بريطانيا تسابق الزمن لإنتاج لقاح لمواجهة كورونا..وجامعة أكسفورد تبدأ أول اختبار بشري غدا
الأربعاء، 22 أبريل 2020 09:00 م
انضمت بريطانيا لسباق الدول التي تسعي لإنتاج لقاحات لمواجهة فيروس كورونا المستجد، وهو السباق الذي بدأ داخل المراكز البحثية والجامعات منذ تفشي الفيروس التاجي.
ومن المقرر أن تبدأ بريطانيا في تجربة أول لقاح غدا الخميس، بعد أن انهت جامعة أكسفورد من انتاج اللقاح الخاص بها وأثبت نجاحه على الحيوانات لتبدأ بتجربته على البشر بالفعل، حيث سيتم تجربته علي 510 متطوعا ما بين عمر 18 إلى 55 عاما .
تأتي هذه التجربة رغم تأكيد منظمة الصحة العالمية وكبير المستشارين العلميين في بريطانيا السير باتريك فالانس، بإن اللقاح الآمن على بعد 12 إلى 18 شهرا على الأقل.
كشف البروفيسور أدريان هيل مدير معهد جينر بجامعة أكسفورد الأسبوع الماضي وفقا لتقرير جريدة " telegraph" ، أن "هدف الفريق هو الحصول على حوالي مليون جرعة بحلول سبتمبر بمجرد حصولنا على نتائج اختبارات فعالية اللقاح".
وأضاف: ثم سنتحرك بسرعة لأن العالم سيحتاج إلى مئات الملايين من الجرعات بشكل مثالي بحلول نهاية العام لإنهاء هذا الوباء وإخراجنا من الإغلاق بأمان".
تفاصيل لقاح جامعة أكسفورد يُطلق على اللقاح ChAdOx1 nCoV-19 ومصنوع من نسخة ضعيفة من فيروس نزلات البرد (فيروسات غدية)، من الشمبانزي التي تم تغييرها جينيًا لذا من المستحيل أن تنمو في البشر.
وبدأت الفرق السريرية في معهد جينر بجامعة أكسفورد ومجموعة أكسفورد للقاحات في تطوير لقاح ChAdOx1 nCoV-19 في يناير، وقد مر الفريق بمراحل تطوير اللقاح التي تستغرق عادة 5 سنوات في 4 أشهر فقط.
ولعل ما ساعد فريق جامعة أكسفورد علي سرعة انتاج هذا اللقاح هو أ الجامعة تملتك شركة فرعية تسمى Vaccitech الحقوق الفكرية للقاحها.
التجربة ستتم في البداية علي 510 متطوعا من الأصحاء ممن تتراوح أعمارهم ما بين 18- 55 عام، لتنتقل التجربة بعدها إلى الفئات العمرية الأكبر سنًا، للنظر في السلامة والاستجابة المناعية للقاح.
وسيحصل نصف المتطوعين التجريبيين على لقاح فيروس التاجي الجديد بينما سيحصل النصف الآخر على لقاح مرخص للحماية من التهاب السحايا، لن يعرف المتطوعون ما يعطونه.
من جانبه قال أندرو بولارد وهو أحد أفراد فريق أكسفورد " قد تكون هناك عقبات عند اختبار اللقاح على كبار السن، موضحا أنه بالنسبة لمعظم اللقاحات، فإن الجهاز المناعي لدى كبار السن، وخاصة أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 70 سنة، لا يقدم مثل هذه الاستجابات الجيدة".
"إذا رأينا استجابات أضعف لدى كبار السن، لدينا أيضًا في خطتنا أن ننظر في إعطاء جرعات إضافية في هذه الفئة العمرية لمحاولة تحسين الاستجابة المناعية." اللقاح لن يكون متاح كميات كبيرة منه بنهاية 2020 بينما قال أستاذ يعمل على لقاح فيروس كورونا الجديد، إنه قد لا يتم إنتاجه على نطاق واسع حتى العام المقبل.
وأضاف البروفيسور أندرو بولارد، إن ملايين الجرعات يمكن إجراؤها بحلول خريف هذا العام، ولكنه أضاف أن إنتاجه وتوزيعه في أنحاء البلاد بعد أن تستغرق التجارب الناجحة وقتاً أطول بكثير.
وقال لـ Sky News:، هناك جهد تقني ضخم للوصول إلى لقاح، وأعتقد أنه من غير المحتمل أن يحدث ذلك قبل نهاية هذا العام، وإذا نجحت التجارب ، فهناك عقبة فنية كبيرة لرفع جرعات اللقاح إلى ملايين أو عشرات الملايين أو حتى المليارات التي قد يحتاجها العالم.
إنها عملية تصنيع مختلفة تمامًا لتكون قادرة على صنع مثل هذه الأحجام الكبيرة من اللقاح، والقدرة على القيام بذلك حول العالم محدودة للغاية.
عندما ظهر هذا الفيروس الجديد، كان هناك بالفعل عمل مستمر في أكسفورد بشأن فيروس كورونا التاجي، وكان هناك لقاح على البشر، ولكن ما حدث هو أن الشفرة الوراثية من الفيروس التاجي الجديد تم اكتشافها في يناير وكان من الممكن العودة إلى تلك الشفرة الوراثية وجعل هذه اللقاحات الجديدة سريعة جدًا.
"لقد تم تطويرها في المختبر ونقلها إلى منشأة تصنيع في أكسفورد لجعل الجرعات الأولى جاهزة للتجارب، مشيرا إلى أن تجربة أكسفورد ليست مضمونة لإنتاج لقاح ناجح.
وأضاف: "علينا أن نجري التجارب السريرية من أجل معرفة مدى جودة عمل اللقاحات وأيضًا إلى متى يمكن أن تستمر الحماية من اللقاحات، إذا كانت تحمي بالفعل".
أما التجربة الثانية التي ستدخل بها بريطانيا السابق فستكون تابعة لكلية إمبريال كولدج، حيث أعلن العلماء فى مختبر الصحة في إمبريال كوليدج لندن، الذين يطورون لقاحًا ثانيًا لفيروس كورونا التاجى، اليوم أنه سيتم تجنيد متطوعين لإجراء تجارب سريرية في يونيو، والتى تخطط أن تبدأ التجارب فى غضون 6 أسابيع، وستتبع خطى مشروع جامعة أكسفورد الذي يبدأ الاختبارات غدًا الخميس.
وعلى عكس لقاح أكسفورد الذى سيعمل على تحفيز الجهاز المناعي باستخدام فيروس نزلات البرد العادي المأخوذ من الشمبانزي، يستخدم الباحثون في إمبريال قطرات من السائل لحمل المواد الوراثية التي يحتاجونها للوصول إلى مجرى الدم.
سيعمل كلا من اللقاحين، بعد ذلك نظريًا وفقا لتقرير" الديلى ميل"، عن طريق إعادة إنشاء أجزاء من الفيروس التاجي داخل المريض وإجبار جهاز المناعة على تعلم كيفية محاربته.
وقال الدكتور روبين شاتوك، وهو يرأس الجهود في كلية إمبريال الملكية، إن المتطوعين الأوائل سيعطون جرعات منخفضة من اللقاح لاختبار سلامته، وأوضح أنه إذا ثبت أنه لا يسبب أي آثار جانبية كبيرة، فستزداد الجرعات تدريجياً حتى تصل إلى نقطة يحصل فيها الأشخاص على ما يكفي لمنحهم الحصانة ضد COVID-19.
وأضاف "لا يوجد ضمان على الإطلاق بأن اللقاح سيعمل "، ولكن التجارب على الحيوانات التي أجريت منذ فبراير كانت ناجحة، قائلا: أعتقد أنه من الرائع أن يكون لدينا نهجين مختلفين [أكسفورد وإمبيريال].
وأضاف: "من الجيد أن يكون لكلا النهجين أن هناك العديد من مخاطر الفشل على طول الطريق، لذلك من خلال اتباع نهجين ، نزيد من فرص الحصول على لقاح فعال في المملكة المتحدة، وكلا النهجين يمكن أن يكون لهما نشاط مكمل، وبالتالي يمكن دمجهما في نهاية المطاف إذا احتجنا إلى الحصول على دفعة أولية وتعزيز لقاح أكثر فعالية لبعض السكان.