بلازما الدم.. السر الجديد فى علاج كورونا
الأحد، 26 أبريل 2020 03:00 ص
- مصر تنتظر النتائج النهائية لاستخدام بلازما دم المتعافين من كورونا لتطبيقها كبروتوكول علاج
-
مستشار الرئيس للشئون الصحية والوقائية: اللجنة العلمية المشكلة من الصحة والتعليم العالى بدأت تجارب استخدام بلازما المتعافين من الفيروس
لا حديث الآن فى الأوساط الصحية المصرية إلا عن أمرين، الأول انتظار نتائج التجارب السريرية الخاصة باستخدام العقار اليابانى «أفيجان»، فى علاج المصابين بفيروس كورونا، والثانى إمكانية استخدام بلازما الدم المنقولة من شخص تعافى من كورونا لعلاج المصابين بالفيروس، خاصة بعدما حققت بلازما الدم نتائج إيجابية فى عدة دول، وهو ما دفع مصر إلى تجربتها، وفق ما أكده الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، الذى قال إن اللجنة العلمية المشكلة من قبل وزارة الصحة والسكان ووزارة التعليم العالى بدأت تجارب استخدام بلازما المتعافين من فيروس كورونا، ومناقشة كافة المقترحات الجديدة من قبل أعضاء اللجنة.
وأكد «تاج الدين» أن وزارة الصحة سحبت عينات من بعض المتعافين لاستخدام البلازما الخاصة بهم فى علاج فيروس كورونا، عقب إقرارها من قبل لجنة القيم.
كما أكد الدكتور أيمن الشبينى مدير المعاهد البحثية بمدينة زويل، أن الأجسام المضادة يتم استخدامها منذ فترة فى العديد من الدول فى كثير من الأمراض، ومن الممكن استخدام البلازما لحقنها فى مرضى الفيروس وتمتاز البلازما بسرعة العلاج للفيروس لكونها تشتمل على أجسام مضادة وتمتاز بنتائجها الفورية والسريعة، لافتا إلى أن منظمة الصحة العالمية أقرت البلازما فى العديد من الأمراض سابقا، لكن حتى الآن لم تثبت فاعلية البلازما فى علاج فيروس كورونا، لكن علينا انتظار النتائج السريرية لفاعلية البلازما.
وشهد أحد مستشفيات مدينة جراتس النمساوية الإثنين الماضى، الإعلان عن أول حالة علاج لمريض فيروس كورونا باستخدام بلازما الدم منقولة من شخص تعافى من المرض، وقال بيان للمستشفى الجامعى فى جراتس «إل كى إتش»، إنه نظرا لعدم وجود دواء فعال لمرض كورونا فإن الأجسام المضادة الموجودة فى بلازما الدم للأشخاص الذين تم شفاوهم يمكنها أن تساعد المرضى المصابين فى مراحل خطيرة على هزيمة العدوى، مشيرا إلى أنه تم استخدام بلازما الدم من مريض متعافٍ بفيروس كورونا فى علاج شاب آخر مريض يبلغ من العمر 36 عاما يعانى من متلازمة نقص الأجسام المضادة ومن نقص الأكسجين والالتهاب الرئوى الحاد، موضحا أن المريض تماثل للشفاء بالفعل حاليا .
كما أعلنت نائب عمدة العاصمة الروسية للشئون الاجتماعية، أناستاسيا راكوفا، الثلاثاء الماضى، أن ثلاثة مرضى بفيروس كورونا، تعافوا وخرجوا من مستشفى المدينة بعد أن نُقلت إليهم بلازما تحتوى على أجسام مضادة للوباء، وقالت: «لقد لاحظ الأطباء أن المرضى، الذين حقنوا ببلازما دم المتعافين من الفيروس التاجى، تعافوا من المرض بطريقة أسرع وبدون مضاعفات خطيرة»، مشيرة إلى أن مريضين من سكان موسكو ممن نقلت إليهم بلازما مرضى الفيروس التاجى خرجا من المستشفى بعد 10 أيام من تلقى هذا العلاج، ثم خرج مريض ثالث بعد 14 يوما، وهم فى حالة جيدة الآن، موضحة أن الخبراء يجرون فحوصات للتأكد من عدم وجود عدوى لدى الأشخاص الذين تعافوا من المرض.
وقال الدكتور محمد عوض تاج الدين، إن الآلة المصرية العلمية الطبية والبحثية من أول لحظة تعمل 24 ساعة للتعرف على العلاج المناسب، وما هو متاح وأفضل ما يمكن عمله للمريض والوقاية، وكذلك متابعة التجارب الناجحة للمرضى فى بلاد أخرى مثل الصين أو إيطاليا، موضحا أن الدواء اليابانى يستخدم ضد الفيروسات فى اليابان منذ 2014 ويعالج الفيروسات العادية والموسمية، كما أن الصين أنتجت مثيلا للدواء اليابانى وأعطى نتائج إيجابية لتحول الحالات الإيجابية والسلبية، وتمت التوصية به واستخدامه فى هذه الحالات، وهناك أدوية أخرى كثيرة، لافتا إلى أن مصر حصلت على كمية من الدواء اليابانى لتجربته.
من جانبه أكد الدكتور محمد غنيم، رائد زراعة الكلى فى مصر، أن التجارب السريرية حاليا تدور حول ثلاثة أنواع من الأدوية، ففى فرنسا يتم التركيز على دواء الملاريا، وفى اليابان يتم استخدام دواء «أفيجان» المستخدم سابقا فى سارس والأنفلونزا الموسمية، بالإضافة لعقار الولايات المتحدة الجارى تجربته الآن، والذى كان من المفترض أن يستخدم فى علاج «الإيبولا» ولم يفلح فى علاج هذا المرض لكنه أحرز تقدما فى الكورونا.
وقال غنيم، إن الحكومة المصرية لديها اتفاق ضمنى مع الحكومة اليابانية لتجربة عقار «أفيجان» المستخدم فى علاج سارس سابقا، مشيرا إلى إقرار قانون التجارب السريرية وأهميته للصحة والبحث العلمى قائلا: «القانون تأخر كثيرا ونتحدث عنه منذ عام ويأتى تجديد الحديث عنه فى وقت بالغ الصعوبة، مطالبا بإسراع البرلمان فى إجراء التعديلات فى الوقت الراهن».
وشدد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، أننا ما زلنا نسير فى المنحنى الأفقى، معربا عن أمله فى ألا تحدث زيادة رأسية فى الأعداد، مؤكدا أن الدولة تقوم بما عليها ويجب أن نلتزم بشدة حتى نقى أنفسنا، وقال «الدولة تتابع بدقة وشدة كل النتائج التى أمامنا، وأى خطوة احترازية تتم حسب كل مرحلة، وكل مرحلة يتم التفاعل معها بإجراءات تتوافق مع هذه المرحلة».
وحول تزايد حالات الوفيات، قال «تاج الدين» إنه أجرى تحاليل لجميع الحالات التى توفيت بفيروس كورونا، وكانت النتيجة أن الغالبية العظمى كانت مصابة بثلاث أمراض مزمنة، مناشدا كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنه بضرورة البقاء فى المنزل وعدم الاختلاط بالآخرين وتناول الأدوية حتى لا يحدث خلل فى جهاز المناعة الخاص بهم، مضيفا: «لا أنصح أى شخص بتناول أى علاج خاص بالإنفلونزا لمعالجة فيروس كورونا إلابعد الرجوع الى المختصين، لأن تلك الأدوية لها عدد من الآثار الجانبية».
وأكد الدكتور حسام حسنى، رئيس اللجنة العلمية العليا لمكافحة فيروس كورونا بوزارة الصحة، أن سبب زيادة نسبة الوفيات فى مصر ترجع إلى أن معظمهم من كبار السن ومن أصحاب الأمراض المزمنة خاصة الأورام والكلى والضغط والأمراض الصدرية، والتأخر فى اللجوء للرعاية الصحية، مؤكدا أنه ما زال هناك تخوف من اللجوء للرعاية الصحية خوفا من العزل الصحى لمدة 14 يوما، مشيرا إلى أن هناك بعض الحالات فى الفترة الأخيرة تصل للمستشفى بشكل متأخر كإجراء أخير.