حاكموه.. مدير معهد الأورام عرض حياة المواطنين للخطر وهدد سلامة وأمن مصر
السبت، 04 أبريل 2020 06:34 م
بعد أزمة معهد الأورام التي انفردت بها "صوت الأمة".. دفع العشرات إن لم يكونوا مئات، ثمنا غاليا بالإصابة بفيروس كورونا، عوضا عن استهتار عميد معهد الأورام، الدكتور حاتم قاسم، الذي تهاون وتقاعس عن أداء واجبه الوطني كطبيب مسؤل عن حياة الألاف من مرضى المرض الخبيث، وكشخص مسئول يجلس على كرسي أحد أهم الصروح الطبية في مصر.
وكإنسان من الدرجة الأولى كان الأولى بمدير معهد الأورام أن يكون أشد حرصا على نفسه وأهل بيته وأسرته وجميع من يخالطهم، وكذلك أرواح المرضى المعلقة في عنقه، وسلامة الأطباء الذين يرأسهم ويمتثلون لأوامره وتعليماته من الناحية الطبية والإدارية، لكنه أهمل في حمايتهم من الوقوع فريسة في قبضة الإصابة بفيروس كورونا المستجد، في الوقت الذي يوجه فيه الشعب المصري بكامله كل التحية والتقدير والاعتزاز، بالدور الوطني العظيم الذي يؤدونه بكل كفائة وتضحية وتفاني، استقوا من أجله أن يطلق عليهم (جيش مصر الأبيض).
ذعر بين مرضى الأورام بسبب إصابة ممرضين بكورونا.. الطبيبة صاحبة المنشور تحذفه.. ومصدر مسئول ينفي
تأخر الدكتور حاتم قاسم، عميد معهد الأورام، عن اتخاذ قرارات صارمة من شأنها الحد من انتشار جائحة فيروس كورونا بين مرضى المعهد وطاقمه الطبي، مما أسفر عن إصابة 17 حالة بفيروس كورونا، فضلا عن معاناتهم مع آلام الأورام التي لا تتحملها أجسادهم الواهنة من هذا المرض الخبيث الذي ينهش أجسادهم النحيلة ليلا ونهارا، دون رحمة أو شفقة.
شهادات من كارثة إصابات كورونا بمعهد الأورام.. هل تطيح بمدير المعهد؟
نتفهم أن هناك أوقات عصيبة تمر بها البلاد، تستلزم من كل شخص مسؤول في منصبه، أن يكون على دراية كاملة بحجم المسؤولية المنوط به تأديتها والتعامل مع تابعاتها، وما يلزمه من قرارات يصدرها ن شأنها تقديم كامل الدعم للأشخاص المسؤل عنهم وعن أرواحهم، كما نتفهم أن هناك تنسيقا يتم بين جميع المسؤلين في الدولة، وكافة الجهات المعنية بإدارة الأزمة، لكن ما لا نتفهمه هو الموقف المخذي الذي اتخذه مسؤولا بحجم الدكتور حاتم قاسم، كعميدا لمعهد الأورام، الذي يتوافد عليه الألاف يوميا للعلاج من مرض السرطان، وإهماله في رعاية أرواح المرضى الذي ينهش جسدهم السرطان الخبيث، خاصة وأنه تم إحاطته بالأمر قبل استفحاله.
بعد انفراد "صوت الأمة".. مدير معهد الأورام يعترف بوجود 15 حالة إصابة بكورونا
لم يكن الدكتور حاتم قاسم، مدير معهد الأورام، على غفلة من أمره بشأن وجود إصابات بين مرضاه وطاقمه الطبي والتمريضي داخل المعهد، حتى يتسنى لنا أن نعفيه من الذنب الذي يطوق عنقه أمام الله والقانون، فقد تواصل معه الزميل هشام السروجي، مدير تحرير (صوت الأمة)، فور ورود معلومات مؤكده له قبل 5 أيام من الآن، وتحديدا يوم الإثنين الماضي 30 مارس الجاري، بوجود أكثر من حالة بين المرضى وأطقم التمريض والأطباء، تحمل فيروس كورونا، وذلك حرصا من المؤسسة الصحفية العريقة على الشفافية والتأكد من صحة أو كذب المعلومة، حتى لا يتم نشر أي معلومات من شأنها إثارة الرأي العام وبث الخوف والزعر بين المواطنين، خاصة في ظل حالة القلق التي يعيشونها هذه الأيام.
أطقم تمريض معهد الأورام تطالب بالكشف عليهم ضد كورونا والعميد يتجاهلهم
جاء رد فعل الدكتور حاتم قاسم، في غاية الغرابة، فقد تعامل عميد معهد الأورام مع الأمر وكأنه متهما أو كأنه يتم توجيه اللوم له، وبادر بالتشنج والتعالي مع من حدثه، بل وللأسف الشديد فإنه لم يأخذ المعلومة من منطلق منصبه كمسؤولا عن حياة الألاف من مرضى السرطان، ولا عن سلامه طاقمه الطبي الذي تحتاجه الدولة في هذه الأيام العصيبة والفارقة في عمر الأمم، فيما استخدم سلطاته كعميدا للمعهد ومارس كل الضغوط الممكنه منه ومن معاونيه، على الدكتورة ريم عماد، الطبيبة بمعهد الأورام، التي كانت أول من كشفت عن الأزمة عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، بإصابة أحد أفراد طاقم التمريض، بفيروس كورونا، وعدم التزامه بفترة العزل الصحي المنزلي، ونزوله إلى مباشرة عمله مما تسبب في نقله العدوى لعدد من زملائه داخل معهد الأورام.
استجابة لـ«صوت الأمة».. جامعة القاهرة تتكفل بالمسح الطبي للمرضى والأطقم الطبية بمعهد الأورام
لم يتعامل الدكتور حاتم قاسم مع ما نشرته الدكتورة ريم عماد، من معلومات عن مسألة إصابة أحد أفراد أطقم التمريض، بشكل جادي كمسؤول عن أروح مرضى وأصحاء، بل سلط عليها معاونيه لإجبارها على حذف ما نشرته على صفحتها الشخصية، وأغلق هاتفه المحمول ونام مستريح الضمير، غير عابئ بما ستسفر عنه اللحظات قبل الساعات القادمة، هنيئ البال مستريح الضمير هادئ النفس، وكأنه لن تكون هناك أي أزمة تستوجب منه حتى ولو تقصي الحقيقة والتأكد من صحة المعلومة، أو مجرد التدقيق فيها، لمنع وقوع كارثة صحية في أحد أهم الأماكن التي يتردد عليها مواطنين فقراء من كل محافظات مصر، للعلاج من مرض أنهك أجسادهم المحملة بالفقر والمرض، وترك الأمر يسير وكأن شيئ لم يكن.
ما قام به الدكتور حاتم قاسم، عميد معهد الأورام، أمرا لا يوصف بالمخذي فقط، ولا يستوجب مجرد فتح تحقيقا معه من جانب جامعة القاهرة، قد ينتهي بإقالته من منصبه كعميد لمعهد الأورام، بل أنه يجب أن يقدم لمحاكمة عاجلة بتهمة الخيانة العظمى، وتعمد نشر الوباء بين المصريين مرضى وأصحاء، ليس لتقاعصه فقط عن أداء واجبه كمسؤول في الدولة، بل لأنه تعمد تجاهل ما نمى إلى سمعه وعلمه عن وجود إصابات داخل معهد الأورام، مما يستوجب تغريمه كافة المصروفات المالية التي ستتحملها الدولة ووزارة الصحة وجامعة القاهرة، لإجراء التقصي الوبائي لكل من خالط حالة ممرض معهد الأورام الذي نقل العدوى بين جنبات المبنى الذي تحمل أهات وأنين مرضى السرطان، وفيه ما يكفيه من قصصا سجلتها جدارن المعهد بمزيج من الحزن والألم والوجع.
بعد انفراد «صوت الأمة».. أول تحرك برلماني بشأن كارثة إصابة أطباء بمعهد الأورام بكورونا