مؤرخ سعودى يروى قصص أوبئة وحوادث عطلت "التراويح" في الحرمين.. ماذا قال؟
الثلاثاء، 21 أبريل 2020 12:22 ص
أكد المؤرخ السعودى د. تنيضب بن عوادة الفايدي أن تضاؤل أداء صلاة الجماعة والتراويح في الحرمين الشريفين، وتعطلها في سائر المساجد ليست بدعا في تاريخنا الإسلامي الذي تخضبت صفحاته بمآس عظام، ومجاعات وكوارث، وأوبئة واضطرابات، وانقطاع للأمن، فترات مريرة أثارت الرعب والهلع وأدت إلى توقف ركن عظيم كالحج الذي تعطل عشرات المرات.
وقال فى مقابلة مع صحيفة الرياض السعودية: "في مرته الأولى كان بسبب مجزرة القرامطة، وكذلك التهجير القسري لأهالي المدينة المنورة فيما يعرف بسفر برلك، والذي أدى لانحسار كبير في أعداد المصلين في المسجد النبوي الشريف حتى راوح المجتمعون لأداء الجماعة بين الثلاثة والثمانية فقط".
وقال: "في كل 100 عام تبتلى الأمة الإسلامية بجوائح تخلف وراءها آلاف الموتى، وكثير منها وثقها المؤرخون، حتى أن ما وثق حول الأوبئة من كتب تنوء عن حمله الجمال، وهي لا تقارن بالوباء الأخير (كورونا) الذي ما زال محدودا بلطف الله، ثم بعزم القيادة الرشيدة في التصدي له ومكافحته، مشيرا إلى أن المدينة المنورة شهدت قبل مئة عام وباء "أبو الركب" والذي أعاق سواد الناس عن الحركة أو المشي، وانتشر حولها الطاعون ولاسيما بين مكة والمدينة ولكنه لم يدخل بالتعريف المعني في الأحاديث، أما الأوبئة والأمراض والمذابح فقد مرت بها.
وأضاف: "لم يجمع النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين على صلاة التراويح بل صلاها وترك الاجتماع عليها مخافة أن تفرض، فكان يرغب فيها من غير أن يأمرهم بعزيمة، حتى أمر الفاروق رضي الله عنه بالاجتماع لأدائها، وهذا دليل أن الأمر فيه سعة، والصلاة في المنزل والفطر والسحور فيه قربة عظيمة متى ما استحضر أنه في ذلك يحافظ على أرواح الناس، كما أفتى بذلك كبار العلماء في بلادنا"، داعيا للإكثار من الدعاء والتضرع والتفاؤل مهما اشتد الكرب، فالمحن لا تدوم، دروس شاقة وعابرة حينما ينسى الإنسان أو يسهى عن معرفة المعنى الحقيقي لوجوده، وسينجلي البلاء قريبا وتعود الحياة إلى طبيعتها.