وصفوها بالكارثة الأسوأ.. انهيار تاريخي للخام الأمريكي بعد وصوله لسالب 38 دولار للبرميل

الثلاثاء، 21 أبريل 2020 10:00 م
وصفوها بالكارثة الأسوأ.. انهيار تاريخي للخام الأمريكي بعد وصوله لسالب 38 دولار للبرميل
البترول

انهيار تاريخي لأسعار النفط الأمريكي شهدها أمس الاثنين، حيث تم تداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بأسعار سالبة، وهو ما أدي لاقتراب سعر الخام الأمريكي سالب 38 دولارًا للبرميل

 

هذا الانهيار صاحبه اقبال المتعاملين على البيع بكثافة كبيرة جدا مع الامتلاء السريع لمستودعات التخزين في المركز الرئيسي للتسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما.

 

كانت عقود خام غرب تكساس الوسيط  قد انهت تسليم مايو جلسة التداول منخفضة 55.9 دولار، أو 306 %، لتبلغ عند التسوية سالب 37.63 دولار للبرميل بعد أن لامست أدنى مستوى لها على الإطلاق عند سالب 40.32 دولار للبرميل.

 

وتراجعت عقود خام برنت ولكنها لم تصل إلى تلك المستويات التى شهدها خام غرب تكساس الوسيط وذلك كنتيجة وجود المزيد من قدرات التخزين المتاحة له حول العالم، حيث أغلقت عقود خام برنت منخفضة 2.51 دولار، أو ما يعادل 9 %، لتسجل عند التسوية 25.57 دولار للبرميل.

 

من جانبها وصفت وكالة بلومبرج الأمريكية إن انخفاض أسعار النفط لأقل من صفر كان يوما مدمرا للصناعة العالمية، منوهة إلي أن هذا الانكماش سيتسبب فى موجة انكماش للاقتصاد العالمي الذى يعانى بالفعل من تداعيات أزمة كورونا.

 

وأوضحت بلومبرح الأمريكية بأن هذه الخطوة بأنها كانت عنيفة وصادمة، حتى أن كثير من التجار عانوا لتفسيرها، حيث أن الانخفاض السلبى كان مجرد خلل شديد مع استعداد التجار لانتهاء عقود التسليم فى مايو لكن الأسعار السلبية كشفت عن حقيقة أساسية بشأن سوق النفط فى عصر الكورونا، وهو أن السلعة الأهم فى العالم تفقد سريعا قيمتها لأن العرض المفرط المزمن يطغى على خزانات النفط الخام وخطوط الأنابيب والناقلات العملاقة فى العالم

 

وجاءت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفي أن جميع الدول الأعضاء في أوبك+ اتفقوا على تخفيض الإنتاج من النفط، وأضاف إن ازمة انعدام الطلب على البترول هذه ‏الفترة يرجع للإغلاق، مشيرا إلى أن المصانع لا تعمل ولا احد يقود سيارته للذهاب للعمل معلنا أن الحكومة الأمريكية ستشتري 75 مليون برميل نفط لتخزينها ضمن الاحتياطي الاستراتيجي حيث يعتقد انها الفترة الأفضل ‏لشراء وتخزين النفط.‏

 

 ويأتي موقف الرئيس الأمريكي لقناعاته بضرورة العودة إلى العمل، لوقف نزيف الاقتصاد الحاد والذى خرج عن السيطرة رغم ‏خطة التحفيز التي اعتمدتها الإدارة الأمريكية بأكثر من 3 تريليونات دولار، مخصصة للشركات والأفراد المتعثرين.‏

 

أما شبكة سي ان بي سي الامريكية فقد أكدت أنه في حين أن الكثير من الناس يعتقدون أن السعر الإجمالي للنفط سلبي إلا أن الصورة في السوق ليست قاتمة إلى هذا الحد حيث ترتبط العقود الآجلة بتاريخ تسليم محدد، وقرب نهاية تاريخ انتهاء العقد يتقارب السعر عادةً مع السعر المادي للنفط حيث أن المشترين النهائيين لهذه العقود هم كيانات مثل المصافي أو شركات الطيران التي ستستلم ماديًا النفط، فالعقود الآجلة هي في النهاية عقود التسليم المادي للسلعة أو الأمن الأساسي، وبينما يتوقع بعض الأشخاص في السوق بالعقود، يقوم الآخرون بالشراء والبيع لأنهم يستخدمون السلعة نفسها، وعند قرب انتهاء صلاحية العقد، يبدأ المتداولون في شراء عقد العقود الآجلة للشهر المقبل.

 

قال المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق، إن هناك 3 بورصات تتحكم في خام البترول فى العالم،وهي التي تحدد  أسعار البترول، مشيرا إلي أن استهلاك البترول قبل تفشي فيروس كورونا كان كبيرا، إلا أن هناك خللا حدث في العرض والطلب بعد انتشار الفيروس أدى لانخفاض سعر البترول ووصول الاستهلاك إلى 60 مليون برميل فى اليوم، وتم الاتفاق فى منظمة الأوبك إلى تخفيض نسبة الإنتاج إلى 10%، وما حدث أن بورصة برنت انهت العقود الأجلة منذ فترة، وبدأت تعمل في عقود يونيو.

 

وأضاف وزير البترول الأسبق، خلال تصريحات تليفزيونية، أن الانهيار الذي يحدث الآن في سوق النفط الأمريكي سيستمر حتى يتم البدء في العقود الجديدة، والتي قد تصل أسعارها إلى 40 دولارا، مشيرا إلى أنه في وسط الأزمة الحالية لا يمكن لمن معهم بترول أن يبيعون، خاصة أن كل الدول قامت بتخزين خام البترول ومنها مصر، موضحا أن المؤشرات تقول إن نسبة استهلاك البنزين والسولار قل بنسبة 25% في مصر.

 

وأشار إلى أن النسبة التي يتم استيرادها من الخارج تم شراؤها بأسعار أقل من سعرها وهذا أمر إيجابى، أما الأمر السلبى، أن شركات البحث الأمريكية ستقلل من استثماراتها في المناطق الأخرى وهذا قد يؤثر على مصر بعد 3 سنوات مقبلة.

 

وقال مسئول بارز بقطاع البترول إن انخفاض أسعار البترول العالمية له مجموعة من الجوانب الايجابية التى من الممكن ان تستفيد منها مصر، وذلك لأنه يؤثر على أسعار الخام التى يتم الاستيراد بها من الخارج .

 

وأضاف المصدر،أن انخفاض أسعار النفط العالمية يقلل من قيمة فاتورة الاستيراد للزيت الخام وبعض المنتجات البترولية، مما يؤثر بشكل إيجابى على الموازنة العامة للدولة بتقليل النفقات الموجة للاستيراد .

 

كشف المصدر، عن أن مصر قامت خلال الفترة الماضية بتخزين كميات من النفط الخام من خلال الشراء من السوق الفورى للاستفادة من انخفاض أسعار النفط، لافتا إلي أن عملية الاستفادة من التخزين تكون لفترات مؤقتة وذلك بسبب الطاقة الاستيعابية لمستودعات التخزين.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق