سرطان الثدى وكورونا.. مريضات يواجهن الخيار الصعب للعلاج فى ظل تفشى الفيروس
الإثنين، 13 أبريل 2020 06:00 ص
تواجه مستشفيات العالم، ضغطا وازدحامًا غير مسبوقين فى ظل سرعة زيادة أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، الأمر الذى ينعكس سلبا على رعاية مرضى يعانون أمراضا خطيرة، لكنهم لم يعودوا يحظون بالأولوية.
وبحسب صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، فإن عددا من المصابات بسرطان الثدى، أصبحن مضطرات إلى وقف العلاج الكيماوى، أو تعليقه بشكل مؤقت، نظرا لخوفهن من الإصابة بالفيروس التاجى أثناء زياراتهن للمستشفيات، حيث يرتفع احتمال الإصابة بالوباء خلال التجول خارج المنزل.
وفيما يخص علاج الأمراض الخطيرة، فإنه لم يتوقف علاج عدد كبير من المريضات فحسب، بل تم إلغاء اختبارات الكشف عن الورم السرطانى فى عدد من المراكز الطبية، علمًا بأن ما يقارب ربع مليون امرأة فى الولايات المتحدة يصبن بالمرض، فى كل سنة، ومن الأفضل، أن يعرفن بالإصابة فى وقت مبكر.
وتعد يوكو وليامز، البالغة من العمر 56 سنة، إحدى المتضررات من الوضع الحالى، ففى يناير الماضى، اكتشفت إصابتها بسرطان الثدى، وحين أرادت أن تخضع لأول حصة من العلاج الكيماوى، فى مطلع مارس الماضى، كان الفيروس قد أحدث حالة من الفزع فى البلاد بسبب أعداد الإصابات الكبيرة التى تجاوزت 500 ألف مصاب وأكثر من 20 حالة وفاة فى الولايات المتحدة وحدها.
ووجدت المريضة نفسها أمام خيارين صعبين، فإما أن تواصل جلساتها الطبية، لمحاربة مرض السرطان فى جسمها، عن طريق العلاج الكيماوى داخل مستشفى يرتفع فيه احتمال نقل الفيروس، أو إنه من الأفضل أن توقف العلاج فى الوقت الحالى حتى يتراجع مستوى تفشى فيروس كورونا.
وزادت مخاوف يوكو وليامز، أيضا، تأثير العلاج الكيماوى ضد السرطان، على جهاز المناعة لدى الإنسان، وهو ما يجعل المريضة أكثر عرضة للإصابة بمرض (كوفيد 19) الذى ينجم عن فيروس كورونا، وذلك وفقًا لما نقلته شبكة "سكاى نيوز" الإخبارية.
ويعمل زوج "يوكو وليامز" طبيبا فى ولاية ميسورى، أى أنه يتولى رعاية مرضى كورونا، وفى حال انتقل الفيروس إليه، فإن المرأة المصابة بالسرطان، ستكون أكثر عرضة بدورها للإصابة، وفى نهاية المطاف، اضطرت المريضة إلى تعليق جلسات العلاج، قائلة إنها "تشعر بالخوف والقلق من هذا القرار الصعب، لاسيما أن المرض لا ينتظر فى الجسم، ويحتاج العلاج فى وقت مبكر كى لا يتفاقم".
ولم يؤثر فيروس كورونا على مريضات سرطان الثدى فحسب، بل أربك علاج عدد كبير من المرضى الذين يعانون اضطرابات أخرى وكانوا يترقبون إجراء عمليات جراحية أو الخضوع لعلاجات مختلفة، لكنهم وجدوا أنفسهم مضطرين إلى الانتظار.
وقامت مستشفيات أمريكية كثيرة بإلغاء عمليات مبرمجة لاستئصال الكتلة الورمية، أو استئصال الثدى، وهى من المراحل الأولى لبدء العلاج ضد المرض الخبيث، ويضطر المرضى إلى هذا الانتظار، لسببين بارزين، فإما أن المستشفيات باتت مليئة بمصابى كورونا ولم تعد طاقتها الاستيعابية تسمح باستقبال المزيد من المرضى، إضافة إلى أن الأطباء والممرضين مشغولون بعلاج حاملى عدوى كورونا كأولوية قصوى عن غيرهم.
أما العائق الثانى فيتمثل فى التخوف من الإصابة بفيروس كورونا أثناء التوجه إلى المستشفى، نظرًا إلى كون المنشآت الصحية من بين أكثر الأماكن التى قد ينتقل فيها الفيروس، وفى غضون ذلك، قالت رئيسة الكلية الأمريكية للأشعة، دانا سميثران، إن "الاضطرار إلى إلغاء الكشف عن سرطان الثدى، قرار صعب جدًا، نظرًا إلى مزايا اكتشاف الورم فى مرحلة مبكرة، لكننا فى وضع غير عادى بسبب كورونا".