20 سؤالا لن يخرج عنهم فهم كابوس انهيار النفط.. كيف يتأثر المصريون؟

الأربعاء، 22 أبريل 2020 11:00 ص
20 سؤالا لن يخرج عنهم فهم كابوس انهيار النفط.. كيف يتأثر المصريون؟
براميل بترول

بين ليلة وضحاها ضرب القلق الأوساط الاقتصادية العالمية، لم يكن أكثر الاقتصاديين الأمريكيين تشاؤما يتوقع أن تنهار أسعار النفط "خام غرب تكساس" لما دون الصفر فى العقود الآجلة لأول مرة بالتاريخ ليصل سعرها إلى سالب 37 دولارا.

تساؤلات قفزت إلى أذهان غير المختصين كان أبرزها ماذا حدث ولماذا؟ وكيف تتأثر حياة الشعوب في دول العالم بكابوس النفط الأمريكي، كيف تتصرف الدول؟

 
ما الذى حدث فى سوق النفط فى الولايات المتحدة الأمريكية؟
 
لأول مرة فى التاريخ تحولت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي  إلى سلبية لتنهي الجلسة عند سالب 37.63 دولار للبرميل مع اقبال المتعاملين على البيع بكثافة بسبب امتلاء سريع لمنشآت التخزين في المركز الرئيسي للتسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما.
 
 
ما هى العقود الآجلة لبيع النفط ؟
 
هناك 3 أنواع من طرق بيع النفط، الأول هو السعر الفورى بمعنى الاتفاق على الصفقة وليكن 50 ألف برميل والاستلام في خلال أيام،  أو اتفاق بين شركات بدون إعلان في البورصة، وطريقة ثالثة وهى العقود الآجلة بمعنى الاتفاق على الصفقة  ويكون الاستلام بتاريخ متفق عليه بين الطرفين قد يكون بعد شهر أو أكثر وهناك عقود يكون الاستلام فيها بعد عام.
 
ما هو خام غرب تكساس وما هو خام برنت؟
 
لابد أن من التفرقة بين الخام الأمريكى، والذى انهار سعر عقود تسليم مايو ، وبين خام برنت، حيث أن الأول إنتاج الولايات المتحدة ويذهب أغلبه لخدمة اقتصادها، وما حدث  من انهيار عقود تسليم شهر مايو، جاء نتيجة مشكلات النقل والتخزين بفعل أزمة كورونا وامتلاء المخازن فى الولايات المتحدة..
 
وهذا ليس معناه أن سعر البرميل على مستوى العالم أصبح بدولار واحد، والدليل أن عقود تسليم يونيو لنفس خام غرب تكساس بلغت 22 دولار ولكن إذا استمرت أزمة النقل والتخزين إلى نهاية شهر يونيو ستشهد تلك العقود نفس الأمر، وفق توقعات المراقبون لحركة أسعار النفط.
 
خام برنت
 
وأما ما يتعلق بخام برنت، وهو الخام القياسى الذى تشتريه معظم الدول،  ومنها الدول العربية المنتجة وبريطانيا ودول أوروبية أخرى كانت أسعاره حتى أمس حوالى 25 دولار، وبمعنى أدق أن ثلثى دول العالم تتعامل عند بيع وشراء النفط على سعر خام برنت وليس خام غرب تكساس.
 
 
هل هبوط العقود الآجلة لخام غرب تكساس تسليم شهر مايو إلى سالب 37.63 دولار للبرميل يعنى أن المنتجين للنفط سيدفعون أمولا للتخلص من المخزون لديهم ؟؟
 
 أسعار النفط الأمريكي، في العقود الآجلة لشهر مايو والتي ينتهي أجلها اليوم الثلاثاء، أصبحت بالسالب ، وذلك لعدم القدرة على تخزين إجمالي إنتاج النفط الذي كان من المفترض أن يستخدمه الاقتصاد العالمي الذي يعاني حاليا من الركود، وفق صحيفة وول ستريت جورنال
 
 
 
وهبوط العقود الآجلة لخام غرب تكساس تسليم شهر مايو إلى سالب 37.63 دولار للبرميل، بتراجع 306% مقارنة بسعر 18.27 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي، وهذا نظريا يعنى أنه فعلا سيدفع المنتجون أمولا للتخلص من النفط، على الأقل بالنسبة لأجزاء من الولايات المتحدة، إذ أن تراجع الطلب على النفط جراء أزمة "كوفيد-19"، أدى إلى امتلاء مستودعات التخزين والتكرير، وفي الوقت نفسه، فإن منتجي النفط مضطرون إلى مواصلة ضخ إنتاجهم لتجنب غلق الآبار وإعادة تشغيلها لاحقا، لما لذلك من تكلفة باهظة. ولهذا فإن منتجي النفط يتنافسون حاليا للحصول على مساحات تخزين جديدة، وفق ما نقلته وكالة انتربرايز.
 
 
هل هبوط عقد مايو انعكس على باقي العقود؟
 
حتى هذه اللحظة لم يحدث انعكاس سلبى ملحوظ، فعقود غرب تكساس لشهر يونيو لاتزال أعلى 21 دولاراً.. عقود شهر سبتمبر وما بعده قد تكون أعلى 31 دولاراً، و بالتالي سعر السالب يقتصر على عقد مايو الذى انتهى الثلاثاء 21 أبريل 2020.
 
 
 
ما الذى أوصل الأمور إلى هذه الدرجة .. أى لماذا هذا الهبوط الحاد فى العقود الآجلة بأمريكا؟
  
هناك عدة أسباب سنلخصها هنا، لكن كلمة السر فى هذا الانهيار هى " المضاربة"، "حيث قام المضاربون خلال الأشهر والأسابيع الأخيرة بالتوقيع على تعاقدات كبيرة عندما انخفض سعر خام غرب تكساس ووصل لمستويات أدنى من عشرين دولارا ووصلت لعشرة دولارات، واشتروا كميات كبيرة أملا في ارتفاع الأسعار وإعادة بيعها وتحقيق مكاسب، وفق مؤسسة واشنطن أناليتيكا بالعاصمة واشنطن، لكن ما حدث هو مزيد من الانخفاض فى الأسعار نتيجة تخمة المعروض أولا تراجع حاد فى الطلب على النفط بصفة عامة، بسبب فيروس كورونا، نتيجة استمرار الغلق العام للاقتصاد وحظر السفر وركوب السيارات، انخفض الطلب بصورة لم يتوقعها أحد، وزاد المعروض لدرجة محاولة التخلص منه بأي سعر خاصة مع تكلفة عالية متوقعة في التخزين والنقل.
 
 
 
ومن الأسباب الأخرى التى تسببت فى هذه الأزمة، هى حرب أسعار النفط بين روسيا والسعودية هذا من جانب، والجانب الآخر هو ضخامة الإنتاج الأميركي، وهنا حدث انخفاض بأسعار مصادر الطاقة حول العالم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، كما أدى امتلاء أماكن التخزين الأميركية إلى مضاعفة المخاوف والإسراع للتخلص من عقود الشراء المستقبلية المتعلقة بمايو،  والتي يجب تسويتها قبل ظهر الثلاثاء 21 أبريل 2020.
 
 
 
 
 
ما هو موقف الرئيس دونالد ترامب من انهيار أسعار العقود الآجلة؟
 
الرئيس الأميركي دونالد ترامب على انهيار سوق النفط، وأكد أن حكومته ستحاول الاستفادة من هبوط الأسعار لملء المخزون الاحتياطي، وقال ترامب خلال المؤتمر الصحفي اليومي "الأسعار وصلت إلى مستوى قياسي، وندرس الاستفادة بملء الاحتياطي الإستراتيجي من النفط، ونتطلع إلى وضع 75 مليون برميل ، وبذلك نكون قد ملأنا بأسعار ممتازة".
 
 
 
من أهم أبرز المستفيدين والمتضررين من الانهيار التاريخى للنفط؟
 
الدول المنتجة للنفط هم أكثر المتضررين من أى هبوط للنفط، خاصة دول الخليج وروسيا، لأن تراجع النفط يهدد موازنة هذه الدول واتجاه للسحب من الاحتياطي أو الاقتراض إذا استمرت الأزمة، لاعتمادهم على النفط كمصدر للإيرادات.
 
 
الدول المستوردة للنفط هى المستفيد من هذا التراجع، شرط أن يكون لديهم مساحات تخزين كافية لتشتري النفط بكميات كبيرة استغلالاً للأسعار الحالية.
 
 
 
هل مصر  يمكن أن تشترى خام تكساس أم أنها تشترى خام برنت فقط؟
 
مصر وحوالى ثلثى دول العالم تشترى خام برنت، وخام تكساس أغلبه موجه للاقتصاد الأمريكى، إذن مصر تشترى النفط بسعر خام برنت وليس خام تكساس الذى انهار للسالب.
 
 
 
إذن هل تأثرت عقود خام برنت بانهيار أسعار عقود خام تكساس ؟
 
عدوى انهيار أسعار العقود الآجلة لخام تكساس تسليم مايو، تسببت فى تراجع أسعار عقود خام برنت لأقرب استحقاق بنحو 24% لتهبط دون مستويات الـ 20 دولاراً للبرميل
 
 
 
مصر دول مستوردة .. هل لجأت إلى التخزين بعد هبوط خام برنت إلى مستويات 20 دولار؟
 
بالطبع الحكومة لديها نية للاستفادة من هذا الهبوط، وفق مصادر حكومية بقطاع البترول، وبحسب قوله فى تصريحات نقلها اليوم السابع أمس " أن انخفاض أسعار النفط العالمية يقلل من قيمة فاتورة الاستيراد للزيت الخام وبعض المنتجات البترولية، مما يؤثر بشكل إيجابى على الموازنة العامة للدولة بتقليل النفقات الموجة للاستيراد .
 
 
 
وأشار المصدر إلى أن انخفاض أسعار النفط عالميا قد يكون بشكل مؤقت ومن ثم حدوث ارتفاعات مرة أخرى فى الأسعار العالمية، موضحا أن انخفاض الأسعار العالمية للنفط له أيضا تأثير سلبى على بعض الشركات العالمية والتى تتخذ قرارات فى هذه الحالة بخفض الانفاق الاستثمارى وتباطؤ فى عمليات التنمية والبحث والاستكشاف لأنها بحاجة إلى سعر متوازن .
 
 
 
 
ما هو سعر برميل النفط فى الموازنة العامة الجديدة 2020-2021 وهل يمكن مراجعته بعد هذه الأزمة؟
 
وهنا في مصر سعر برميل النفط  فى الموازنة العامة مربوط على 61 دولار للتحوط من ارتفاعه بعد انتهاء أزمة كورونا، أما فيما يتعلق بإمكانية المراجعة، بالطبع يمكن حدوث ذلك اذا استمر الانخفاض فى النفط لمدة 6 أشهر.
 
 
 
البعض تساءل .. هل تتراجع أسعار النفط للمستهلكين فى مصر؟
 
الإجابة بـ " لأ" لأن لجنة تسعير المواد البترولية فى مصر للمستهلكين تجتمع كل 3 أشهر، وأجرت خفض طفيف فى أسعار المواد البترولية فى مصر، فهى تراعى متوسط سعر النفط خلال 3 أشهر ، وكذلك تكاليف النقل والتخزين، إذن أسعار الوقود الحالية لن يتم مراجعتها إلا فى النصف الثانى من 2020.
 
 
 
نعود مرة أخرى لأمريكا .. ما هو موقف شركات النفط الصخرى من هذه الأزمة؟
 
بدأت شركات النفط الصخري إجراءات تقشفية صارمة بتخفيض رواتب العاملين لديهنا ، والاستغناء عن آلاف آخرين مع توقع عدم ارتفاع أسعار النفط لمعدلاتها السابقة والتي كانت تضمن تغطية تكاليف الإنتاج العالية للنفط الصخري البالغة من عشرين إلى تسعين دولارا للبرميل الواحد.
 
 
 
وبحسب ما نقلته  شبكة "سي إن إن" أنه حتى مع وصول أسعار النفط الأميركي إلى عشرين دولارا "ستعلن 533 شركة استخراج نفط صخري أميركي إفلاسها بنهاية العام القادم. وسيصل عدد الشركات المفلسة إلى 1100 شركة إذا وصلت أسعار النفط إلى عشرة دولارات للبرميل الواحد".
 
 
 
ما هو سعر خام تكساس اليوم بعد الانهيار التاريخى له مساء الاثنين 20 أبريل؟
 
 ارتفعت أسعار خام تكساس الوسيط بنحو 95% اليوم إلى 1.86 دولار للبرميل، بعد هبوط العقود الآجلة لخام تكساس الوسيط تسليم مايو أمس بأكثر من 300% ليصل سعر البرميل إلى نحو 37- دولار.
 
 
 
إذن هل أزمة السعر المنخفض للعقود الآجلة مستمرة؟
 
عند النظر إلى عقود تسليم شهر نوفمبر 2020، فسنجد أن أسعارها تزيد عن أسعار عقود شهر مايو بـ 25 مرة، في إشارة إلى أن الأسواق تتوقع التغلب على وباء "كوفيد-19" وتعافي أسعار النفط بحلول ذلك الوقت، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.
 
 
 
هل لجأ مستوردون كبار إلى تكثيف استيراد النفط استغلالا لهذا الهبوط؟
 
نقلت وكالة رويترز، أن شركة رونغ شنغ الصينية اشترت نحو ثلاثة ملايين برميل تحميل يونيو من خامات الشرق الأوسط ونحو مليون برميل من خام ألاسكا نورث سلوب الأمريكي، كما اشترت مليون برميل من خام مربان الإماراتي، بالإضافة إلى شراء خام أم اللولو الإماراتي أيضا، ويرجح أن الكمية نحو 500 ألف برميل، وحُدد السعر بخصم فوري يتجاوز تسعة دولارات للبرميل عن سعر خام دبي.
 
 
كما اشترت الشركة الصينية خام زاكوم العلوي الإماراتي، ويُعتقد أن الكمية 500 ألف برميل، وتحدد السعر بخصم فوري مقارنة بسعر البيع الرسمي، كما اشترت الشركة خام الشاهين القطري، ويُرجح أن الكمية 1.5 مليون برميل، بخصم فوري يزيد عن عشر دولارات للبرميل إلى الأسعار المعروضة لخام دبي، وهو مستوى مماثل لآخر تم تسجيله في عطاء أجرته في وقت سابق قطر للبترول.واشترت الشركة أيضا خام ألاسكا نورث سلوب بكمية قدرها 980 ألف برميل على الأرجح، بخصم فوري يزيد عن ثماني دولارات للبرميل إلى خام برنت في بورصة إنتركونتننتال على أساس التسليم، ومن المرجح أن يصل الخام في يوليو.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة