«التيك توك» ليس وحيدا.. تطبيقات «لايف» أخرى تسعى لإفساد المراهقين
الأحد، 26 أبريل 2020 09:00 مأحمد سامي
لم يكن تطبيق «التيك توك»، أو «لايكي»، وحدها من تطبيقات «اللايف» التي تستهدف صغار السن والفتيات، فبمجرد الضغط علي التطبيقات بمتاجر الهواتف المحمولة تجد عشرات من تلك البرامج التي تدعم نظام بث فيديوهات بشكل مباشر وتتيح لمستخدميه تصوير مقاطع صغيرة من خلاله وتكوين صداقات.
وتطاردك هذه التطبيقات من خلال إعلاناتها علي مواقع التواصل الاجتماعي كنوع من خطة انتشارها بين المراهقين، ورغم تأكيد العاملين والوكلاء فى التطبيقات أن سياسة التطبيقات تمنع الملابس اللافتة أو الكلام الخارج إلا أن غالبية الإعلانات الترويجية لهذه التطبيقات تتصدرها فتاة مثيرة، كما تسمح بعضها بأن تكون صورة العضوة صاحبة البث مثيرة.
ومن بين عشرات التطبيقات من هذا النوع تشتهر فى مصر عدة تطبيقات ومنها «بيجو لايف، وفيجو لايف، وينجو، وتانجو لايف، وجوجو لايف»، وغيرها من التطبيقات التي تستغل حاجة البعض للأموال باعتبار أنها تقدم مرتبات بالدولار، أما المحتوى الذى يمكن أن تجده على التطبيقات فهو مجرد ساعات من اللاشيئ، فهو إما دردشة بالفيديو بين اثنين من المستخدمين تتابعه ويمكنك التعليق عليه بالكتابة أو الانضمام إلى المحادثة، أو أغنية فى الخلفية يتراقص عليها صاحب البث وهو جالس مع فاصل من قراءة التعليقات والرد عليها والكثير من الدعوات الملحة بالاشتراك فى القناة والمتابعة والتوسل أحيانًا بمساعدة صاحبة البث على «إكمال التارجت».
فيشرح وكيل بيجو لايف علي صفحته بموقع التواصل «إنستجرام» طريقة الربح من تطبيق بيجو لايف ووصول ال مبالغ مالية كبيرة بالدولار، موضحا أنه يتم تحميل التطبيق من موبيلك من المتجر أو اب ستور، ثم البدء بتسجيل فيديو خاص بك، وبثه بشكل مباشر بكل سهولة عن طريق ضغظة زر واحدة على كاميرا البرنامج، وسيتابع الفيديو الذي ستقوم ببثه العديد من الأشخاص حول العالم.
وفي البداية يحاول الوكيل الترويج أن المشترك يكون له موهبه ف مجالات الغناء، أو الرسم، أو الشعر، أو الرقص hip hop، أو Beatboxing، أو «مايك اب ارتست»، أو أي موهبة يعرضها في مجال الفن كنوع من التغطية علي الهدف الأساسي من التطبيق، ودعوة الشباب بإن يتحدثون في أي موضوع أو أفكار دون قيد.
كما أن من المغريات التي يعتمد عليها مثل تلك التطبيقات هو العمل من المنزل، وفي اي وقت ولأي مدة.
كما تعتمد طريقة الإعلان عن الحاجة إلى شباب يلتحقون بالعمل في تلك التطبيقات على الإثارة والجذب، حيث جاء إعلان إحداها: «مطلوب بنات ومذيعات للعمل من البيت فى أبلكيشن لايف، المرتبات تبدأ من 200 دولار إلى 1200 دولار ولا يشترط الخبرة»، ليثير الشكوك بعد تداوله بعشرات الصيغ المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعى والمجموعات الخاصة بالعمل من المنزل أو توظيف «الموديلز»، وفى كل مرة يثير استياء البعض ويثير فضول آخرين حول طبيعة العمل الذى يمكن أن يحقق هذا الدخل الكبير خلال ساعات قليلة مثلما يؤكد أصحاب الإعلانات.
و تبدو هذه التطبيقات فرصة سهلة للشباب للحصول على مكاسب مادية خرافية في وقت قصير ولكن بالنظر اليها فهي ذات نشاط مشبوه فقد امتد نشاط هذه التطبيقات لتستفيد منه الشركات العاملة فى مجال الدعارة، فهناك العديد من التطبيقات أسهمت فى نقل الملفات من أجهزة الهاتف المحمول، مثل الصور أو مقاطع الفيديو، أو الملفات الصوتية، وإمكانية استخدام كاميرات الجهاز، والميكروفون.
من جانبه علق طلعت عمر، الخبير التكنولوجي، أن هناك المئات من التطبيقات التي أصبحت تحمل مجانا علي الهواتف المحمولة بمجرد ضغطة علي زر تستطيع تنزيلها وبالتالي أصبح من الصعب مقاومتها أو السيطرة عليها من قبل الحكومات خاصة في الدول النامية، وتحرص هذه التطبيقات على أن يكن لها وكلاء في الدول العربية ومنهم مصر تكن مهمتهم الاساسية الترويج للتطبيق وجذب المستخدمين من خلال الإعلان عن مميزات التطبيق
وقال «عمر» في تصريحات خاصة لـ «صوت الأمة»، إن هذه التطبيقات للاسف الشديد تستغل بعض الشباب كما في حالة الفتاة حنين لتورطهم معهم في تلك الأعمال القذرة والعائد المادي الضخم يجعل الشباب يتلهف ويسير خلف التطبيقات دون وعي لتكن النهاية مماثلة لما تعرضت لها هذه الفتاة
وأوضح، أن هذا الكم الهائل من التطبيقات يساهم في انتشار الجرائم الالكترونية من خلال اختراق الهواتف وابتزاز الفتيات بصورهم الخاصة فأصبح الشخص يحمل في جيبه جاسوس ملازمه طوال الوقت ويسهل التواصل من خلاله مع العالم الخارجي وتكشف الأذونات التى يحصل عليها التطبيق عند تحميله على قدرته على معرفة الكثير من المعلومات والبيانات الخاصة بالهاتف ومستخدمه، إذ يمكن للتطبيق معرفة بيانات الهوية الخاصة بالمستخدم والتعرف على مكانه بشكل مفصل.
واستطرد الخبير التكنولوجي قائلا: «من الخطورة أن يحصل الشباب علي مبالغ مالية مقابل فيديوهات مجانية يتحدث فيها عن نفسه وعن مواقف شخصية وعائلته واصدقائه الأمر الذي يعد بمثابة الغزو الثقافي والحرب الناعمة والتي تستطيع الدول من خلاله الحصول علي المعلومات وثقافة الشباب مما يسهل طريقة السيطرة عليهم، فالبرنامج مجاني وكمان بتاخد عليه فلوس بالدولار فطبيعي كل الشباب هيجري تستخدمه دون النظر إلي المخاطر التي تنتج عنه حتي لو كان محتوي مخل بالأداب».
وأوضح، أن أجهزة المخابرات تنفق المليارات مقابل جمع المعلومات من خلال هذه التطبيقات، موجها النصح للأسرة المصرية بأن تلتفت لتربية الأطفال بشكل سليم فالطفل في الحضانة ويحمل هاتف حديث يقوم باستخدامه بصورة غير سليمة لتنشر بعدها الجرائم بين الأطفال فالأم عليها دور كبير في متابعة الأطفال فنجد فتيات لاتجاوز اعمارهم الثانية عشر وتنشر مقطع فيديو من داخل غرفة نومها بملابس عادية ويتم بعدها ابتزازها من خلاله، متسائلا: «أين دور الأم في توعية الفتاة بخطورة ذلك؟»، متابعا: «الشباب حاليا يتعامل مع واقع افتراضي».