الجيش الأبيض يضع خطة الحرب ضد كورونا: أسلحة من فلوريدا ومارسيليا وبكين
الأربعاء، 01 أبريل 2020 09:00 ص
يسعى العلماء في جميع أنحاء العالم الآن، إلى التعرف على طبيعة ومكونات فيروس كورونا المستجد، أو ما بات يعرف باسم coved – 19، أملا في التوصل لعلاج فعال يوقف انتشاره بهذا الشكل المروع، حتى أن البعض أطلق على تحركاتهم الحثيثة تلك، بأنها استراتيجية حرب عالمية ثالثة، ولكن ضد الفيروس هذه المرة.
وفي وقت يتحدث فيه الرئيس الأمريكي بشأن التواصل إلى علاج لفيروس كورونا المستجد، بدأ باحثون وأطباء بولاية فلوريدا، في استخدام عقار تجريبي مضاد للفيروسات، أطلق عليه «ريمديسفير»، لعلاج بعض الحالات المصابة بالفيروس، خاصة الحالات التي عانت من تدهور كبير في الجهاز التنفسي ودخلت في مرحلة الإلتهاب الئوي الشديد، لكنها في ذات الوقت لم تصل إلى حد وضع المصاب على أجهزة التنفس الصناعي، إذ يعمل عقار ريمديسفير، على تثبيط تَضاعُف الفيروس داخل خلية عائل الفيروس، من خلال تقليل إنتاج الحمض النووي الريبوزي RNA.
ورغم نجاح عقار «ريمديسفسر»، في علاج بعض الحالات القليلة في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن منظمة الصحة العالمية، لم تمنحه الاعتماد الرسمي، لبدء استخدامه كعلاج فعال ومؤكد، ضد الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
فى دراسة حديثة نشرتها دورية (نيتشر كوميونيكيشنز)، قارن الباحثون بين استخدام مزيج من مجموعة مضادة للفيروسات، شملت عقاقير (لوبينافير، ريتونافير، إنترفيرون بيتا)، إلى جانب بعض المنشطات المناعية، لعلاج المرضى المصابين بفيروسي سارس وميرس، إلا أن النتائج لم تكن على المستوى المأمول، إلا أنه عندما تم استخدام المزيج مع عقار الريمديسفير، لعلاج فيروس ميرس في الخلايا المزروعة معمليًّا وكذلك في الفئران، أظهرت النتائج أن الاستخدام الوقائي والعلاجي للعقار، أدى لتحسين في ظائف الرئة وتقليل مدى تأثرها بالفيروس، بالإضافة إلى أنه ساعد كذلك (قرود المكاك) على العلاج والوقاية من فيروس الإيبولا.
وأوضحت نتائج دراسة أخرى أصدرتها معاهد الصحة الوطنية الأمريكية (NIH)، أن عقار ريمديسفير، أثبت فاعليته في الوقاية من أمراض سارس وميرس، لدى نوع معين من القرود. ويرتبط فيروس ميرس، ارتباطًا وثيقًا بالفيروس المسبب لكورونا أو كوفيد– 19، الذي ينتمي إلى عائلة الفيروسات التاجية.
هل تنجح التجربة الصينية؟
إلى جانب ريمديسفير، تتنافس أدوية فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والخلايا الجذعية وبعض العلاجات الصينية التقليدية لإثبات فاعليتها في العلاج.
ووفقا لما نشرته دورية «نيتشر كوميونيكيشنز»، فإنه يوجد أكثر من 80 تجربة علاجية انطلقت لمحاولة البحث عن علاج لفيروس كورونا المستجد، ومنها تجارب الصين التي خرج منها الفيروس إلى العالم.
واعتمدت برتوكول العلاج الذي وضعته الصين، لعلاج المرضى المصابين بفيروس كورونا، على استخدام نوعين من العقاقير المستخدمة لعلاج فيروس الإيدز، التي تعمل على إيقاف بعض الإنزيمات التي يحتاجها الفيروس ليتضاعف، كما أبدت نجاحًا فى تحسُّن حيوانات مخبرية مصابة بفيروسات سارس وميرس.
فرنسا تعتمد على عقار علاج الملاريا والروماتويد
في فرسنا، أعلن البروفيسور الفرنسي «ديدييه راولت» رئيس معهد المستشفى الجامعي بمرسيليا، في منتصف شهر مارس الجاري، أن فريقه استطاع عالج 25 مصابا بفيروس كورونا المستجد، من خلال برتوكول علاج يعتمد على مادة الـ (هيدروكسي كلوروكوين، وزيتروماكس)، وأنه بعد مرور 6 أيام، لم يكن هناك إلا واحدًا فقط من كل 4 أشخاص يحمل الفيروس في جسمه بينما شفي الأخرون.
وتستخدم مشتقات الكلوروكين، منذ فترة لعلاج الملاريا والذئبة، وأمراض المناعة الذاتية، والتهاب المفاصل الروماتويدي، إلا أنها فاعليتها في مكافحة فيروس كورونا. بدورها، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، تصديقها على استخدام عقار (كلوروكين)، المضاد للملاريا، لمعالجة المصابين بفيروس كورونا، وأنها ستعتمد عليه في حربها ضد تفاقم وانتشار فيروس كورونا المستجد.