في مثل هذه اليوم.. إعدام خالد الإسلامبولي مرتكب حادث المنصة
الأربعاء، 15 أبريل 2020 10:22 م
38 عاما مرت على إعدام قتلة السادات من أعضاء الجماعة الإسلامية، والتي لا تزال تمارس عمليات القتل والإرهاب في مصر، متخذين منها وسيلة للتقرب لله، مدعين أنهم يستشهدوا في سبيل الله، وهو المنهج الذي اتبعوه في اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات الذي جرى اغتياله بدم باردة أثناء العرض العسكري لذكرى نصر أكتوبر.
وكانت المجموعة التي ينتمي إليها خالد الإسلامبولي قد حكمت على الرئيس السادات بالموت بدعوى خروجه عن حدود الإسلام - حسبما ترى هذه الجماعة -، وهي الفتوى التي أصدرها في ذلك الوقت مفتي الجماعة الإسلامية الشيخ عمر عبدالرحمن، عندما سأله أحد أعضاء التنظيم، هل يحل دم حاكم لا يحكم طبقا لما أنزل الله؟، فكان رد الشيخ عمر، نعم يحل دم هذا الحاكم، لأنه يكون قد خرج إلى دائرة الكفر.
وفي لحظة في السادس من اكتوبر اختلطت الأصوات وتعالت الصيحات ووقف الرئيس السادات رافعا يده باتجاه الضابط القادم نحوه دون سلاح متسائلا في "ايه يا ولد" لتكن المفاجأة بقيام الإسلامبولي بإلقاء قنابل يدوية في اتجاه المنصة، لتنفجر ويعود إلى الشاحنة التي كان يستقلها في العرض، حيث قام الإسلامبولي بسحب رشاشه من الشاحنة واتجه نحو منطقة وسط المنصة، في حين تقدم الضابط عطا طايل نحو يمين المنصة، واتجه عبدالحميد عبدالسلام إلى يسارها، وأطلقوا النيران نحو السادات، وأفرغ الضابط حسين عباس ذخيرته من على الشاحنة وفر إلى أن تم توقيفه لاحقا، كما تم القبض على 3 منهم.
تقول التحقيقات في القضية، أن عبود الزمر اقترح على مجموعته محاولة اغتيال السادات في استراحة القناطر بسبب قرب قريته منها، لكن الرأي وقتها استقر على أن الاستراحة مليئة بالحراسة، كما فكر أصدقاء ''خالد'' في ضرب الهليكوبتر التي يستقلها السادات بصاروخ مضاد أثناء هبوطها إلى الاستراحة، وطرحت فكرة أخرى بدخول طائرة يستقلها أحد أعضاء الجماعة من الطيران إلى منطقة العرض العسكري السنوي ل 6 أكتوبر، ثم تنقض على المنصة بصواريخها لكنهم أجلوا الفكرة مرة أخرى.
وفي تحقيقات النيابة بعد اغتيال السادات، قال خالد الاسلامبولي''لقد ترددت في الاشتراك في العرض العسكري ثم وافقت بعد إلحاح الرائد مكرم عبد العال، لقد خطرت في ذهني فجأة أن إرادة الله شاءت أن تتيح لي أنا هذه الفرصة لتنفيذ هذه المهمة المقدسة".
وحينما سأله المحقق ''لماذا قررت اغتيال السادات؟'' رد قائلا'' أن القوانين التي يجري بها الحكم في البلاد لا تتفق مع تعاليم الإسلام وشرائعه، وبالتالي فإن المسلمين كانوا يعانون، كما أن السادات أجرى صلحا مع اليهود، واعتقل علماء المسلمين واضطهدهم وأهانهم''.. هكذا قال قاتل السادات في التحقيقات.
وقال الاسلامبولي في التحقيقات، أنه درس خط سير العرض العسكري والمسافة بينه وبين المنصة، وقال للمحقق ''بعدها وجدت أن كل ما تحتاجه الخطة نوع من الجسارة وأثنين أو ثلاثة من الأفراد يساعدونني فقط".
الجدير بالذكر أن المحكمة العسكرية نظرت هذه القضية، ومثل أمام المحكمة 24 متهما، واستمرت المرافعات لحوالي 900 ساعة استغرقت نحو 3 أشهر ونصف.
وفي 6 مارس 1982 أصدرت المحكمة حكمها بإعدام 5 من المتهمين، 4 منهم من منفذى عملية الاغتيال، ووجهت إليهم المحكمة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لرئيس الجمهورية وهم: خالد الاسلامبولي، وعبد الحميد عبد السلام علي، وعطا طايل، وحسين عباس، أما المتهم الخامس فكان محمد عبد السلام فرج، صاحب كتاب "الفريضة الغائبة" ووجهت له المحكمة تهمة "الاتفاق والتحريض والمساعدة مع المتهمين وتحريضهم على استباحة الدماء الزكية بتأويلات خاطئة للأحكام الشرعية الإسلامية أثبتها في كتابه الفريضة الغائبة".
وقد تم الحكم بإعدام خالد الإسلامبولى، رغم تشكك أسرته فى تنفيذها، بدعوي بأنهم لم يستلموا جثته.
واختلفت الروايات حول عملية إعدامهم منها حضور الحارس الشخصى للرئيس الراحل محمد أنور السادات أثناء تنفيذ حكم الإعدام.
وروي عبد الله السعد زكي أبوهيف، وكان مجندا بوزارة الداخلية بقوة مصلحة السجون برتبة "مساعد سجان" بسجن الاستئناف عام 1981، وشاهد على تنفيذ حكم الإعدام، تفاصيل يوم الاعدام قائلا: "كنت أعمل مساعد سجان في ذلك الوقت، وجاء قتلة الرئيس الراحل قبل فجر هذا اليوم في عربات فورد المصفحة الأمريكية الصنع، يفصل بين كل واحد والأخر نصف ساعة، وكانت الإجراءات داخل السجن على غير العادة".
ويضيف في شهادته: "أخبرنا مأمور السجن العقيد محمود الزغلة أنه سوف يتم اليوم تنفيذ حكم الإعدام على قتلة السادات، وصلوا السجن بعد المغرب تقريبا، وبدأ تنفيذ أحكام الإعدام قبل الفجر.. وبدأ التنفيذ بالمتهم محمد عبد السلام فرج، حيث اقتحموا عليه غرفته، وتم تقييده بالكلابش من الخلف ووضع "آيش" على الكتفين، وتم اقتياده إلى الساحة أسفل السجن".
في حين روت والدة خالد الاسلامبولى التى توفت منذ أعوام قليلة، "الحاجة قدرية"، بعضًا من تفاصيل حياة ابنها حيث قالت "إن خالد لم يأخذ فتواه من محمد عبد السلام فرج، مفتى تنظيم الجهاد، ولكنه سأل الشيخ عبد الله السماوى أحد قيادات التيار الإسلامي، والشيخ عبدالحميد كشك الداعية الشهير فى هذا العصر، عن قتله فقالا له إنه يحق له قتل السادات لأنه خرج عن الدين والتقاليد، وقالا له إن كل من يوالى الكفار فهو مثلهم وكان السادات وقتها يوالى اليهود والأمريكان، لذلك ابنى خالد مات فى سبيل الله والعالم كله كان يكره السادات الذى نصب نفسه إلها قبل اغتياله".