طبيبة مصرية تروي كارثة إيطاليا: كورونا تفشى في البلاد بسبب شخصين قادمين من الصين
الخميس، 16 أبريل 2020 02:00 م
تفاصيل مثيرة كشفتها الدكتورة نسرين جمال إحدى الطبيبات المصريات التي هاجرت إلي إيطاليا قبل 10 سنوات، والتي تحدثت عن كيفية تفشي فيروس كورونا في إيطاليا، وكيف تحولت إيطاليا التي تتمتع بنظام صحي قوي إلي بؤرة أوربية غريبة لتفشي الفيروس القاتل، حيث قالت نسرين في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، أن بداية الوباء كان في العاصمة روما جنوبا، حيث تم رصد أول حالتين لشخصين قادمين من الصين في 29 يناير، أي بعد أسابيع من ظهور المرض في مهده، مدينة ووهان وسط الصين .
وأضافت طبيبة الأمراض الباطنة التي تعمل في المستشفى الجامعي لمدينة مودينا، على حدود إقليم لومباردي شمالي إيطاليا حيث كانت ضربات الفيروس الأقوى، أن شمال إيطاليا، عرف الوباء بعد نحو 3 أسابيع عن طريق رجل في عمر 38 عاما يسكن مدينة كودونيو التابعة لإقليم لومباردي، عندما أصيب ببعض التعب في الصدر وزار المستشفى، إلا أن الأطباء لم يرصدوا أعراضا أخرى فنصحوه بالعودة إلى منزله.
لكن بعد 4 أيام عاد الرجل إلى المستشفى بأعراض أشد، وتم تشخيص إصابته بفيروس كورونا في 23 فبراير.
إلى هنا تبدو القصة غير مقلقة، لكن الأمر اختلف بالنظر إلى طبيعة الرجل عاشق الرياضة شديد الاجتماعية، حيث خلص الأطباء إلى خريطة مخالطين ضخمة له على مدار الأيام التي سبقت إصابته، ضمت كثيرين بين أصدقاء ورواد مقهى كان يرتاده ورياضيون في ماراثون شارك به، وزملاء ملاعب حيث كان يعشق كرة القدم.
كما كان من بين من انتقلت لهم العدوى عبر هذا الرجل، زوجته الحامل، ووالده الذي لم يتحمل مضاعفات المرض وتوفي في وقت لاحق، فيما نجا الرجل وزوجته.
وفي اليوم التالي لتشخيص إصابته بكورونا، قررت السلطات إغلاق مدينة كودونيو بالكامل، وفي خلال 3 أيام رصدت بها 130 إصابة، مما استدعى إجراءات وقائية في المنطقة حيث تم عزل 11 مدينة محيطة.
وتستطرد الطبيبة: "استجابة الحكومة للأزمة كانت متأخرة"، مشيرة إلى أن قرار إغلاق إيطاليا بالكامل لم يصدر سوى يوم 8 مارس، أما قبل هذا التاريخ فكانت الإجراءات هشة وغير ملزمة، وهو ما قد يفسر سبب تضرر البلد الشديد من الوباء.
ورفضت الطبيبة المصرية تقارير ألقت اللوم على المواطنين الإيطاليين المعروفين بولعهم بالاجتماعيات واللقاءات الأسرية، وحملتهم المسؤولية في نشر المرض، قائلة: "في البداية كانوا مطمئنين (حيث لا إجراءات صارمة من جانب الحكومة). هم لن يلزموا بيوتهم من تلقاء أنفسهم .
وتضيف الطبيبة: "إيطاليا في تحسن ملحوظ، لكن لن ترفع أي إجراءات قبل أن يقل معدل انتشار المرض الذي يرمز له بـ R0 عن الرقم 1، ويدل هذا الرمز على عدد الأشخاص الذين يمكن أن يلتقطوا العدوى من مريض واحد، وقد وصل هذا الرقم في بعض مناطق إيطاليا إلى 4".
وعلى أقل تقدير فإن إيطاليا مستمرة في إجراءات العزل والإغلاق حتى 3 مايو المقبل.