كورنا يهدد حيوانات جنوب إفريقيا بالانقراض.. وحيد القرن أبرز الضحايا
الثلاثاء، 21 أبريل 2020 11:00 م
يبدو أن تداعيات أزمة فيروس كورنا لن تتوقف عند الركود الاقتصادي وزيادة معدلات البطالة وحسب، بل ستتخطى أبعد من ذلك لتصل إلى الحيوانات خاصة بدولة جنوب إفريقيا، نتيجة للصيد الجائربديلا لسكان المناطق الريفية، الذين يعتمدون على السياحة البيئية كمصدر رئيسى للدخل.
وتتجلى أزمة الصيد في جنوب إفريقيا في الحدائق الخاصة، والتي تحظى بأعداد كبيرة من الحيوانات البرية، حيث تحظى الحدائق المملوكة للحكومة، وعددها 19 فقط، بحماية الدولة، حيث يلجأ قطاع كبير من عشاق رحلات السفارى إلى الحدائق الخاصة، حتى يتمكنوا من ممارسة هواياتهم دون رقابة، في الوقت الذى يحاول فيه أصحاب تلك الحدائق إلى تحقيق مكاسب أكبر.
الحياة البرية فى جنوب إفريقيا مهددة بسبب كورونا
ففي جنوب إفريقيا، لا يقتصر التهديد على المواطنين الذين يعانون جراء الإجراءات الحكومية المؤقتة لاحتواء الأزمة الراهنة، وإنما امتد إلى مستقبل الحيوانات البرية، والتي تواجه تهديدا حيويا في المرحلة المقبلة، مع محورية الدور الذى تلعبه السياحة البيئية في اقتصاد البلاد، خاصة وأن توقف النشاط السياحى في الوقت الراهن، سيؤدى إلى زيادة كبيرة في أنشطة الصيد غير المشروع للحيوانات البرية.
الحيوانات البرية فى خطر
يقول الكاتب المتخصص في الشئون الأمنية جاريث ويلسون، في مقال منشور له بموقع «روسيا اليوم» الناطق بالإنجليزية، إن توقف التدفق النقدى جراء تجمد السياحة البيئية يعنى توقف عمليات تمويل الجهود الهادفة إلى مكافحة الصيد غير المشروع للحيوانات البرية، بالإضافة إلى المشروعات البحثية التي تهدف إلى حماية الحيوانات المهددة بالإنقراض.
السياحة البيئية توفر ألاف الوظائف فى جنوب إفريقيا
وبحسب البيانات التي تنشرها الحكومة في جنوب إفريقيا، فإن قطاع السياحة يعد أحد أسرع القطاعات الاقتصادية نموا في البلاد، حيث يساهم في توفير 1.5 مليون وظيفة، بالإضافة إلى 22 مليار دولار، وبالتالي فإن توقفها هو بمثابة ضربة قاتلة للاقتصاد في المرحلة المقبلة.
وهنا يصبح الاعتماد على الصيد الجائر للحيوانات البرية النادرة بديلا لسكان المناطق الريفية، الذين يعتمدون على السياحة البيئية كمصدر رئيسى للدخل، في ظل توقف دخولهم، جراء توقف النشاط السياحى، وهو الأمر الذى يمثل تهديدا صارخا للحياة البرية في جنوب إفريقيا.
الصيد الجائر يمثل أزمة كبيرة لمستقبل الحياة البرية فى جنوب إفريقيا
ونقلت وكالة رويتزر عن رئيس جمعية الصيادين المحترفين في جنوب إفريقيا دريس فان كولر، تحذيره من جراء تنامى الانتهاكات التي سوف تشهدها الحياة البرية في جنوب إفريقيا في المستقبل، موضحا أن المزارعين وسكان المناطق الريفية دائما ما كانوا يضعون على عاتقهم حماية الحيوانات، باعتبارها مصدر رزقهم في ظل انتعاش السياحة البيئية.
وتوقع فان كولر أن تقاعسا ملموسا سوف يبديه غالبية سكان تلك المناطق، في حماية الحياة البرية مع توقف الحياة في مناطقهم، مؤكدا أنه ربما يقوم قطاع كبير منهم بتسهيل دخول عشاق الصيد لممارسة هوايتهم، التي وصفها بـ"الدامية"، مقابل الحصول على المال، خاصة مع زيادة المخاوف بصورة كبيرة جراء نقص المال والغذاء في مناطقهم في المستقبل القريب.
توقف السياحة البيئية كارثة كبيرة للاقتصاد فى جنوب إفريقيا
المخاوف المرتبطة بمستقبل الحياة البرية لا تقتصر على داخل جنوب إفريقيا، وإنما تمتد إلى خارج الحدود، خاصة وأن زيادة نشاط الصيد غير المشروع يمثل تقويضا لجهود استمرت لسنوات طويلة لحماية حيوانات نادرة، على رأسها وحيد القرن، والذى تمكن الاتحاد الدولى لحماية الطبيعة في حمايته من الانقراض عبر حملة بعنوان "إنقذوا وحيد القرن"، حيث تزايدت أعداد وحيد القرن في جنوب إفريقيا من 2500 رأس إلى حوالى 5600 في الوقت الراهن.
حملات كبيرة لحماية الحيوانات البرية من الانقراض
حيوان وحيد القرن فى أحد الحدائق بجنوب إفريقيا
كورونا قد تقوض جهود إنقاذ وحيد القرن من الانقراض
ناشط مع وحيد القرن
ناشط يقبل حيوان وحيد القرن
ناشطة بيئية
نشطاء البيئة يركزون على حماية الحيوانات البرية من الانقراض
وحيد القرن أخد أبرز الحيوانات المهددة
وحيد القرن بإحدى حدائق جنوب إفريقيا