في العيد الـ38 لتحرير سيناء.. أحفاد مشايخ مؤتمر الحسنة يجددون قسم الولاء لمصر
السبت، 25 أبريل 2020 12:19 ممحمد الحر
سليمان الزملوط: سيناء «شعبا وأرضا» حائط الصد الأول عن تراب الوطن
عبد الحميد الأخرسي: نحن أبناء مجاهدين آثروا السجن والموت على أن يرتضوا بعزل سيناء
في عام 1968دعت إسرائيل مشايخ سيناء لحضور مؤتمر هام حشدت له كافة وسائل الإعلام العالمية فى منطقة الحسنة بوسط سيناء، كان الهدف منه اجتذابهم وعزلهم لإقامة حكم ذاتى فى سيناء بعد فصلها عن مصر، إلا أن المفاجأة المدوية التى أعلنها المشايخ بأن سيناء مصرية وستظل مصرية وأن باطن الأرض خيرا لهم من أرضها لو فرطوا فى سيناء، عقدت ألسنة الصهاينة وأصابهم الذهول فقتلوا منهم من قتلوا وزجوا ببقيتهم إلى أعتى سجون إسرائيل.
هذا المشهد دائما ما يستدعيه المصريون أثناء الحديث عن سيناء وبطولات شعبها، خاصة ونحن نحتفل هذا الأسبوع بذكرى تحرير سيناء، التى توافق ذكرى 25 أبريل 1982، وهو اليوم الذى رُفع فيه العلم المصرى على أرض الفيروز بعد استكمال تحرير سيناء بشكل كامل.
اليوم مع الاحتفال بالعيد الـ38 لتحرير سيناء، جدد مشايخ وأهالى سيناء قسم الولاء لمصر، موجهين ضربة قوية جديدة على وجه كل أصحاب الدعوات الخبيثة بعزل سيناء عن مصر تماما بدعوى اقتصادية وتنموية، وقال الشيخ سليمان الزملوط برلمانى سابق واحد رموز قبيلة البياضية، إن سيناء برجالها عبر التاريخ وفى أشد الظروف وطأة إلا أنهم بقيم وأخلاقيات أهل الصحراء وفهمهم لصحيح العقيدة، يقفون بقوة وصمود فى وجه كل المحاولات البائسة المعلن منها والمستتر لعزلها عن الوطن الأم مصر الغالية.
وأشار «الزملوط» إلى أن السنوات القليلة الماضية شهدت اهتمام متصاعد من جانب الدولة لسيناء، بعد تغيير النظرة للمنطقة وأهلها، حتى أنها أصبحت أفضل محافظة للحياة على أرضها، نظرا للتحول الهائل تنمويا الذى يشمل كل مقومات الحياة من تعليم وصحة وبنيه أساسية غير مسبوقة، بل تتفوق على الكثير من المحافظات فى الدلتا وصعيد مصر، فالرئيس عبدالفتاح السيسى، يضع سيناء فى لب أولوياته، من خلال الاهتمام بإقامة مشروعات استثماريه كبرى لاستغلال ثرواتها الطبيعية ومناخها المعتدل وموقعها الاستراتيجى، وما كان ذلك ليتحقق إلا بإدراك مؤسسات الدولة أن سيناء «شعبا وأرضا» هى حائط الصد الأول عن تراب الوطن الغالى.
وتابع الشيخ سليمان الزملوط قائلا: «ليس مؤتمر الحسنة عن ذلك ببعيد حينما حاول المحتل أن يفصل سيناء عن الوطن الغالى بمغريات الحياه التى تحطمت على عقيدة راسخة وإيمان كامل بأن الوطن هو الحياة بعينها، وأن شعب سيناء جزء أصيل يعتز بالوطن الأم مصر التى كرمها الله فى قرآنه وأوصى خيرا بأهلها كل الأنبياء والمرسلين، وتجلى على أطهر بقعة فيها رب العالمين».
من جانبه قال محمود منصور، أحد رموز عائلات العيساوية بشمال سيناء، إن إسرائيل حاولت من قبل نصب فخ للمشايخ خلال مؤتمر الحسنة، وكان الهدف الصهيونى منه هو تدويل سيناء وعزلها عن الوطن الأم، لكن كان وقوف مشايخ سيناء فى وجه العدو الصهيونى وتأكيدهم أن سيناء مصرية وستبقى مصرية إلى الأبد بمثابة الصفعة القاتلة لكل فكرة أو دعوة لعزل سيناء، أو محاولة نزعها من جسد مصر على مر السنوات الماضية.
وأضاف منصور: «هذا ما نؤكده اليوم وغدا، بأن سيناء جزء أصيل من الوطن وقطعة غالية لا يمكن بأى حال أن تكون بمعزل عن مصر، أو أن تكون سيناء مستقلة إداريا، ونؤكد نحن أبناء سيناء رفضنا القاطع لأى رأى أو فكرة تهدف لعزل سيناء، لأننا جزء أصيل من الوطن، وأن موتنا أهون علينا من ذلك».
وترى الدكتورة سهام عز الدين جبريل، نائبة برلمانية سيناوية سابقة، أنه يجب الانتباه إلى الخط الرفيع بين مفهوم التنمية وفكرة الأقاليم الاقتصادية المتكاملة وبين أطروحة الحكم الذاتى والحاكم الذى يعلو سلطات المحافظ، حيث نجد البعض يتحدث عن فكر جديد للتنمية تحت مبرر الإسراع فى الدفع به، وتخطى المعوقات التى تعيق حركتها وتقود انطلاقتها لتحقيق المرجو منها والمستهدف، وفى الحقيقة إن ما طرحه البعض وما برره الآخرون له،م يدعونا إلى الانتباه لهذا الأمر ووضع تحته خطوط حمراء.
وأكدت سهام جبريل، أن بعض الأفكار التى تخرج من مكاتب مكيفة لم يسبق لأصحابها المعايشة والمتابعة لذلك الكم من الأبحاث والدراسات والرسائل العلمية والبرامج التى وضعت لتنمية سيناء، فهم فى اعتقادى لم يعايشوا الواقع ولم يتابعوا ذلك الزخم الكبير من جهود بذلت ووضعت لتنفيذ مشروعات التنمية الحقيقية الموجودة حاليا على أرض الواقع.
وقال الشيخ عزمى أبو مليح، أحد مشايخ ورموز قببلة الأرميلات، «أحفاد مجاهدى سيناء وأبطال مؤتمر الحسنة ماضون على عهدهم مع دولتهم وولائهم وانتمائهم لمصر تحت قيادتها العظيمة برئاسة عبدالفتاح السيسى، ويؤكدون أن سيناء أرض مصرية، ولن تتجزأ ولن تنفصل عن الوطن الأم مصر، فهى أرض مصرية وما زالت أرضها ترتوى من دماء الشهداء الأبرار وكل شبر بها شرب من دماء شهدائنا الأبرار»، مضيفا «نحن نقف صفا واحدا خلف قيادتنا المصرية، من أجل استكمال تطهير سيناء من الإرهاب الأسود واستمرار عجلة التنمية التى وصلت بالفعل إلى مناطق بئر العبد والعريش ووسط سيناء، وستصل إلى كل مدن سيناء شمالا وشرقا وجنوبا ليعم الاستقرار أرض سيناء، بالتزامن مع زراعتها بالشجر والبشر والحجر».
وقالت سناء مصطفى جلبانة، مدير لجنة حماية الطفل ومقرر اللجنة الاقليمية للطفولة والأمومة بشمال سيناء، أن سيناء وعلى مدى التاربخ تتعرض لحملات ممنهجه لزعزعة الأمن القومى المصرى لعزلها عن الوطن الأم مصر، لكنها ستظل رمزا للوطنية والنضال ضد أى خائن أو عميل تسول له نفسه الإضرار بها أو زعزعة أمنها أو النيل منها ومن أهلها الشرفاء أبناء مصر الذين ضحوا بحياتهم وأرواحهم ودمائهم وممتلكاتهم من أجل الحفاظ عليها وحمايتها.
وأضافت سناء جلبانة: «نحن أبناء المجاهدين وأحفادهم الذين أحبطوا ببسالة ووطنية المخطط الصهيونى لتدويل سيناء، وضربوا المثل فى الجهاد والوطنية، وسنظل نواصل الرسالة ونرفض بشدة أى دعوه لشق الصف وعزل سيناء عن جسد الوطن وسنظل تحت القيادة والسيادة لدولتنا المصرية الشامخة العظيمة.
وأكد الشيخ عبدالحميد الأخرسى، أحد رموز ومشايخ قبيلة الأخارسة بشمال سيناء، أن سيناء ظلت وستبقى مطمعا بحكم موقعها الإستراتيجى التاريخى والجغرافى، لذلك ستظل بعض الدعوات المسمومة التى تأتى فى صورة حق يراد به الباطل، لمحاولة فرض العزلة على سيناء وأهلها بدعوى المصلحة الاقتصادية والتنموية بعيدا عن الحكومة والدولة، وهى دعوات مشبوهه ذات أبعاد سياسية لا علاقة لها بالوطنية ولا بمصلحة مصر وأهلها، مشددا على أن سيناء «أرضا وبشرا وحجرا» مصرية حتى النخاع، ولن تنجح أى محاولات خلفية للنيل منها أو محاولة بترها من جسد مصر، لأنها عصية على كل محاولات النيل منها بفضل أبطالها من أسود الجيش والشرطة وأهلها من حراس بوابتها وصمام أمنها وأمانها، لأنهم أبناء مجاهدين آثرو السجن والموت دون أن يرتضوا بعزل سيناء عن مصر وآمنوا أن الموت من أجل ترابها هو الحياة وأن الحياة من أجل عزلها عن مصر هو الموت.
وأكد الشيخ عارف العكور، أحد مشايخ ورموز قبيلة الرئاسات بشمال سيناء أن عظمة سيناء تكمن فى قيادتها الواعية التى دفعت بجهود الأمن بالتوازى مع جهود التنمية لتجفيف منابع الإرهاب على أرض سيناء، بجهود أعظم جيوش العالم، وبيديه التى كانت إحداهما تبنى والأخرى تحارب الإرهاب، مؤكدا أن كل المؤامرات الخبيثة على سيناء فشلت وتحطمت على صخرة وطنية مشايخ وأبناء سيناء الذين راهنت عليهم القيادة المصرية وكانوا على قدر الثقة والأمانة، وسيظلوا إلى قيام الساعة فى رباط مع دولتهم العظيمة مصر، موالين لقيادتها وجيشها وشرطتها، ومنتمين لترابها الذى هو أغلى من الذهب والروح والولد.