البابا تواضروس في رسالة للمصريين: الصحة نعمة من عند ربنا.. وأزمة كورونا سنعبرها بسلام
الأحد، 19 أبريل 2020 11:38 ص
وجه قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، رسالة إلى الأقباط، في عيد القيامة المجيد.
وقال خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "هذا الصباح" الذي تقدمه الإعلامية أسماء مصطفى على قناة "إكستر نيوز"، اليوم الأحد: «افرحوا بالعيد ودائمًا فرحة الأعياد ليست خارجية فقط وليست أكل وخروج جديد بل فرحة داخلية وقلبية وهي تدوم مع الإنسان لأن العيد يوم واحد ويمر ولكن أثره يجب أن يكون في قلب الإنسان باستمرار ووجود تأثيره يحمي الإنسان من الخوف والقلق وهذا العام كانت صلوات الكنائس محدودة ولكن نشكر الله أننا في زمن به تكنولوجيا تجعلنا نتواصل سويًا حتى نعبر الأزمة وتعود حياتنا إلى طبيعتها مرة أخرى».
وتابع قداسة البابا تواضروس الثاني أن عيد القيامة هو العيد الرئيسي والأساسي في السنة كلها ويأتي بعد فترة صوم طويلة ويمتد لمدة 50 يومًا نطلق عليها "الخماسين المقدسة"، متابعًا أن العيد يأتي ويصحبه شم النسيم عند الربيع في 21 مارس.
وأضاف البابا تواضروس أن التاريخ القديم جعل الاحتفال بعيد شم النسيم ليكون ثاني أيام عيد القيامة ليخرج الجميع ويرى الطبيعة ولكن السنة الحالية الأمر غير مناسب بسبب ظروف فيروس كورونا الجديد، مشددًا على أن الصحة نعمة من عند ربنا وتاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى.
وأوضح البابا تواضروس أن المرض يشل ويقلل حياة الإنسان وفي هذا الوباء، تأثرت مصر كما العالم وأصبح بها نسبة إصابات ووفيات ولكن الإجراء الأقوى للحد من انتشار العدوى هو أن يكون الإنسان في بيته، متابعًا أنه يجب قبول ذلك بصورة استثنائية خاصةً وأن هناك نوع من السعادة اسمها سعادة التواجد وهي أن تتقرب العائلة الصغيرة من بعضها البعض لأن الحياة أصبح بها نوع من التباعد الأسري وأصبح كل شخص مشغول، ولهذا يرى أن الجانب الإيجابي للفيروس هو أنه جعل الأسرة في المنزل وزاد من التواجد والترابط بينهم.
كما دعا البابا بقوله: خلال الأسبوع الماضي كان صلواتنا من أجل كل حياتنا وندعو الله أن يرفع عنا الوباء والموت ونطلب من الله السلام والحياة الهادئة للناس كلها، لكن الوقاية للجميع والالتزام الشديد بالتواجد في المنزل والبعد عن المقابلات سيقلل كثيرا أعداد الاصابات ويمكن أن يصل بنا إلى حد الأمان لينتهي الوباء في مصر.
وعلق البابا تواضروس على برقية التهنئة التي وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى المسيحيين بمناسبة العيد، وقال إن التهنئة سبب فرحة كبيرة لهم وهي مشاركة من القلب وحملت كلمات طيبة وتتحدث عن الروح الجميلة التي تربط المصريين وأنهم شعب واحد.
وتابع بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن وجود المرض بصفة عامة يصيب الإنسان بحالة نفسية بها خوف ويأس وعدم صبر وفقدان أمل وفقدان الرجاء لكن الاحتفال بعيد القيامة يجعل الإنسان ينتقل من الخوف إلى الحياة لأنه يوجد رجاء، خاصةً وأن كل يوم تخرج فيه الشمس يعني أن به أمل جديد وحياة أفضل، مشددًا على أن تلك ليست كلمات بلاغة بل أن الحياة كذلك لان كل ليل يعقبه نهار ولهذا يجب أن يكون للإنسان رجاء وأمل.