في الوقت الذي تواصل فيه جميع دول العالم جهودها لمكافحة وباء كورونا المستجد (كوفيد- 19)، الذي بات جائحة عالمية حصدت أرواح عشرات الآلاف حتى الآن، أخذت الأزمة شكلًا مختلفًا ومثيرًا للاستغراب في تركيا، انتهز الديكتاتور العثماني هذه الأزمة لنهب جيوب المواطنين بزعم مواجهة الوباء في حين بلغ عدد الوفيات إلى 216 حالة وفاة .
في البداية أعلن رجب طيب أردوغان عن تخصيص حزمة مساعدات اقتصادية لمواجهة تداعيات أزمة كورونا، إلا أن كافة الخبراء أجمعوا على أنها غير كافية، وتحول الأمر إلى موجة من الانتقادات ضد أردوغان، بدلًا من أن تكون وسيلة للحصول على مدح. جميع الأنظار كانت تنتظر ظهور أردوغان وكلمته عقب الاجتماع مع الوزراء في 30 مارس المنصرم؛ لأن العلماء والمتخصصين أوضحوا أن سرعة انتشار الفيروس داخل تركيا أعلى من الدول الغربية، مثل إيطاليا التي تتربع على عرش أوروبا كأعلى معدل إصابات ووفيات.
الشارع التركي كان ينتظر من أردوغان توفير دعم مادي للطبقتين المتوسطة والفقيرة التي تزداد أوضاعها تدهورًا مع تفاقم الأزمة، بالإضافة إلى قرار فرض حظر تجوال إجباري في البلاد؛ حتى أن رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، التابع لحزب الشعب الجمهوري المعارض، أكرم إمام أوغلو، ظهر على إحدى القنوات التليفزيونية وأكد على ضرورة فرض حظر تجوال في أسرع وقت ممكن.
كلمة أردوغان التي ألقاها على الرأي العام التركي عقب اجتماعه مع الوزراء، كانت كما هو معتاد منه؛ مليئة بالكلمات والعبارات الحماسية؛ إذ زعم أنه لا يمكن لأي مرض أن يقف أمام الأمة التركية، ولكنه بعدها طالب الشعب بالتبرع، معلنًا في الوقت ذاته أنه أول المتبرعين لهذه الحملة براتبه الشهري، البالغ نحو 12 ألف و500 دولار أمريكي، لمدة 7 أشهر مقبلة، مطالبًا الشعب بأن يقتدي به.
أما المعارضة، فقد وجهت انتقادات لأردوغان على خلفية تبرعه بسبعة أشهر من راتبه الشهير بغرض الاستعراض فقط، وكذلك إعلان حليفه رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي تبرعه بخمسة أشهر من راتبه الشهري أيضًا من أجل مكافحة فيروس كورونا.
رئيسة حزب الخير القومي، ميرال أكشنار، صرحت بضرورة أن يتبرع أردوغان بالطائرة الخاصة الفارهة التي حصل عليها كهدية من أمير قطر بقيمة 500 مليون دولار أمريكي في شهر سبتبمر 2019، والتي تسببت في موجة كبيرة من الجدل في الشارع التركي؛ الأمر الذي دفع المعارضة لسؤال أردوغان عن المقابل الذي دفعه حتى يحصل على هذه الهدية الثمينة. إلا أن أردوغان لم يتمكن حتى الآن من تقديم أي إجابة مقنعة.
نائب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، جارو بايلان، أوضح أن أردوغان أعلن التبرع براتبه لسبعة أشهر مقبلة، بقيمة تصل إلى 568 ألف ليرة تركية، ولكن مصروفات ونفقات قصره الفاره تصل إلى 5 ملايين ليرة تركية في اليوم الواحد، مؤكدًا أن أردوغان لن يكون مقنعًا للشارع التركي في ظل هذه الأزمة العصيبة ما لم يغلق قصره لتوفير نفقاته.