حملة «صوت الأمة» تجني الثمار.. هؤلاء تصدوا للتنمر واستقبلوا أطباء ومصابي كورونا بالممرات الشرفية (فيديو)

 

 

لا تزال  آثار واقعة اعتراض أهالي قريتي شبرا البهو بمحافظة الدقهلية أمس السبت على دفن جثمان طبيبة متوفاة بسبب الإصابة بفيروس كورونا، تشغل أذهان المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، منددين بما حدث من أهالي القرية ورافضين جملة وتفصيلاً ما حدث لأنه لا يعبر من قريب أو بعيد عن طباع المصريين وشهامتهم.

 

وكنا هنا في صحيفة صوت الأمة قد أطلقنا حملة توعية مجتمعية، لوقف التنمر ضد مصابي فيروس كوفيد 19 (كورونا المستجد)، واعتبار من تسلل إليهم المرض موصومين اجتماعياً، مما يدفع البعض إلى إخفاء مرضه، أو إصراره على عدم التوجه لأماكن العزل، خشية أن يفضح أمره وكأنه مرتكب جريمة، وشارك في الحملة عدد من الكتاب الصحفيين والإعلاميين والسياسيين، الذين يؤمنون بضرورة توعية المواطن بخطورة المرض وعدم تمييز صاحبه.

 

أهالي المنوفية
ربما تكون هذه الحملة ساهمت ولو  بجزء بسيط في توعية  البعض بخطورة التنمر وهو ما ظهر صباح اليوم الأحد لأهالي في عدة قرى مصرية يمكن أن نطلق عليهم "جيران الهنا"، هؤلاء اللذين استقبلو جيرانهم المصابين بكورونا والأطباء بالورود والترحيب.

في المنوفية انتشر مقطع فيديو منسوب  لشباب كفر فيشا الكبرى بمحافظة المنوفية وهم يستقبلون أحد العاملين بمعهد الأورام وقد عزل نفسه حين شعر بأعراض كورونا وأنقذ أهله وقريته ورجع بعدما تماثل للشفاء فكان هذا سلوك أهل البلد فى استقباله.

 

اصطف أحد جيران الممرض في ممر شرفي في شارع ضيق ملتزمين بالتباعد الاجتماعي بينهما ويرتدى كلاً منهم أساليبه الواقية من كورونا مرحبين به في موجة تصفيق حدا إشادة به، وأعطوه شهادة تقدير لدوره هو وزملاءه في مواجة الوباء.

أهالي كفر الشيخ 
وفي قرية شباس عمير، التابعة لمركز قلين في محافظة كفرالشيخ وقف الأهالي استعدادًا لدفن سيدة من أهالي القرية نتيجة إصابتها بالفيروس نفسه، "الشهيدة ليست أم لأبنائها فقط ولكنها أم لكل أبناء القرية".. كانت الرسالة الأبرز في تعليقات الأهالي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك مصحوبة بتأكيد آخر "ما حدث في الدقهلية لا يمكن أن يحدث في بلدتنا".

 

 

بدأت الحكاية عندما اجتمع أطباء من أبناء القرية و كانوا حلقة الوصل بين مسؤولي وزارة الصحة من جانب وأهالي البلدة من جانب آخر في الإشراف على المشهد العام لتشييع الجثمان، حيث تضمن إعلان أسرة المتوفاة عن حالة الوفاة رفعًا للحرج عن الأهالي "اللي هيحضر صلاة الجنازة مقدرين عزاءه، واللي مش هيحضر نلتمس له العذر وندعوه لصلاة الغائب على روحها"

 

 

الدعوة قابلها أبناء القرية بإصرار على استقبال الجثمان، ولكن في ظل تنسيق كامل من لجنة شكلها أطباء القرية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك لتوعية أهالي القرية بإجراءات مواجهة فيروس كورونا، ونصائح لدفن المتوفاة.

طبيب أسوان
وفي لفتة رائعة أخرى  الأسبوع الماضي كشفت عن مدى حب وتقير المواطنين للأطباء على ما يبذلونه من جهود لإنقاذ حياة المواطنين ، في ظل انتشار وباء  كورونا  انتشر فيديو يوضح استقبال جيران الدكتور سامح سمير، أخصائي الحميات بأسوان، بالتصفيق والزعاريد فور عودته من العمل في المستشفى العزل الصحى بأسوان، في ساعة متأخرة من الليل تقديرا له وزملائه من أطباء مصر خط الدفاع الأول ضد فيروس كورونا.

 

 

ما فعله أهالي أسوان في لفتة رائعة يمكت تسميتهم بـ  "جيران الهنا"، حيث وجهوا له من شرفات المنازل، بينما انتشرت الفيديوهات عبر السوشيال ميديا بكثافة ولاقت ترحاب شديد، الأهم من ذلم هو الأثر النفسي على الطبيب، الذى روى حكاية وتفاصيل استقبال أهالى منطقته له في تصبحات صحفية، مؤكداً أن من قام بتجهيز هذا الاستقبال له زوجته، "زوجتى قبل وصولى إلى المنزلى اتصلت بي وقالتلى لما تقرب تجي على البيت ابقى كلمنى، تواصلت معها بالفعل قبل الوصول بساعين ، حيث قضيت أكثر من 14 يوما بمستشفى العزل".

 

وأضاف أن استقبال أهالى المنطقة منحه دفعة معنوية كبيرة للغاية قائلا:" والله نسيت كل االآلم واللى شوفته مع مرضى كورونا، بعد الاستقبال ده"، قائلا:" كنت داخل المنطقة رافع رأسى، كنت حاسس أنى عامل شيء جميل للبلد دى، والحمد لله حسيت به في شعور الناس وأهالى منطقتي، اللى وقفوا كلهم يحيونني على ما اقدمه".