قصة خفافيش البيت المهجور التى أثارت الرعب فى القليوبية

الأحد، 26 أبريل 2020 07:00 ص
قصة خفافيش البيت المهجور التى أثارت الرعب فى القليوبية
خفافيش
ريهام عاطف

  • منزل مهجور بقرية الحزانية تسكنه الخفافيش منذ 18 عاما.. و«الطب البيطرى» يلجأ للعجوة المسمومة للقضاء على الوكر
«الخفاش» المتهم الوحيد حتى الآن والمتسبب فى انتشار فيروس كورونا الذى أصاب العالم كله بالرعب بعد وفاة الآلاف ممن أصيبوا به، لينتقل الرعب والفزع من العالم إلى قرية الحزانية التابعة لمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، بعد أن فوجئ الأهالى بأعداد كبيرة من الخفافيش تسكن أحد البيوت المهجورة، التى بناها صاحبها وتوفى منذ 18 عاما، ليكون المنزل المكون من ثلاثة أدوار من نصيب ساكنيه الجدد «الخفافيش»، التى بم تجد مكانا بعيدا عن هجوم البشر أفضل من ذلك لتتكاثر حتى أصبحت تهدد القرية والقرى المجاورة.
 
وتعمل الاستخبارات الأمريكية حاليا على التحقق من احتمالية نشأة الفيروس بمختبر صينى، وليس من سوق ووهان، بعد أن انتقل الفيروس من خفاش لشخص يعمل فى المختبر بسبب حادث أو تعامل سيئ مع المواد، وربما يكون قد أصاب آخرين بعدها، وهو صاحب الإصابة «صفر» لتظل الاتهامات متبادلة  بين الصين والولايات المتحدة، فيما يتعلق بمصدر وأسباب تفشى وباء كورونا العالمى.
 
وتؤكد واشنطن طبقا لتصريحات رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلى، أن الاستخبارات الأمريكية تلقى نظرة جادة على سؤال ما إذا كان فيروس كورونا الجديد مصدره مختبر، كما أشارت بعض المصادر إلى أن هناك ثقة متزايدة بأن «كوفيد 19»، لم ينشأ كسلاح بيولوجى، لكن كجزء من جهود الصين لإثبات أن قدراتها فى تحديد ومكافحة الفيروسات مساوية أو أكبر من قدرات الولايات المتحدة التى اعلنت سفارتها فى يناير 2018 من عدم توافر السلامة الكافية فى معهد ووهان للفيروسات، وقدمت معلومات عن علماء يجرون أبحاثا خطيرة عن فيروسات كورونا من الخفافيش.
 
ظهور الخفافيش فى قرية الحزانية، وأيضا قرى أخرى فى بنى سويف، أصاب الأهالى بقلق شديد، ما دفعهم لمواجهة الخفافيش بالشطة الحمراء بعد وضعها على الفحم، لينجح ذلك فى قتل العديد من الخفافيش، إلى أن قامت الوحدة المحلية التابعة لمجلس ومدينة شبين القناطر بابتكار عجينة العجوة لعدم وجود مادة للقضاء عليه، كما أكد كل من الطب البيطرى والصحة، أن العجوة طعام جيد للخفافيش فتم استخدام خلطة «العجوة، وسم اللانيت» وهى خلطة جديدة لمواجهة الخفافيش التى اتخذت من المنزل المهجور ملاذا ومسكنا لها، مع غلق كافة الشبابيك والأبواب ورش المكان بالمبيدات الكيميائية، كما تم حصر المنازل المهجورة والقديمة بقرية الحزانية، للعمل على مواجهة انتشار الخفافيش بالقرية، والتأكد من خلوها بالكامل منها، وفى بنى سويف تمت إحاطة المنزل المهجور منذ 1983 بسرادق من القماش، لضمان عدم هروب الخفافيش إلى  خارجه، وقامت  فرقة  المكافحة بالتعامل مع الخفافيش الموجودة بالمنزل والقضاء عليها، ثم رش المبيدات وتعقيم الحجرات جميعها.
 
وقال أسامة دسوقى، رئيس الوحدة المحلية بالقشيش، التى يدخل فى نطاق اختصاصها الجغرافى قرية الحزانية، إن القصة بدأت بتلقى بلاغ من أهالى القرية الحزانية بانتشار أعداد كبيرة من الخفافيش داخل منزل مهجور، وأنها بدأت خلال الفترة الأخيرة الخروج ومهاجمة الأهالى والمنازل المجاورة للمنزل المهجور، حيث تبين أن المنزل مبنى منذ 18 عاما، ومكون من 3 طوابق، ولا يوجد به باب ولا شباك سوى الباب الرئيسى للمنزل، لأن صاحبه توفى بعد بنائه، وسكنته الخفافيش منذ فترة طويلة، إلا أنها تكاثرت طيلة هذه الفترة ووصلت لأعداد كبيرة بالمنزل.
 
وأشار «دسوقى» إلى أنه بمعاينة المنزل تبين وجود أعداد كبيرة من الخفافيش فتم التواصل على الفور مع الطب البيطرى والصحة اللذين أكدا أنه لا توجد مادة للقضاء على تلك الخفافيش، إلا أن الأهالى تدخلوا مع الوحدة المحلية، وتم إشعال دخان داخل المنزل ووضع «شطة حمراء» وبالفعل بدأت هذه الخفافيش فى الانتشار، وتم القضاء على 100 خفاش منها، إلا أن هناك أعدادا كبيرة لم يتم القضاء عليها لصعوبة السيطرة على المكان لعدم وجود أى شىء يمكن من خلاله غلق الشبابيك والأبواب.
 
وأكد الدكتور عبد الحكيم محمود رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية أنه لم يثبت حتى الآن أن الخفافيش فى مصر قامت بنقل فيروس كورونا المستجد إلى الإنسان، مشيرا إلى أن الخفافيش من الحيوانات البرية التى تتواجد فى الأماكن المهجورة ولها دور فى التوازن البيئى، لذلك فلابد من التعامل معها بحذر ومن جانب المتخصصين، ولذلك صدر قرار من اللواء عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية بتشكيل لجنة تضم كلا من «الطب البيطرى، والزراعة، والبيئة، ومركز بحوث الحيوانات الضارة بالزراعة»، للنزول إلى موقع المنزل المهجور والذى اتخذته الخفافيش مسكنا لها، لرصد آلية للتعامل مع هذه الخفافيش.
 
على الجانب الآخر قال الدكتور أحمد رزق أستاذ مكافحة الحيوانات الضارة بمركز البحوث الزراعية، إن الخفافيش ناقلة للأمراض، ويجب عدم التعامل معها بشكل مباشر وعدم قتلها أو لمسها بعد سقوطها على الأرض، كونها ناقلة لأمراض وفيروسات كثيرة يجهل عنها المواطن الكثير، مشيرا إلى أنه فى حالة ظهور الخفافيش يجب غلق الشبابيك حتى لا تدخل إلى المنزل، مع الاتصال بالجهات المختصة لتقوم بالتعامل معها عبر إحراق الشطة السودانى التى تصدر غازا يسرع من عملية قتل الخفافيش أو عن طريق إقامة شباك حول وكر الخفافيش لمنع خروجها وبعد مرور فترة من 48 ساعة حتى 72 ساعة يموت الخفاش بعد عدم حصوله على الغذاء اللازم لبقائه على قيد الحياة، مضيفا أنه  بعد القضاء عليه، يتم تطهير الوكر الذى كانت تعيش به مع تطهير الشوارع الجانبية ودفن الخفافيش فى أماكن آمنة أو حرقها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة