كيف ارتفعت صادرات مصر أمام صادرات الدول العالمية رغم أنف كورونا؟
الثلاثاء، 31 مارس 2020 05:00 صأمل عبد المنعم
ياسر عمر" الصادرات سوف تزيد خلال الفترة القادمة بشكل أكبر، وكورونا نعمة وليست نقمة"
ارتفعت صادرات مصر بالمقارنة بصادرات الدول الأخرى، بالرغم من تفشى فيروس كورونا العالمي، الذي أثر على جميع صادرات وواردات واقتصاد الدول، وهذا ما أكدته الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات عن ارتفاع قيمة صادرات مصر غير البترولية خلال شهرى يناير وفبراير 2020 إلى 5%، والذي بلغ 140 مليون دولار أول شهرين.
ووصلت صادرات مصر الصناعية خلال يناير وفبراير إلى 4.394 مليار دولار، وصادرات يناير ارتفعت بنحو 85 مليون دولار بنسبة 4% لتبلغ 2.188 مليار دولار، و ارتفعت الصادرات خلال فبراير 2020 بنحو 55 مليون دولار لتسجل 2.206 مليار دولار، و 20 سلعة غذائية حققت 240 مليون دولار خلال فبراير أبرزها الخضار المجمد.
وأظهرت بيانات الرقابة على الصادرات، زيادة في قيمة الصادرات 4 مجالس تصديرية ،حيث كان من أبرزها "المجلس التصديرى للصناعات الغذائية" ليسجل ماقيمته 279 مليون دولار في يناير الماضي مقارنة ب241 مليون دولار خلال نفس الشهر من العام السابق، ثم جاء"المجلس التصديري للمواد البناء" بقيمة 494 مليون دولار مقارنة بـ447 مليون دولار) في يناير 2019.
وأشار إلى ارتفاع صادرات "المجلس التصديرى للسلع الهندسيه والإلكترونية" خلال يناير الماضي لتسجل ما قيمته183 مليون دولار مقارنة 168 خلال يناير 2019، كما زادت صادرات"المجلس التصديرى للمفروشات" لتبلغ44 مليون دولار خلال مقابل 42 مليون دولار.
وعلى الجانب الأخر أكد خبراء اقتصاد تابعون للأمم المتحدة أن الأضرار التي لحقت بالاقتصاد العالمي الناجم عن فيروس كورونا الجديد قد تصل إلى "انخفاض قدره 50 مليار دولار" في صادرات الصناعات التحويلية في جميع أنحاء العالم، خلال شهر فبراير فقط، وفقا لما قالته باميلا كوك-هاميلتون، مدير قسم التجارة والسلع الدولية في مجلس الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.
وتشكل صادرات الاتحاد الأوروبي وحدها نحو ثلث ذلك، أو نحو 15.6 مليار دولار، وجاءت الصادرات الأمريكية في المركز الثاني بحوالي 5.8 مليارات دولار، وفي المركز الثالث جاءت اليابان بحوالي 5.2 مليارات دولار.
وتراجعت الصادرات الصينية بشكل حاد خلال أول شهرين من العام الجاري، تحت وطأة المخاوف من فيروس كورونا المستجد، الذي شل النشاط الاقتصادي وعرقل سلسلة الإمدادات في العالم، وحسب التقارير الرسمية لوحظ انهيار حاد في الصادرات الصينية أي ما نسبته 17.2 %، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأعلنت وكالة" ستاندرد آند بورز" العالمية للتصنيف الائتماني أن تركيا تواجه ضغوطا على تصنيفها الائتماني بسبب فيروس كورونا، خاصة بعد تجاوز عدد حالات الإصابة بالفيروس في أنحاء العالم نحو مئات الألاف.
وتراكمت على الشركات التركية ديون خارجية بنحو 75 مليار دولار، بما في ذلك ائتمان تجاري، ورغم أن الحكومة يتعين عليها إعادة تمويل نحو 5 مليارات دولار فقط هذا العام، فإن هناك 3 بنوك كبيرة مملوكة للحكومة (الزراعي والأوقاف وخلق) ستحتاج إلى الدعم في الأزمة.
وانخفض فائض الميزان التجاري السلعي لقطر في شهر فبراير الماضي بنسبة 3% على أساس سنوي الى 13.6 مليار ريال وفقا لبيانات جهاز التخطيط و الإحصاء في قطر، و ضغط على فائض الميزان السلعي انخفاض اجمالي قيمة الصادرات بنسبة 5.2% على أساس سنوي الى 21.3 مليار ريال، مقابل تراجع قيمة فاتورة الواردات بنسبة 8.9% وصولا الى 7.7 مليار ريال.
يؤكد المهندس ياسر عمر شيبة، وكيل لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان، أن مصر في الوقت الحالي الظروف تجبرها أن تكتفي ذاتياً، وتصدر للدول الشقيقة المجاورة، موضحاً أن أوروبا والصين أغلقوا على نفسهم، وشدد على ضرورة زيادة تصنيع مصر في المجال الطبي من " كمامات، جوانتيات" من خلال مصانع الإنتاج الحربي.
وأضاف عمر، في تصريحات خاصة لـ "صوت الأمة" أن مصانع الإنتاج الحربي لديها القدرة على تصنيع أجهزة التنفس الصناعي، وهذا سوف يزيد من حركة السوق الداخلية، مؤكداً بوجود مطالبات من الأسواق العالمية للتصديرلديها، متوقعاً أن التصنيع سوف ينطلق في الإتجاه السليم، والتصدير والضغط سوف يكون أكبر خلال الفترة القادمة في مصر، بعد ما أوقفت أوروبا التصدير، لافتاً إلى إمتلاك سوق كبير يستطيع التنافس مع الأسواق العالمية، وأن "كورونا" سوف تصبح نعمة وليست نقمة على الاقتصاد المصري.