنفيذ نفس الفكرة، وخاصة بعد مواقف الاتحاد الأوروبى مع إيطاليا بعدم مساعدتها فى المستلزمات الصحية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا.
وأضافت الصحيفة أن طباعة هذه الأوراق النقدية هى أيضا استفزاز للاتحاد الأوروبى ، حيث أنها تعتبر تهديد واضح لترك اليورو وطباعة العملة الخاصة بها أو العودة إلى الليرة.
الجدير بالذكر أن إيطالية بدأت في تخفيف إجراءات طوارئ فيروس كورونا منذ أول أمس 27 أبريل، وذلك بعد أن شهدت الأسبوع الماضى انخفاضا ملحوظا فى أعداد الوفيات والإصابات، ليعود الإيطاليين مجددا إلى الشوارع ولكن مع اجراءات مشددة للالتزام بالتدابير الوقائية من ارتداء الكمامات والقفازات والحفاظ على المسافات.