أردوغان يتجاهل سجناء الرأي ويطلق سراح المجرمين من السجون

الأحد، 12 أبريل 2020 11:02 ص
أردوغان يتجاهل سجناء الرأي ويطلق سراح المجرمين من السجون
أردوغان

يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اعتاد على استغلال الأزمات التي تمر بها بلاده لقمع معارضيه والتنكيل بهم، وهو ما حدث في أزمة كورونا الحالية، حيث قام أردوغان بالتنكيل بالسياسيين بدلا من البحث عن حل للفيروس المتفشي في بلاده، حسبما كشفت صحيفة "واشطن بوست".

وأشارت الصحيفة في مقال لرئيس تحرير جريدة جمهوريت التركية السابق، كان دوندار، والذي يعيش الآن في المنفى، في مقاله بالصحيفة، إن تركيا أصبحت الدولة التي بها أعلى معدل تزايد لحالات الإصابة بكورونا، وبلغت الإصابات المؤكدة فيها حوالي 50 ألف حالة مع ما يقرب من 1000 وفاة، وبدلا من البحث عن حل لهذا الفيروس المتفشي، تفرغ البرلمان التركي لمناقشة قانون لإطلاق سراح 90 ألف مجرم من السجون، في الوقت الذي تجاهل فيه السجناء السياسيين.

وأضاف دوندار في مقاله أن الديكتاتور العثماني حقق عدة مكاسب من وراء استغلال أزمة الفيروس القاتل بطرح مشروع القانون هذا في وقت أزمة، وهو ما ساهم في لفت الانتباه عن فشله في التعامل مع فيروس كورونا، مع عمله علي التخفيف، ولو بشكل جزئي، من الخطر الكبير الذي يمكن أن يسببه الفيروس للسجناء بخفض عدد الموجودين خلف الأسوار، إلا أنه يقم بإطلاق سراح السجناء السياسيين في تركيا المقدرة أعدادهم بعشرات الآلاف.

وأوضح المقال أنه عندما وصل حزب أردوغان، العدالة والتنمية، إلى السلطة فى عام 2002، كان عدد المعتقلين والسجناء فى البلاد 60 ألف، وقد زاد الآن ليصل إلى ما يقرب من 300 ألف، مشيرا إلي أن  أحد الأسباب الرئيسية لهذه الزيادة الكبيرة هو أن الحكومة تختلق جرائم جديدة، فمثلا هناك أكثر من 100 ألف شخص يواجهون تحقيقات بزعم إهانة الرئيس، وفقا لتقارير نقابة المحامين فى أنقرة.

وأشار الكاتب إلي أن عدد السجناء السياسيين دفع أردوغان إلي بناء 178 سجنا جديدا إلا أنه سيتم إطلاق سراح حوالي ثلث السجناء المحبوسين فى الزنازين مع وجود الأحكام المعلقة، لكن بالطبع أولئك الذين أهانوا الرئيس ليس لهم عفو، وذلك لأن القضايا المرفوعة ضد معظمهم ليس لانتقاد الحكومة ولكن للانتماء إلى تنظيم إرهابي، وقد يواجه هؤلاء المدانون سنوات أطول خلف القضبان، بمن فيهم الصحفيون الذين اعتقلوا بسبب تقاريرهم والكتاب المدانين لتعليقاتهم ونشطاء حقوق الإنسان المسجونين بسبب مشاركتهم فى احتجاج أو السياسيين المحتجزين لإلقاء خطب.

يأتى هذا في الوقت الذى حذرت فيه منظمة الصحة العالمية، عن قلقها إزاء انتشار وباء كورونا فى تركيا، وذلك بعدما سجلت البلاد أعلى ارتفاع يومى فى حالات الإصابة الجديدة،  يوم الأربعاء الماضي.

وبحسب ما ذكرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، فإن هانز كلوج، المدير الإقليمى للمنظمة لأوروبا، قال للصحفيين إن تركيا شهدت زيادة هائلة فى انتشار الفيروس خلال الأسبوع الماضى وأشارت بلومبرج إلى أن هذه التصريحات تعد التحذير الأكثر خطورة من منظمة الصحة العالمية بشان تفشى الوباء فى تركيا.

كما حذرت مجلة فورين بوليسى الأمريكية من أن وباء كورونا سيؤدى إلى تدمير اقتصاد تركيا، مشيرة إلى أن النظام المالى لأنقرة كان ضعيفا بالفعل قبل الوباء، إلا أن مزيجا من الدين الخارجى وأزمة الصحة العامة والرئيس الذى يختار أن يحمى سمعته بدلا من شعبه يمكن أن يمثل كارثة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق