اشتعال الأزمة الاقتصادية في لبنان.. واتهامات متبادلة بين سعد الحريري ورئيس الحكومة
السبت، 25 أبريل 2020 07:00 م
لا تزال حكومة حسان دياب التي مر علي تشكيلها 3 أشهر عاجزة عن وضع حد للانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه لبنان بسبب تدهور الليرة، بعد أن فشلت الحكومة في وضع تصور للخروج من الأزمة، وهو ما دفع الشعب اللبناني إلى الخروج للشوارع رغم أزمة انتشار فيروس كورونا.
وقد بدأت دعوات التظاهر تخرج مرة أخرى احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية، حيث تصدرت الدعوات مجموعات سبق لها المشاركة في التحركات الشعبية في حراك 17 أكتوبر الماضي، للعودة إلى الشارع للمطالبة بتحسين الأحوال المعيشية ورفضا للحكومة التي لم تقم بأي خطوة إصلاحية منذ على تشكيلها.
من جانبه انتقد رئيس الحكومة اللبنانية السابق، زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، الهجوم الذي شنه نظيره الحالي، حسان دياب، الجمعة، على حاكم المصرف المركزي، لافتا إلى أنه يؤكد انخراط الحكومة الجديدة فى النهج الانتقامي الذي ساد منذ أواخر تسعينيات القرن الماضى.
وأشار الحريرى في بيانه إلى أن كلام حسان دياب خطير ويتلاعب على عواطف الناس وقلقهم المعيشي وخوفهم على لقمة عيشهم، ليتبرأ من التقصير الفادح الذي تغرق فيه الحكومة من رأسها إلى أخمص القدمين، مؤكدا أنها مرحلة الانتقام من مرحلة كاملة يفتحونها على مصراعيها، ويكلفون رئاسة الحكومة تولي مرحلة الهجوم فيها.
ووصف الحريري دياب بأنه أغرق رئاسة الحكومة في شبر من العبارات المحملة بالتهديد والوعيد، وأخطر ما في ذلك أن رئاسة الحكومة ستتحمل دون أن تدري مسؤولية إغراق الليرة التي تترنح على حافة الانهيار الكبير.
وتابع سعد الحريري موجها حديثه لرئيس الحكومة اللبنانية: "برافو حسان دياب، لقد أبليت بلاء حسنا، وها أنت تحقق أحلامهم في تصفية النظام الاقتصادي الحر، إنهم يصفقون لك في القصر ويجدون فيك شحمة على فطيرة العهد القوي، فكيف يمكن أن تغيب عنك الجهة التي تسببت بنصف الدين العام من خلال دعم الكهرباء، وأن تغض النظر عن 7 سنوات من تعطيل المؤسسات الدستورية، وألا تسأل عن السياسات التي أضرت بعلاقات لبنان العربية والدولية، وألا تلتفت إلى المسؤوليات التي يتحملها الأوصياء الجدد على رئاسة الحكومة، هل هي جميعها من صناعة حاكم مصرف لبنان؟".
ولفت الحريرى إلى أن هناك عقل انقلابي يعمل على إلقاء مسئولية الانهيار فى اتجاه حاكمية مصرف لبنان وجهات سياسية محددة، ويحرّض الرأى العام على تبني هذا التوجه، ويزوده بمواد التجييش والتعبئة التى ليس من وظيفة لها سوى إثارة الفوضى وتوسيع رقعة الفلتان النقدي الذي تتبرأ منه الحكومة لتقذفه في أحضان الآخرين.
وأكد سعد الحريري في بيانه أن هناك خلل عميق فى مختلف جوانب الإدارة السياسية والاقتصادية لا مجال لتغطيته والاستمرار فيه، ولكن ما هو مطروح فى غرف القرار يتعلق بتغيير هوية لبنان على كل المستويات، وأخطر ما في هذا المخطط استخدام الغضب الشعبي وقودا لإحراق الهوية الديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية للبنان.
كان رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، الجمعة، قد وجه انتقادا غير مسبوق لحاكم المصرف المركزي رياض سلامة، وذلك على خلفية التدهور في سعر صرف الليرة اللبنانية، معتبراً أن هناك "غموضاً مريباً" في أدائه.
وقال دياب، في كلمة ألقاها بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء، إن "تدهور سعر صرف الليرة يتسارع بشكل مريب في السوق السوداء"، مضيفاً أنه "بالرغم من السلطة المحدودة للحكومة في التعامل مع هذا التدهور إلا أننا نبذل جهوداً لمواجهته".
وأشار دياب إلى أن "المعضلة تكمن في أنّ هناك غموضاً مريباً في أداء حاكم مصرف لبنان"، لافتاً إلى أن المصرف المركزي "إما عاجز أو معطل بقرار أو محرض على هذا التدهور المريب".
الجدير بالذكر أن لبنان كان قد شهد احتجاجات بدأت في أكتوبر الماضي، للمطالبة بتشكيل حكومة إنقاذ من التكنوقراط وإجراء انتخابات نيابية مبكرة وخفض سن الاقتراع إلى 18 عاما، ومعالجة الأوضاع الاقتصادية واسترداد الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين.