الزواج في زمن الكورونا: عقد القران «فيديو كول».. والكمامات بدل الشربات
الإثنين، 13 أبريل 2020 05:00 ص
مع انتشار وباءً كورونا المستجد (كوفيد- 19)، واتخاذ الدول إجراءات وقائية واحترازية كحظر للتجوال ومنع الاجتماعات، تغيرت معالم كل شيء، فهناك عادات اجتماعية جديدة لم يعتادها الكثير منا بدأت فى الظهور، وإلغاء قاعات الأفراح، والتحذير من المصافحات واللمس، لتقتصر حفلات الزواج على عائلتي الزوجين إما بعقد القران وذهاب الزوجة إلى بيت زوجها، أو التأجيل لحين انتهاء الوباء، ليدمر ذلك أحلام الكثير من الأزواج الذين أمضوا فترات طويلة فى الحلم بـ «ليلة العمر»، ويدفع البعض إلي طلب عقد الزواج أون لاين عن طريق الـ «فيديو كول».
يقول إبراهيم على سليم المتحدث باسم صندوق المأذونين الشرعيين، أن حالات الزواج شهدت انخفاض ملحوظ في الأسبوع الأول والثاني من قرار الحظر، وذلك بسبب اعتراض الكثير من الزوجات على عقد زيجاتهن دون حفل زفاف، وهو ما ظهر من تذمر بعضهن بشكل ملحوظ ممن وافقن على الزواج فى ظل الظروف الحالية، لدرجة وصلت بهن إلي البكاء حزنا أثناء العقد.
ويضيف سليم، في تصريحات صحفية، أن كثير من الأزواج والزوجات يطلبوا منا الآن عقد القران أون لاين بـ- فيديو كول- خوفاً على ذويهم من التقاط العدوي بفيروس كورونا، ولكنا لا نملك أن نفعل ذلك، ويكون البديل بإقناعهم قصر الحضور على الأهل فقط فى المكتب أو منزل العروسين.
ويشير المتحدث باسم صندوق المأذونين الشرعيين، إلي أن الملاحظ فى عقد القران والزيجات حاليا، بأن أهل العروسين يقوموا بتوزيع الكمامات والمطهرات بديلاً عن الشربات على الحضور، مشيراً إلى أنه يقوم بتعقيم البطاقات وارتداء الكمامة حتى يأخذ الاحتياطات اللازمة للسلامة من الفيروس.
ويؤكد سليم، أنه فى الغالب الآن حفلات الزواج تقتصر على الأهل، وتتم فى أماكن مفتوحة أثناء النهار، أو فى داخل بعض الفلل التي تم تأجيرها من العروسين بمنطقة المريوطية و العبور، مضيفاً: «للأسف شهدنا حالات خلال العمل تم تأجيل الفرح بسبب الخلاف على أعداد المدعوين، والخوف من فيروس كورونا، وحالات أخري تم إلغاء الزواج بشكل نهائي فى أخر لحظة أثناء العقد بعد اختلاف العروسين».
بدروه، يشير المحامي سعيد الضبع، إن المشرع اشترط في عقد الزواج عدة شروط شرعية وأخري قانونية، يجب توافرها حتى يكون عقد الزواج صحيحاً ويرتب العقد آثاره وتثبت له أحكامه، ومنها أن يكون المتعاقد بالغا عاقلا حرا، راشد ليس فيه أي عيب من عيوب الرضا مثل السفه، العته، الجنون ويضاف إليهم فقدان الدين، وأن لا يبني العقد علي الغش والتدليس وإخفاء العيوب التي تستحيل معها.
وتابع المختص بالشأن الأسري فى تصريحات صحفية: القانون رقم 25 لسنة 1920، أكد على حق الزوج أن ينهي العلاقة الزوجية بإرادته المنفردة، والمادة 9 من القانون رقم 25 لسنة 1920 الخاص بأحكام النفقة وبعض مسائل الأحوال الشخصية تضمنت قصر حق الزوجة وحدها دون الزوج فى طلب التفريق بينها وبين زوجها إذا وجدت به عيباً مستحكماً لا يمكن البرء
والزواج من أهم المحطات في حياة الإنسان، ولكن بسبب الوضع الحالي فكثير من الأزواج يجدوا صعوبة فى التخلي حلم حفل الزفاف وحضور الأهل والأصدقاء وعمل مأدبة الطعام والقصاصات الملونة، ليعلق محمد البسطويسي، نقيب الأئمة والدعاة، أن أركان الزواج التي لا يتم إلا بها أربعة أركان ومن العلماء من زادهم ركنًا، أولهما وجود الولي الشرعي للمرأة والشهود والإشهار، والثالث الإيجاب والقبول ورابعًا انتفاء الموانع، مشيرًا إلى أن انتفاء الموانع يعني ألا تكون المرأة في فترة عدة أو أن يكون بين الزوجين رضاعة أو أي أسباب للتحريم.
ويضيف، أن العلماء الذين زادوا أركان الزواج إلى خمسة، بحيث عدوا المهر ركنًا خامسًا، مؤكدًا أن غياب شاهدين على الأقل على الزواج، يغيب به الإشهار الذي لابد منه، لأن الزواج ميثاق غليظ. وأن الزواج عن طريق وسائل الاتصال الحديثة أو - أون لاين-، كما يطالب البعض، يفتقر إلى عنصر مهم وهو وجود كل تلك الأطراف، التى تعتبر شرط أساسي لصحة عقد الزواج، كما أنه يحرم الزوج أو الزوجة من التأكد ممن سيقدم على الزواج، فمن الممكن أن يحدث غش أو تدليس أو أن الأمور تأخذ منحى لا يحمد عقباه، والنبي صلى الله عليه وسلم، قال فى حديث له..أنظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما.
وبحسب نقيب الائمة والدعاة، فإنه حاليا بسبب الظروف الصعبة التي نعيش فيها فى ظل انتشار فيروس كورونا، وتخوف الناس من التجمعات، وفرض ساعات الحظر، فتوجد حلول كثيرة إذا أتفق الزوجان على عقد القران، فمن الممكن أن يتم فى منزل أهل العروس بحضور المأذون والعريس وأهله فقط، دون الاضطرار إلى دعوة معازيم، أو الاكتفاء بالذهاب بمكتب المأذون بعدد محدود، مع أخذ كافة احتياطات السلامة.