علماء الأزهر يستنكرون رفض دفن طبيبة الدقهلية.. ويؤكدون: المتوفون بسبب كورونا شهداء
الأحد، 12 أبريل 2020 03:52 م
أثارت واقعة رفض أهالي قرية "شبرا البهو"التابعة لمدينة أجا بالدقهلية دفن الطبيبة سونيا عبدالعظيم والتي توفيت نتيجة إصابتها بفيروس في مقابر أسرة زوجها بالقرية كورونا، غضب علماء الدين واستنكارهم لمثل هذه للمواقف، وهو ما دفع رجال الدين إلي طرح العديد من المقترحات لتكريم أفراد الجيش الأبيض، الذين يقفون في الصفوف الأولي للتصدي للفيروس القاتل.
وقال الدكتور أحمد معبد عضو هيئة كبار العلماء إن من يمتنع عن دفن المتوفى من المصابين بأي مرض فقد حرم نفسه من الأجر والثواب، مشيرا إلي أن " اكرام الميت دفنه " وهذه أبسط حقوقه.
من جانبه علق أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر قائلا: من يمتنع عن الميت وتغسيله وتكفينه فهو أثم وعليه يتوب إلى الله.
وقال الدكتور شوقى علام مفتي الديار المصرية: من يرفض دفن المتوفى فانه أثم وحرام شرعا .
وأكد المفتى علي أن من أهم مظاهر تكريم الإنسان بعد خروج روحه هو التعجيلُ بالصلاة عليه وتشييع جنازته ثم دفنه، وهذا ما أجمعت عليه أمة الإسلام منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا.
وشدد مفتي الجمهورية على أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال ارتكاب الأفعال المُشينة من التنمر الذي يعاني منه مرضى الكورونا - شفاهم الله - أو التجمهر الذي يعاني منه أهل الميت - رحمه الله - عند دفنه، ولا يجوز اتباع الأساليب الغوغائية كالاعتراض على دفن شهداء فيروس كورونا التي لا تمتُّ إلى ديننا ولا إلى قيمنا ولا إلى أخلاقنا بأدنى صلة.
وأضاف المفتي، أنه قد شاع على ألسنتنا جميعًا قول إمام السلف أيوب السختياني رضي الله عنه: (إكرام الميت دفنه)، ويؤيده ما رواه البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَلَا تَحْبِسُوهُ وَأَسْرِعُوا بِهِ إِلَى دفنه "
وأشار علام إلى أن المتوفى إذا كان قد لقي ربه متأثرًا بفيروس الكورونا فهو في حكم الشهيد عند الله تعالى، لما وجد من ألم وتعب ومعاناة حتى لقي الله تعالى صابرًا محتسبا، فإذا كان المتوفى من الأطباء المرابطين الذين يواجهون الموت في كل لحظة ويضحون براحتهم بل بأرواحهم من أجل سلامة ونجاة غيرهم، فالامتنان والاحترام والتوقير في حقهم واجب والمسارعة بالتكريم لهم أوجب.
وأضاف المفتي، أنه يجب على من حضر من المسلمين وجوبًا كفائيًّا أن يسارعوا بدفنه بالطريقة الشرعية المعهودة مع اتباع كافة الإجراءات والمعايير الصحية التي وضعتها الجهات المختصة لضمان أمن وسلامة المشرفين والحاضرين، وبما يضمن عدم انتشار الفيروس إلى منطقة الدفن والمناطق المجاورة.
ودعا مفتي الجمهورية جميع المصريين إلى أن يعملوا جميعًا على سد أبواب الفتن بعدم الاستماع إلى الشائعات المغرضة، وألا يستمعوا إلا لكلام أهل العلم والاختصاص، وأن يتراحموا ويتعاونوا على البر والتقوى، ولنكن كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا".
وقال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بأنه لا شك أن تشييع الجنائز وشهود صلاة الجنازة من فروض الكفايات إذا قام بها أي عدد كان قلَّ أو كثرَ سقط الإثم عن الباقين، وإذا لم يقم به أحد على الإطلاق أثم كل من علم وكان قادرًا على القيام بالواجب الكفائي ولم يتقدم للقيام به، وأنه من المستحب في الأوقات العادية الطبيعية أداء صلاة الجنازة واتباعها مواساة لأهل المتوفى من جهة، وطلبًا للأجر والثواب من جهة أخرى، غير أن ديننا السمح الحنيف لم يترك بابًا من أبواب الخير إلا عمه بيسره وسماحته وجعل له من المتاح بديلًا، مما يتطلب في الظرف الراهن تقليل عدد المشيعين للمتوفى إلى الحد الأدنى الذي تتحقق به الكفاية من الأهل والأقربين، ولكل من حبسه العذر عن شهود الجنازة، ولاشك أن خشية انتقال عدوى فيروس كورونا عذر معتبر شرعًا أن لا يحرم نفسه من الأجر والثواب، أن يصلي صلاة الغائب في بيته على من فَقَدَ ممن يُحب .
ومن أراد الثواب العميم والأجر الجزيل فليوسع نيته بأن ينوي صلاة الغائب في بيته تطوعًا في أي وقت من اليوم مرة كل يوم على جميع من لقي ربه في هذه الأيام من مرضى فيروس كورونا أو من غيرهم، ويجتهد لهم في الدعاء ، فيصير بذلك من صلى على كل جنازة عشرات الآلاف بل ربما عشرات الملايين من المصلين، وفي ذلك كثير من الرحمة للميت ومواساة لأهله، فلرب دعوة صالحة نفع الله ( عز وجل ) بها المتوفى، فما بالكم بآلاف وملايين الدعوات، ولا أحد يدري متى تأتيه المنية ، فماذا هو منتظر من دعاء الناس له وصلاتهم وترحمهم عليه ؟ و نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
ومن جانبه قال الدكتور مجدى عاشور مستشار المفتى، أن التهكم والسخرية والتنمر بأهل الابتلاء أو التخوف منهم هو حرام شرعا، ويعد فاعله مرتكبا لكبيرة من الكبائر، لاعتراضه على قضاء الله وحكمته، لأن المرض جند من جنود الله، ومن آيات قدرته، يصيب به من يشاء قهرا منه سبحانه ليخافه الانسان، ويرجع اليه بالتوبة.
كما استنكر محمود الشريف وكيل البرلمان موقف الأهالي الرافضين لدفن ضحايا فيروس كورونا، سوءا كان طبيب أدى واجبه، أو أى شخص عادى
وأضاف فى تصريح خاص "لصوت الأمة " ما حدث عمل غريب علي هذا الشعب الذي اتسم بالوطنية، مشيرا إلي أن البرلمان ناقش اليوم كيفية تكريم الأطباء فى حياتهم وفى حالة الوفاة أيضا.
وأوضح الشريف أن الدور الذي يقوم به الاطباء والممرضين وغيرهم من أعضاء الفريق الطبي لابد وأن يقابل بالتكريم وليس بالرفض أو الاهانة كما حدث امس من جانب بعض أهالي قرية شبرا البهو، مؤكدا علي أنه أمر مرفوض وخرج من اشخاص لا يريدون إلا نشر الفوضى.