ثورة الكبار في الأهلي
الأحد، 05 أبريل 2020 04:00 صمصطفى الجمل
متعب ينتقم لنفسه بالتضامن مع عاشور.. وغالي يرد القلم لبيبو بالوقوف مع مؤمن زكريا
فتحي يحرج الإدارة بسيناريو عبد الله السعيد.. ووائل جمعة يرد على الجميع: الكيان خيره على الكل
لم تعد الأمور داخل النادي الأهلي كسابق عهدها، قبل توقف النشاط الرياضي، بعد تعاقب الأزمات على إدارة الكرة ولجنة التخطيط برئاسة الكابتن محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي، الذي يواجه ثورة عارمة، ولسوء حظه أنها هذه المرة من الداخل، من قلب النادي، بل ومن عدد كبير من أبنائه الذين قدموا الكثير له، ولهم جماهيرية كبيرة.
كانت البداية عند حسام عاشور لاعب النادي الأهلي وواحد من أساطيره، لما قدمه خلال الفترة الماضي والتي تزيد عن الخمسة عشر عاماً، شارك خلالها كلاعب أساسي يقود خط الوسط، ويحرز معه العشرات من البطولات، والذي فوجئ برغبة النادي في اعتزاله كرة القدم، والالتحاق بالكادر الإداري على أمل أن يبعث بالخارج ليقضي فترة معايشة أجنبية، ويعود ليتولى منصب إداري يكمل به مسيرة العطاء للنادي، فضلاً عن إقامة مباراة اعتزال دولية له مع فريق عالمي، ويتحصل هو على عائدها المادي، إلا أن اللاعب لم يرضه الأمر وسرب الخبر للصحافة والإعلام لتنقسم الجماهير ما بين مؤيد لفكرة اعتزاله، وما بين معارض يهاجم إدارة الكرة، وعلى رأسها الخطيب، قبل أن يبادر بيبو بلقاء اللاعب وإرضائه والاتفاق على الاعتزال، حرصاً على مسيرته التاريخية، وعدم الانتقاص منها بلعبه لأي فريق آخر، وخاصة أن عاشور من القلائل الذين قادوا الأهلي ولم يرتدوا سوا فانلته طوال مسيرتهم الكروية.
أزمة عاشور، جددت الحديث عن طريقة تعامل الأهلي الفترة الأخيرة مع كبار اللاعبين، ولاسيما أن عاشور كان قد سبقه شريف إكرامي لإعلان اعتزامه الانتقال لفريق آخر غير الأهلي بداية الموسم، على سبيل الانتقال الحر، لانتهاء عقده مع النادي.
طريقة إعلان شريف إكرامي الأمر عبر تويتر، بدت وكأنها نبطنة باعتراض وغضب من إدارة الكرة وتجاهلها لواحد من كبار اللاعبين في النادي، على الرغم من أن شريف إكرامي لم يلوح بذلك من قريب أو بعيد، وخرج في حوار تليفزيوني كامل يبرئ النادي الأهلي من أمر خروجه من فريقه المحبب، وحرص كذلك الجهاز الفني على الاحتفاظ، إلا أن الجماهير رأت أن الإدارة تواصل مسلسل الإطاحة بالكبار بما لا يليق بتاريخهم، رغم تأكيد شريف أن خروجه سببه الأول والأخير هو رغبته في اللعب والمشاركة الأساسية، وهو ما يصعب في ظل وجود حارس عملاق كمحمد الشناوي يحرس بصفة أساسية مرمى الأهلي ومنتخب مصر، ويقدم مردوداً طيباً ويصعب على أحد منافسته في تلك الفترة، وهو ما قاله شريف بنفسه، وأقر أنه وضع عادل جداً.
لم يلم شريف على إدارة النادي سوى أنها لم تفاتحه في أمر التجديد في الموعد المناسب، وانتظرت لما بعد غلق باب القيد في يناير الماضي، وهو ما لا يتماشى مع الاحترافية التي من المفترض أن الأهلي يطبقها، أو أي ناد كبير داخل أو خارج مصر.
ما حدث مع عاشور، وطريقة حديث شريف إكرامي، إعادت إلى الأذهان مشهد اعتزال عماد متعب لكرة القدم، بسبب تعنت الجهاز الفني معه وقتها بقيادة حسام البدري، وعدم تدخل الإدارة سواء بالتفاوض حول تجديد عقده، أو التوسط لحل الأمور بينه وبين المدير الفني، تقديراً لقيمته وما قدمه للنادي، لينتهي به الأمر لاعتزال الكرة والاتجاه إلى التحليل الفني، وسط غضب كبير بداخله، لاقتناعه أنه كان بإمكانه أن يؤدي لعامين مقبلين لو أن هناك عدل في منظومة الكرة في الأهلي.
عماد متعب دخل على خط أزمة عاشور، وقال نجم الأهلي السابق، إنه لا يعيب حسام عاشور، الانتقال لناد آخر طالما أنه قادر على العطاء في الملعب لمدة موسمين مقبلين، مضيفًا أن عاشور هو الأدرى بنفسه وبظروف وظروف أسرته واحتياجاته المالية لأن المبالغ المالية في حياة لاعب الكرة لا تناسب بما يحصل عليه بعد الاعتزال.
وأضاف متعب، في تصريحات تليفزيونية: «أنا لم أستطع اللعب خارج الأهلى، ولكن عاشور ربما يكون قادرا على ذلك ولا يعيبه هذا الأمر ولا يقلل من تاريخه كقائد للأهلى، بشرط أن يحسن الاختيار».
وأكد أنه لو كان رئيس النادى الأهلى كان سيتخذ قرار بالتجديد لحسام عاشور لموسم إضافى تكريما له، أو تنظيم مباراة اعتزال كبرى له يحصل منها على عائد مادى يساعده فى تأمين مستقبله.
وقال متعب في تصريحات لقناة أون سبو: «الخطيب عرض علىّ العمل في قناة النادي الأهلي، وطلبت تنظيم مباراة اعتزال أحصل منها على مبلغ مالي مناسب، لكنه قال لي أن الأهلي أخذ قرارًا بعدم تنظيم أي مباريات اعتزال».
تحدث متعب وكأنه يريد أن يقول لماذا هو حلال على حسام عاشور وحرام علي، ولاسيما أن متعب كان قد سبقه للاعتزال حسام غالي، والذي نظم له النادي مباراة اعتزال عالمية، وبعائد مادي عالي، نظراً لإقامتها في دولة الإمارات العربية الشقيقة.
حسام غالي، كان سبباً من أسباب الثورة التي نشبت داخل جدران القلعة الحمراء، وانتقد سراً الأهلي في أمر إجبار حسام عاشور على الاعتزال، وقدم تقديرمادياً، وعلانية في تعامل الأهلي مع اللاعب مؤمن زكريا، صانع ألعاب الفريق، والذى يعانى من إصابة عضلية مزمنة لم يشارك على إثرها مع الفريق الأحمر منذ أكثر من موسم ونصف.
ونشر حسام غالى صورة عبر حسابه الشخصي على إنستجرام جمعته بمؤمن زكريا وعلق عليها قائلا، "مش عاجبني اللي بيحصل مع مؤمن زكريا".
وأبدى مؤمن زكريا صانع ألعاب فريق الأهلى شعوه بالضغط النفسى خلال الفترة الحالية بسبب المرض الذى يعانى منه.
وأضاف مؤمن زكريا خلال تصريحات تليفزيونية لقناة أون تايم سبورت أنه يرفض الحديث فى أى أزمات فى الوقت الحالى وتأجيلها للاعلان عنها عند الظهور برفقة سيف زاهر.
وأشار مؤمن زكريا أنه دائم التواصل مع عماد متعب مهاجم الاهلى ومنتخب مصر السابق للاطمئنان عليه عقب الوعكة الصحية التي تعرض لها.
كل هذه الأزمات في واد وأزمة اللاعب أحمد فتحي في واد آخر، فاللاعب الي تحبه جماهير الأهلي من ارتدائه الرقم 24، لا زال يماطل إدارة النادي في التجديد له، فسادت حالة من الغضب داخل مجلس إدارة النادى الأهلى برئاسة محمود الخطيب تجاه موقف فتحى الذى رفض تجديد تعاقده مع القلعة الحمراء طالبًا مهلة لمدة 48 ساعة للتفكير فى العرض الذى تقدمت به لجنة التخطيط.
وعقدت لجنة التخطيط مع أحمد فتحى امتدت 5 ساعات فى حضور محسن صالح رئيس اللجنة وزكريا ناصف وخالد بيبو عضو اللجنة وفى حضور سيد عبد الحفيظ مدير الكرة المكلف من قبل الإدارة الحمراء بحضور جلسات تجديد عقود كل اللاعبين التى تنتهى عقودهم بنهاية الموسم الجاري.
حالة الاستياء العام التى يشهدها النادى الأحمر تجاه اللاعب فى الوقت الحالى ترجع لعدة أسباب على رأسها أنه يكرر سيناريو اللاعب عبد الله السعيد في الهروب من الأهلي، وأن جلسة لجنة التخطيط تعد الثالثة سواء مع نادر شوقى وكيل أعمال اللاعب جلستين فى وقت سابق مع لجنة التخطيط لم تسفر عن جديد، بينما حضر فتحى في الجلسة الثالثة بنفسه ولم يصل لحل نهائى طالبًا مهلة وهو ما وضع اللجنة فى مأزق تجاه الجماهير الحمراء التى نادى بعضها بإرساء مبادئ وقيم الأهلى والإعلان عن الموقف النهائي للاعب خاصة أنه ظهر للجميع أنه يماطل ويرفض التوقيع فى هدوء أسوة بزميله وليد سليمان الذى قام بالتجديد.
كل هذا قابله لاعب الأهلي السابق وائل جمعة بمجموعات تغريدات غاضبة من تصرفات كل هؤلاء اللاعبين، قال فيهم: «صباح الخير.. الفترة الأخيرة هجوم كبير علي الأهلي من لاعبين سابقين وإعلاميين المفروض إنهم محايدين ولكن بيشوفو بعين واحده بس، بالنسبة للاعبين لازم كل واحد يشوف ويفتكرنفسه قبل الأهلي وبعد وماينساش الأهلي ضافله أيه.. كفايه مزايده فارغه وتصفية حسابات علي حساب الأهلي».
وأضاف نجم الأهلي السابق، بالنسبة للإعلام ورؤيته وعدم حياده: «يا ريت نتعامل بمعيار واحد ونعرف أن لاعيبه الكره ليها فتره زمنيه ومش مخلدين.. الأهلي طول عمره بيحترم لاعبيه وفي نفس الوقت بيدور على مصلحته، وهو دا الاحتراف اللي بتدورو عليه».
كثيرون اتفقوا مع تصريحات وائل جمعة لأن من هاجم الأهلي وطريقة رحيل بعض لاعبيه لا ينظر لحجم استفادة هؤلاء اللاعبين من القلعة الحمراء، سواء كانت مادية أم معنوية أم شهرة ونجومية، فلولا الأهلي لما حقق هؤلاء اللاعبون تلك الشهرة ولا النجومية ولا الملايين.