كارثة بريطانيا.. ماذا تعني "مناعة القطيع" في مواجهة كورونا؟
الخميس، 02 أبريل 2020 10:41 ص
طلال رسلان
في بدايات أزمة انتشار كورونا بأوروبا ودول العالم، تحديدا منتصف مارس الماضي، برز مصطلح "مناعة القطيع" عندما خرج بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني في تصريحات صحفية وألقى بهذا الأسلوب في التعامل مع الفيروس القاتل.
لم تمر سوى أيام حتى انفجرت الإصابات في دول أوروبا، وكذلك بريطانيا نفسها، حت إن جونسون نفسه أصيب بالمرض، وانهارت استراتيجية "مناعة القطيع" وسط تحذيرات كبرى من علماء وأطباء من تطبيقها أو الاعتماد عليها في مواجهة كورونا.
يقول العلماء إن أسلوب "مناعة القطيع" يعتمد على ممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي دون تغيير في سلوك الأفراد، ويصاب أفراد المجتمع بالفيروس، بعدها تتعرف أجهزتهم المناعية على الفيروس، وتحاربه إذا ما حاول مهاجمتها مجددا.
لكن دراسات وأبحاث أثبتت كارثة استراتيجية "مناعة القطيع"، وصدرت تحذيرات كبرى من المختصين بشأن هذه الاستراتيجية في ظل إغراق المستشفيات بالمرضى، وفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية.
جيريمي روسمان، أستاذ علم الفيروسات في جامعة كينت البريطانية، قال يبدو أن "مناعة القطيع" غير فعالة في مواجهة فيروس كورونا، لأن الفيروس متطور جينيا وهناك تطور في سلوكه.
ويمكن لمناعة القطيع أن تكتسب أيضا من خلال إعطاء لقاح لعدد كبير من الناس لمكافحة الوباء، مما يصعّب من انتقاله لآخرين، لكن ذلك الحل أيضا غير متوفر في مواجهة فيروس كورونا، إذ تشير تقديرات الخبراء إلى أن لقاحه لن يكون متاحا قبل سنة إلى سنة ونصف السنة من الآن.
ويقول مارك وولهاوس، أستاذ علم الأوبئة والأمراض المعدية في جامعة إدنبرة في أسكتلندا، إن مناعة القطيع يمكن أن تحدث بشكل طبيعي إذا تعرض عدد من الناس للعدوى، إذ يكوّنون أجساما مناعية مضادة تكسر شوكة الفيروس، ولن يكون بمقدوره الانتشار على نطاق واسع.
لكن وولهاوس أكد في الوقت نفسه في تصريح لصحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن استرايجية مناعة القطيع لن تكبح تماما تفشي الفيروس أو تمنع انتشاره بشكل كامل، خصوصا في مجتمعات لم تكتسب المناعة بعد.
من جانبه، حذر تشونغ نانشان، أحد خبراء مواجهة كورونا في الصين، من اتباع استراتيجية "مناعة القطيع" لمواجهة فيروس، مبررا ذلك بأن "كوفيد 19" مرض معد للغاية.
وأكد تشونغ أنه "لا يوجد دليل علمي حتى الآن على أنه إذا ما أصيب شخص بفيروس كورونا، فإنه لن يصاب مرة أخرى"، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل تطوير لقاح ضد الوباء بشكل سريع.
