إغلاق العيادات يضعهم في مهب الريح.. كيف أثر كورونا على مرضى التوحد
الثلاثاء، 28 أبريل 2020 10:00 ص
تغيرت العديد من العادات اليومية الخاصة بحياتنا، مع انتشار جائحة فيروس كورونا التاجي، فجميع الأشخاص تعرضوا للعديد من التغيرات التي تتسبب في تعرض بعضنا للشعور بالضغوط النفسية الشديدة، فعدم النزول، وعدم الذهاب للعمل، أو للمدرسة، أو مقابلة الأقارب والأصدقاء، جميعها أمور تعرضنا للإصابة بالتقلبات المزاجية الشديدة.
وأوضح تقرير كيف عرقل «COVID-19»، فيروس كورونا التاجي الحياة اليومية للمصابين بالتوحد، فأشار التقرير المنشور عبر موقع«HEALTHLINE»، إلى أن البقاء في المنزل يعد من الأمور الصعبة على مرضي التوحد، وأيضا يعرضهم للتغييرات مفاجئة غير سابقة الإنذار.
وأوضح التقرير، أن مرضى التوحد يتعرضون لصعوبة في القيام بالمهام اليومية التي اعتداوا عليها منذ سنوات عديدة، كالذهاب للمدرسة لتعلم بعض المهارات، ومقابلة أصدقائهم، بسبب انتشار جائحة كورونا، فكانوا يذهبون لمقابلة الأطباء الخاصين بهم ولكن بعد الإغلاق الذي حدث في العديد من البلاد أصبحت طريقة التعامل مع الطبيب هي الفيديو، وهذه الطريقة جيدة لهم خلال هذه الفترة،إلا أن المرضى لم يعتادوا عليها وهذا التغير الذي يحدث في حياتهم يعرضهم للعديد من المشاكل.
وقدم التقرير، قصة لأم تدعي هوفتون ، تعيش مع أبنائها الذين يعانون من التوحد، فالأول يبلغ من العمر 10 سنوات والثاني 8 سنوات، وقالت الأم إن أبناءها كانوا يذهبون إلي المدرسة الخاصة بعلاجهم، وتعمل على علاج تحليل السلوك التطبيقي وعلاج النطق، والعلاج الطبيعي، ووصفت انتشار فيروس كورونا بالمفاجأة التي تعرضت هي وأبناؤها لها، وتسببت في تغير الروتين الذي أعتداوا عليه، وهذا تسبب في تعرض أطفالها مرضى التوحد للضغط النفسي.
وأكملت الأمر، أنه بعد خروج أبنائها من المدرسة في أحد أيام الجمعة أغلقت المدرسة في المساء وهم كانوا يستعدون للذهاب لها اليوم التالي، وهذا الأمر تسبب في تعرضهم للضيق النفسي الشديد، وأيضا العيادة التي يذهبون لها أغلقت ، وهذا الأمر أثر بشكل كبير في طفلها الصغير، فهو لا يتقبل هذا التغير الذى جد علي حياته بشكل مفاجئ، وعرضه للانتكاسة والرغبة في الجلوس بغرفته وعدم الرغبة في التعامل مع أحد.
وأوضح التقرير، أن التوحد هو اضطراب يتم تشخيصه بعد اكتشاف أو ظهور مجموعة من الاضطرابات العصبية على المصاب ، وتختلف الحالة من شخص لآخر.
وأضاف التقرير، أن مريض التوحد أيضا يتعرض لبعض الصعوبات في التواصل مع الآخرين، ولديهم ضعف في المهارات الاجتماعية ، أو يواجهون مشاكل في التعبير عن أنفسهم ، أو قد يواجهون صعوبة في قراءة مشاعر الآخرين وإشاراتهم العاطفية ، وذلك وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
كيف يمكن لـ COVID-19 فيروس كورونا أن يعطل الحياة اليومية؟..قال زوي غروس ، مدير في شبكة التوحد الذاتي للدفاع عن الذات (ASAN) ، وهي منظمة تدار من قبل الأفراد المصابين بالتوحد ،إن الكثير من المصابين بالتوحد في الوقت الحالي قد يواجهون ضائقة نفسية بسبب التغيرات التي حدثت في المجتمع نتيجة لتفشي فيروس كورونا.
وأضاف، أن مرضي التوحد يتعرضون لصعوبة وعدم القدرة علي القيام بمهامهم اليومية، وهذا يعرضون للشعور بالضغط النفسي الشديد، ومن المضاعفات المترتبة علي تعرض مرضي التوحد للضغط النفسي إيذاء النفس والعدوان، فالتغير المفاجئ يعد من الأمور المضرة للحياة النفسية لمريض التوحد.
وحول ذلك قالت دونا موراي ، نائب رئيس البرامج السريرية ورئيس شبكة علاج التوحد وأستاذ مساعد طب الأطفال السريري في مستشفى سينسيناتي للأطفال ، إن الكثير من المصابين بالتوحد يشعرون بعدم الراحة بسبب عدم الذهاب خارج المنزل، وهذا يتسبب في تعرضهم للإصابة بالقلق، ويؤثر أيضا علي مستويات النمو، نتيجة لصعوبة تفهم لتعطيل الروتين اليومي الذي اعتادوا عليه، وهذا يتسبب في شعورهم بالقلق والتوتر.
وقدم التقرير، العديد من النصائح التي يجب على أسرة الشخص المصاب بالتوحد القيام بها، لتجنب تعرضه أو شعوره بالمشاعر السلبية الناتجة عن تغير عاداته اليومية، ومنها:
- الاستيقاظ في وقت معين ومحدد يوميا يعد من الحيل التي تقلل الشعور بالمشاعر السلبية.
- وضع جدول محدد لمريض التوحد، وعليه القيام به، ويصبح مسئول عنه، كارتداء ملابس ، أو تنظيف أسنان، أو ترتيب غرفتك أو تناول وجبة الإفطار في ساعة معينة ومحددة جميعها من الحيل الجيدة التي تشغل تفكير مريض التوحد تساعده في الخروج من الروتين اليومي القديم وتقبل الروتين الجديد.
- على الأسرة إعطاء مريض التوحد الشعور بالحياة الطبيعية، عن طريق البحث عن هوايته وما يفضله من أنشطة لكي يقوم بها داخل المنزل.
- نصح التقرير، بضرورة توسيع مهارات الأطفال مصابي التوحد خلال انتشار جائحة كورونا، داخل المنزل عن طريق متابعة بعض الفيديوهات التي تقدم لتنمية مهارات مريض التوحد.