3 أسباب قد تجعل من «كورونا» المسمار الأخير فى نعش أردوغان
الإثنين، 30 مارس 2020 11:00 ص
بخطوات مترنحة ينتابها الذعر والقلق من مواجهة مصير مجهول تنتابه الضبابية ، اقترب وزير الصحة التركي فخر الدين كوجا نحو منصة المؤتمرات الصحفية بمقر الوزارة وهو يتحدث الى نفسه كيف سيواجه المواطنين الأتراك وهم يمعنون النظر في أجهزة التلفاز بعدما كذب عليهم الديكتاتور العثماني رجب طيب أردوغان بأن تركيا أقوي من أي فيروس.
فالأوراق التي بحقيبته السوداء تؤكد تفشى الوباء بصورة غير مسبوقة، بينما سيخرج على المواطنين ليؤكد لهم أنه تم تسجيل أول حالة مصابة بالوباء المميت ليؤكد :" كله تحت السيطرة" ، في 11 مارس الجاري لأن تركيا كانت الوحيدة التي لم تسجل أي حالات إصابة في ظل انتشاره في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي جعل الحكومة التركية تفقد مصداقيتها أمام الشارع التركي وكذلك الرأي العام العالمي.
وبعد أسبوع فقط، وتحديدًا في 17 مارس ، تم الإعلان عن تسجيل أول حالة وفاة بالوباء، وبعد أسبوع آخر قفزت أعداد حالات الإصابة إلى 2433 حالة مؤكدة، و59 حالة وفاة، بالرغم من سيطرة حكومة حزب العدالة والتنمية على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وإحكام قبضتها عليها، إلا أن المواطنين الأتراك يرون أن أعداد حالات الإصابة أعلى بكثير من المعلن من قبل الحكومة.
وذكرت وسائل إعلام تركية معارضة أن أردوغان لا يمكنه التقارب مع أي شخص، بسبب ضعف جهازه المناعي، حيث سبق أن تداولت أخبار عديدة حول إصابته بأمراض مختلفة، فضلًا عن فقدانه للوعي أثناء أداء صلاة العيد في السنوات الماضية؛ على العكس تمامًا، يقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو أكبر سنًا من أردوغان، أمام الكاميرات كل يوم تقريبًا، ليتحدث عن الخطوات التي سيتم اتخاذها.
وأوضحت أن أردوغان ظهر مع بداية تفاقم أزمة كورونا ليعلن عن تخصيص حزمة دعم اقتصادي بقيمة 100 مليار ليرة تركية (ما يعادل 15 مليار دولار أمريكي)، ولكنه من غير المعروف مصدر تمويل هذه الحزمة؛ الأمر الذي جعل البعض يرى أنه قد يلجأ إلى طباعة المزيد من الأموال. فأردوغان لا يستطيع إعلان حالة حظر التجوال لكي لا تتوقف عجلة الاقتصاد بشكل كامل إلا على كبار السن ممن يتجاوزون 65 عامًا.
ويرى مراقبون دوليون أن تركيا تمر بمرحلة خطيرة للغاية، بعد ظهور أزمة كورونا في أعقاب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة بالتزامن مع استمرار التعمق في المستنقع السوري، أدى إلى تدهور الحالة المزاجية لحكومة حزب العدالة والتنمية ورئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان.، فأردوغان بات لا يظهر أمام الكاميرات كثيرًا، حتى إنه يلتقى بوزرائه بتقنيات الفيديو كونفرانس، الأمر الذي أثار العديد من الادعاءات حول حالته الصحية.
وأوضح المراقبون إن وضع البلاد في أزمة اقتصادية طاحنة، حيث أنفقت الحكومة ملايين المليارات من الليرات التركية، من موارد الدولة المتمثلة في صندوق الأصول وصندوق الزلازل وصندوق إعانة البطالة، فضلًا عن تجفيف موارد البنك المركزي، خاصة في أعقاب محاولة انقلاب 15 يوليو 2016 التي كانت دافعًا له لزيادة استبداده.
وأكد المراقبون أن أردوغان يحاول جاهدًا كسب المزيد من الوقت من خلال التلاعب بمشاعر الرأي العام التركي أو العمل على تأجيل استحقاقات ديون الدولة المتراكمة، مشيرين إلى أن مسألة انتهاء حكم أردوغان متعلقة بمجرد شرارة صغيرة فقط ليققد الديكتاتور عرشهعبر ثورة عارمة تاكل الأخضر واليابس بعد 4 سنوات من تحرك الجيش التركي ضده .