الدوحة تترك القطريين في كارثة كورونا وتنقذ تل أبيب.. "صوت الأمة" تتعقب مسار الطائرة السرية المحملة بالمساعدات الطبية
الإثنين، 30 مارس 2020 10:00 صكتب – طلال رسلان
في وقت مبكر من يوم الأحد ترددت أحاديث على حسابات صحفيين إسرائيليين عن طائرة ذات وجهة سرية أقلعت من مطار بن غوريون الإسرائيلي قرب تل أبيب، دون مزيد من التفاصيل.
ما زاد الشكوك حول الطائرة الإسرائيلية غير إخفاء وجهتها، هو أنها اتبعت الطريقة المتبعة من الطائرات الإسرائيلية عندما تلجأ إلى حيلة الهبوط في إحدى الدول كي لا تظهر مسارها من إسرائيل إلى دول لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية معها.
بتتبع الحركة على موقع رصد حركة الطيران الدولي ظهر مسار لطائرة أقلعت صباح الأحد من مطار بن غوريون إلى قبرص لكن الوجهة النهائية للطائرة لم يكن الموقع كشفها بعد، غير أن الشكوك ترمي بشكل أكبر إلى الدوحة خاصة في وقائع سابقة شابهت رحلة الطائرة الإسرائيلية.
في نهاية الشهر الماضي وقبل تفاقم أزمة كورونا في إسرائيل، كشف تقرير للإذاعة الإسرائيلية عن قيام رئيس الموساد يوسي كوهين، وقائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال هرتسي هاليفي بزيارة سرية لقطر، وأشار التقرير إلى أن مدير الاستخبارات الإسرائيلية وقائد المنطقة الجنوبية في إسرائيل التقيا عدة مسؤولين قطريين، بينهم رئيس جهاز الاستخبارات القطري محمد المسند، وشارك في الاجتماع محمد العمادي المبعوث القطري إلى قطاع غزة.
لم تمر سوى ساعات حتى خرج صحفي الشؤون الفلسطينية في صحيفة يديعوت أحرونوت عبر موقعه على تويتر وقال إن هناك معلومات مؤكدة تشير إلى رحلة جوية من إسرائيل إلى قطر في مسارات جوية غامضة.
وأكد ليفي: "المؤكد أن الطائرة الإسرائيلية أقعلت صباح الأحد من مطار بن غوريون وهبطت في الدوحة، في الأيام الماضية تعد مثل هذه الرحلة استثناء. لكن في أيام كورونا، فإن مثل هذه الرحلة غير عادية وطبيعية للغاية، يبدو أن الأمر يحمل ثمة حديث عن مساعدات طبية كبرى تشحنها الدوحة إلى تل أبيب".
مرة أخرى وبتتبع مسار حركة الطائرة الإسرائيلية، على الموقع المختص بحركة الطائرات، ظهر إقلاع الطائرة من مطار بالقرب من تل أبيب هبوطا في مطار قبرص ومنه إلى الدوحة.
بعدها، نشر حساب مدون إسرائيلي شهير صورا تداولتها عدد من حسابات نشطاء عرب، قال إنها للطائرة الإسرائيلية قبل إقلاعها من مطار بن غوريون وقد أخليت مقاعدها تماما في إشارة إلى تجهيزها لنقل معدات وساعدات طبية من قطر إلى تل أبيب للمساعدة في عمليات مواجهة تفشي كورونا في إسرائيل.
جاء ذلك في وقت تصاعدت فيه موجة غضب عارمة في الأوساط القطرية بسبب سوء تعامل السلطات القطرية مع جائحة كورونا في البلاد.
فيما كشفت منظمة العفو الدولية، الجمعة، عن إصابة عمال في قطر بفيروس كورونا. وقالت المنظمة إن السلطات القطرية رفضت علاج العمال، ووضعت أعداد كبيرة منهم في مستشفيات غير مؤهلة.
يأتي هذا على الرغم من مطالبة منظمة الصحة العالمية السلطات القطرية بإجراء كشف دوري على العمالة المشاركة في بناء مشروعات كأس العالم للتحقق من إصابتهم بالفيروس الخطير.
كما رفضت الدوحة تعليمات منظمات عالمية لعلاج العمالة بتجهيز مستشفى طبي كامل، إضافة إلى رفضها عودتهم للعلاج في بلادهم، وهددت من يحاول السفر، ما أدى لتظاهر العديد منهم في شوارع الدوحة.
يذكر أن منظمات حقوقية كانت قد طالبت قطر بوجود تأمين صحي للعاملين في مشروعات كأس العالم 2022، لكن الدوحة رفضت الأمر.
إلى ذلك رفضت السلطات القطرية توصيات المنظمات الحقوقية بتوفير أماكن إقامة جديدة للعاملين لمنع انتشار عدوى فيروس كورونا بينهم.
وفي وقت سابق، أعلنت منظمة العفو الدولية إغلاق أجزاء من المنطقة الصناعية في الدوحة بسبب مئات الإصابات بفيروس كورونا. وذكرت أن أماكن العمال في قطر مكتظة وتنقصها خدمات المياه والصرف الصحي، وأكدت المنظمة أن العمال في قطر أقل قدرة على حماية أنفسهم من الفيروس.
في غضون ذلك قالت وزارة الصحة القطرية إنها سجلت حالتي وفاة في البلاد بسبب كورونا، و44 إصابة جديدة في قطر ليرتفع الإجمالي إلى 634 مصابا.
بينما ارتفع عدد الوفيات بوباء كورونا المستجد فى إسرائيل، الأحد، إلى 15 حالة بعد أن توفيت سيدة ثمانينية فى مستشفى شعارى تسيدك بمدينة القدس بعد تدهور صحتها خلال الأيام الأخيرة.
وذكرت صحيفة " يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنه عقب هذه الحالة فقط سجل اليوم فقط حالتين وفاة حيث توفيت امرأة (94) بوقت سابق اليوم من مدينة بني براك القريبة من مدينة تل ابيب وسط إسرائيل
وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية صباح اليوم عن زيادة 405 إصابة بوباء كورونا المستجد ليرتفع عدد الإصابات إلى 3.865 بينها 66 فى حالة حرجة.
وأعربت المسؤولة فى وزارة الصحة د.فيرد عزرا عن قلقها من ارتفاع عدد الحالات الحرجة والحالات التي تحتاج إلى الإرتباط بأجهزة تننفس، وقالت إن "القفزة بالحالات الحرجة والمرتبطة بأجهزة تنفس من يوم أمس تقلق الحكومة الإسرائيلية .
وأشارت عزرا إلى أن وزارة الصحة تستعد إلى الحالة التى سيحتل بها المصابون بفيروس كورونا 100% من الأسرة فى المستشفيات الإسرائيلية، وأن المستشفيات تدربت على وضع أن يكون بها 5000 شخص مرتبطين بأجهزة تنفس صناعية.