في ظل أزمة كورونا.. هل تحافظ الأسواق العالمية للحبوب على توازنها؟

توقعات أولية بإنتاج عالمي من القمح 763 مليون طن وانتعاش تجارته بنسبة 3.2% حتى يونيو 2020
 

تتوقع منظمة الأغذية والزراعة، أن تحافظ الأسواق العالمية للحبوب على توازنها، رغم المخاوف إزاء تأثيرات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، حيث تمت مراجعة تقديرات المنظمة لعام 2019 بالنسبة إلى الإنتاج العالمي للحبوب، ويبلغ حاليا 2 مليار و721 مليون طن، بما يتعدى الإنتاج العالمي خلال عام 2018، بمقدار 64.6 ملايين طن، بنسبة 2.4%.

 

ولا تزال التوقعات بالنسبة إلى التجارة العالمية بالحبوب خلال الفترة 2019/2020، تشير إلى ارتفاع المعدلات مجددا قياسا، بما كانت عليه في الفترة 2018/2019 بمقدار 9.5 ملايين طن، بنسبة 2.3%، لتصل إلى 420 مليون طن؛  في حين أن توقعات المنظمة للفترة من يوليو 2019 حتى يونيو 2020، بالنسبة إلى التجارة العالمية بالحبوب الخشنة، تحركت تقريبا عند 201.5 ملايين طن، بارتفاع قدره 3.1 مليون طن، بنسبة 1.6%، قياسا بالفترة 2018/2019.

 

وقد تمّ خفض توقعات المنظمة بالنسبة إلى المخزونات العالمية من الحبوب مع نهاية مواسم 2020، بحدود 5 ملايين طن تقريبا، بما يصل حاليا إلى 8 ملايين طن دون مستوياتها في بداية المواسم؛ ونتيجة لهذا الانخفاض المرتقب في مخزونات الحبوب، إضافة إلى ارتفاع الاستخدام المتوقع للحبوب، تراجع المعدل العالمي لمخزونات الحبوب إلى استخدامها إلى نسبة 30.7%، وهو معدل لا يزال يعتبر مريحا.

 

ويبلغ حاليا إنتاج الحبوب الخشنة مليارا و447 مليون طن، وهو بالكاد يكون أعلى بمقدار 19 مليون طن، 1.3% من مستواه في الفترة 2018/2019، في أعقاب عمليات المراجعة إلى الأعلى لاستخدام الذرة التي جرت خلال شهر أبريل 2020، بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي، بعدما بلغ الإنتاج حجما أكبر مما كان متوقعا؛ وتستند المراجعة الأخيرة بشكل أساسي إلى تقديرات إنتاج الذرة في الاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي استنادا إلى غلال فاقت التوقعات؛ ونتيجة لذلك، يبلغ حاليا الإنتاج العالمي من الحبوب الخشنة في عام 2019، ما مقداره مليار و445 مليون طن، أي بزيادة قدرها 36.3 ملايين طنّ من سنة إلى أخرى. 

 

وجرى كذلك خفض المخزونات العالمية من الحبوب الخشنة منذ شهر مارس، بحدود 000 700 طن، بنسبة 0.2%، مما أدى إلى تفاقم التراجع المتوقع قياسا بالمستويات المسجلة عند بداية الفترة إلى أكثر من 9 ملايين طن 2.2%، وهو ما يزال يعكس انخفاضا كبيرا مرتقبا في قوائم جرد الذرة. 

 

سيبدأ، بعد وقت قريب حصاد محاصيل الحبوب الخشنة، لعام 2020، في بلدان النصف الجنوبي من الكرة الأرضية؛ ومن المتوقع تسجيل كميات من الحصاد مشابهة من حيث الحجم للمستويات الواقية المسجلة خلال عام 2019 في الأرجنتين والبرازيل؛ وذلك بشكل رئيسي بفعل زرع كميات من الذرة فاقت المتوسط؛ وفي بلدان النصف الشمالي من الكرة الأرضية، بدأت زراعة محاصيل الحبوب الخشنة مؤخرا أو أنها ستبدأ عما قريب. 

 

وجرى رفع التوقعات العالمية بشأن استخدام الحبوب في الفترة 2019/2020 بشكل هامشي، وصولا إلى 2 مليار و722 مليون طن، وهو ما يشير حاليا إلى زيادة قدرها 33 ملايين طن، 2.2% عن مستواه في الفترة 2018/2019.

 

وتبقى توقعات المنظمة للإنتاج العالمي للقمح في عام 2020 على حالها خلال شهر أبريل، حيث أنّ التوقعات الأولية لا تزال تشير إلى أن الإنتاج سيبلغ 763 مليون طن، وهو مستوى مشابه للمستوى المسجل في عام 2019؛ أي أعلى بمقدار 30.9 ملايين طن عن إنتاج عام 2018، وأقل بشكل طفيف فقط من المستوى القياسي البالغ 765 مليون طن في عام 2016. 

 

ولا تزال التوقعات العالمية بشأن استخدام القمح على حالها تقريبا خلال شهر أبريل 2020، بعدما تم تعويض التعديلات إلى الأعلى بالنسبة إلى الصين، من خلال مراجعة إلى الأسفل في الاتحاد الأوروبي، نتيجة انخفاض الإنتاج دون المستوى الذي كان متوقعا، وتسارع وتيرة الصادرات. 

 

ومن المتوقع أن ينخفض الإنتاج في الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بسبب انحسار المساحات المزروعة؛ ومن المرجح أن يعوض عن هذا التراجع ارتفاع كميات الإنتاج المرتقبة في الاتحاد الروسي، إضافة إلى الهند وباكستان؛ وإن كان تفشي الآفات والمتساقطات غير الموسمية التي شهدها البلدان الأخيران قد تحد من الزيادات.

 

ورغم التراجع بمقدار 4.3 ملايين طن، بنسبة 1.5%، خلال شهر أبريل 2020، في ظل مراجعة التقديرات في الصين، لا يزال من المتوقع أن تبقى قوائم جرد القمح العالمية في الفترة 2019/2020 أعلى من مستواها عند بداية الفترة بمقدار 1.4 ملايين طنّ 0.5%.

 

ووفقا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة، في أبريل 2020، لا تزال التجارة العالمية بالقمح للفترة من يوليو 2019 حتى يونيو 2020، تبلغ ما يقارب 174 مليون طن، بانتعاش قدره 3.2%، قياسا بالفترة يوليو 2018 حتى يونيو 2019.

 

ومن المتوقع أن تبلغ التجارة العالمية بالذرة في الفترة من يوليو 2019 حتى يونيو 2020، التي تتخطى حاليا 167 مليون طن، أعلى مستوى لها على الإطلاق، مع تسجيل شحنات قياسية من الذرة من الأرجنتين والبرازيل وأوكرانيا، بما يعوض عن تراجع الصادرات من الولايات المتحدة الأمريكية. 

 

وفي جنوب أفريقيا، من المتوقع أن ينتعش إنتاج الذرة بشدة مقارنة بمستواه المنخفض جراء الجفاف في عام 2019، بما يتخطى 15 مليون طن، وهو ثاني أعلى رقم مسجل على الإطلاق. 

 

وقد يؤثر التراجع الأخير في الأسعار الدولية للذرة، بما يعكس في جزء منه تأثيرات جائحة كوفيد-19، سلبا على القرارات المتعلقة بعمليات الزرع.

 

ومن المتوقع أن تبلغ التجارة العالمية بالأرز في عام 2020، يناير - ديسمبر، 45 مليون طن، أي بتراجع قدره 000 700 طن، عن توقعات شهر مارس؛ لكن بزيادة نسبتها 2.2% عن مستواها المنخفض في عام 2019؛ وتنبثق المراجعة من شهر إلى آخر بشكل أساسي عن تراجع التوقعات الخاصة بالواردات بالنسبة إلى آسيا والشرق الأدنى وأفريقيا في مقابل خفض التوقعات، على مستوى التصدير، بالنسبة إلى الهند وتايلند.

 

وقد أجريت تعديلات بسيطة على توقعات الإنتاج العالمي من الأرز منذ شهر مارس، حيث لا يزال من المتوقع أن يبلغ الإنتاج العالمي 512 مليون طن، على أساس الأرز المطحون، أي بتراجع نسبته 0.5% فقط عن مستواه العالي المسجل في عام 2018، وثاني أكبر حجم مسجل على الإطلاق.

 

وعمدت منظمة الأغذية والزراعة إلى خفض توقعاتها الخاصة بالاستخدام العالمي للأرز في الفترة 2019/2020 بمقدار 000 900 طن منذ شهر مارس 2020، لتصل إلى 513 مليون طن؛ وعند هذا المستوى، سيتخطى الاستخدام العالمي للأرز مستواه العالي المسجل في الفترة 2018/2019 بنسبة 0.9%، بفضل ارتفاع نسبته 1.6% في المتناول من الأغذية.

 

وتستحوذ البلدان الرئيسية المصدرة للأرز على مجمل المراجعات الطفيفة إلى الأعلى خلال شهر أبريل 2020، والتي من المتوقع أن ترفع المستوى الإجمالي من الاحتياطيات بنسبة 10.5% من سنة إلى أخرى وصولا إلى أعلى مستوى خلال ست سنوات وقدره 44 مليون طن.

 

وجرى رفع توقعات المنظمة بالنسبة إلى المخزونات العالمية من الأرز، مع نهاية الفترة 2019/2020 بمقدار 000 400 طن إضافي، وصولا إلى 183 مليون طن، مما يعني تراجعا هامشيا 0.3%، مقارنة بالمستوى القياسي المسجل خلال الموسم الماضي.