تكاتف أهالى قرية كوم المنصورة التابعة لمركز أبنوب بمحافظة أسيوط لتقديم يد العون للمحتاجين في ظل الظروف التي تعصف بالعالم، وتداعيات فيروس كورونا المستجد، والتأثير المباشر الذي أصاب الحرفيين والعمالة غير المنتظمة وأصحاب المهن اليومية التي تتوقف دخولهم بمجرد بقائهم بمنازلهم، فى الوقت الذى تحتاج فيه أسرهم إلى قوت يومها.
ودشن شباب القرية تحدي الخير بينهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وتمكنوا خلال أيام من تقديم مساعدات لـ330 أسرة تم حصرهم وفق معلومات عن حالة كل أسرة من خلال فريق من بينهم أشرف على عملية اختيار الأسر الأكثر احتياجًا.
ويقول محمد صلاح سالم أحد شباب قرية كوم المنصورة، ومن أوائل الشباب الذين بدأوا تحدي الخير، إن الظروف التى تمر بها البلاد وتوقف أعمال الكثيرين من الأسر الموجودة بالقرية جعل أهل الخير في بلدتنا التى تتميز بالتكاتف والترابط إلى التفكير فى تقديم يد العون لكل الأسر التي تضررت من توقف الأعمال، والحرف، وهذا لمساعدتهم فى المرور من هذه الأزمة التى أثرت بشكل كبير على الكل فقمنا ببدء تحدى الخير من خلال مواقع التواصل الاجتماعى وكل صديق يعلن اسم صديقه الذى يتحداه.
وأضاف طاهر عبد الحليم عمرو، أحد أهالى القرية، أن أهل قرية كوم المنصورة مترابطين فيما بينهم بشكل كبير والقرية أنجبت كثيرا من الأبناء الذين هم فى أماكن مرموقة، ومازالوا على تواصل بأهاليهم وهذه العادات بالقرية المصرية سر بقائها حتى الآن، وما لاحظناه من سبق فى الخير يثبت أننا بخير وأن الخير فينا، وهذا التحدى جعلنا كمجموعة من أهالى القرية نصل لأسر كثيرة فى حاجة ماسة إلى هذه المساعدات، وتوفيق الله سبحانه، وتعالى ووقفة أهل الخير فى بلدتنا جعلا هذه المبادرة تنجح وتحقق ما تمنيناه، وما زاد سعادتى على المستوى الشخص هى المشاركة الكبيرة من كل أطياف أهالينا بقرية كوم المنصورة الذين وثقوا فى مجموعة من أبنائهم فى توصيل هذه المساعدات لمستحقيها .
وأوضح رمضان عبد الحليم وسالم صلاح سالم من أبناء قرية كوم المنصورة والمشاركون فى تحدى الخير أن عددا كبيرا من شباب القرية، ورجالها وأبنائها شاركوا منذ بداية تحدى الخير، وفوجئنا جميعا بانتشار التحدى بين أبناء القرية التى يقيمون بها، ونظرا للثقة المتبادلة بين أبناء القرية وخيرة رجالها وشبابها وبين المجموعة التى تبنت الفكرة وجمع التبرعات، تمكنا من الوصول لأعداد كبيرة ممن هم فى حاجة لهذه المساعدات ووصلت المساعدات لمستحقيها.
وأضاف جمال عبد الحكيم وهيثم محمد أبو زيد من أبناء القرية والمشاركون فى تحدى الخير إن هذه المبادرة لن تتوقف عند ما وصلنا إليه من أعداد لكن سيكون هناك حملة أخرى مماثلة فى منتصف شهر رمضان، سوف تستهدف عددا كبيرا من الأسر أيضا حتى نتمكن جميعا من المرور من هذه الأزمة.
وأكد مدين شلبى وسالم أحمد سالم من أبناء القرية أنهما يتمنيان أن يشارك كل أبناء القرية فى هذه المبادرة، وأن تنتقل هذه المبادرة إلى القرى المجاورة، لأنه لا يمكن أن يعيش شخص بمفرده بعيدا عن أهله وجيرانه وأبناء بلدته، مضيفان أن الأيام القادمة ستشهد مشاركات كبيرة من كل أبناء القرية، بالإضافة لقيام مجموعات أخرى بجمع مساعدات وتوزيعها على الأسر الأكثر احتياجا مع الأخذ فى الاعتبار أن تصل هذه المساعدات لمن يستحقها.