من سيفوز بنوبل الطب 2020؟.. صراع بين العلماء لإنقاذ البشرية بلقاح كورونا والمصريون يدخلون السباق
الأحد، 29 مارس 2020 03:00 صكتبت- إيمان محجوب
بجانب الجهود التى تبذلها دول العالم لاحتواء فيروس كورونا، هناك حرب علمية متسارعة من أجل إنتاج لقاح ربما ينهى الرعب الذى يجتاح العالم من هذا الوباء الذى أصاب أكثر 386 ألف إنسان، ووفاة حوالى 17 ألف حتى الآن، وتواصل حصيلة ضحايا فيروس كورونا المستجد الارتفاع، بالتزامن مع سعى دول العالم لوقف تفشى المرض، واختراع دواء ولقاح يقضى على الفيروس، فالولايات المتحدة والصين يوجد بينهما سباق علمى رهيب لمن يستطيع اكتشاف علاج قبل الآخر.
وفى مصر تحاول أقدم مدرسة طب فى الشرق الأوسط دخول مضمار السبق لاكتشاف عقار لعلاج الفيروس، حيث أكد الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أنه تم تشكيل 5 فرق بحثية من كليات العلوم والطب والصيدلة والمعهد القومى للأورام، لإجراء البحوث العلمية والمعملية لفيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، وتضم هذه الفرق أكثر من 25 عالمًا وباحثًا من أساتذة جامعة القاهرة فى مختلف التخصصات لاكتشاف علاج لفيروس كورونا المستجد.
وأوضح الدكتور الخشت، أنه صدر بحثان من الجامعة للدكتور عبده الفقى، الأستاذ المساعد بقسم الفيزياء الحيوية بكلية العلوم، حول إعادة استعمال مضاد (HCV) ومثبطات النوكليوتيدات ضد COVID-19 وتم نشر البحث فى مجلة علوم الحياة الدولية Life Sciences، وبحث آخر حول التنبؤ بمكان الارتباط بين بروتين spike الخاص بكورونا المستجد والمستقبل الخلوى GRP78، ونشر فى مجلة Journal of Infection الدولية، لافتا إلى أن الفريق البحثى للأستاذ المساعد بقسم الفيزياء الحيوية، انتهى إلى التنبؤ بمكان الارتباط بين بروتين spike الخاص بكورونا المستجد والمستقبل الخلوى GRP78، الذى قد يمثل أحد طرق دخول الفيروس للخلية العائل عن طريق زيادة نسبة البروتين GRP78 والذى يكون مرتبطا بكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والأورام، وقد يكون المسئول عن زيادة نسبة معدلات الإصابة والوفاة وبالتالى نحتاج إلى الحصول على بروتين spike حتى يمكن إثبات وتطبيق هذه النتائج عمليًا لإنتاج دواء مضاد للارتباط، ويمكن استخدام نفس البروتين لإنتاج أمصال.
وأشار الدكتور الخشت، إلى أن البحث الثانى بعنوان إعادة استعمال مضاد (HCV) ومثبطات النوكليوتيدات ضد COVID-19 انتهى فيه الباحث إلى التوصل إلى بناء نموذج بروتين البلمرة الخاص بفيروس كورونا المستجد والضرورى لدورة إصابة الفيروس داخل خلية العائل، كما توصل إلى أنه بناء على التشابه فى التتابع الجينى لبروتين البلمرة بين فيروس كورونا وفيرس SARS فقد تم استخدام الأدوية المضادة للفيروسات لاستهداف بروتين البلمرة الخاص بفيروس كورونا المستجد، وأوصى البحث باستخدام أدوية مثل Sofosburvir وRemdisivir وRibavirin لإعطاء نتائج بفاعلية ضد فيروس كورونا المستجد، وإمكانية تطبيق استخدام هذه الأدوية على خلايا ،( Cell Line ) ومن ثم تطبيقها على التجارب السريرية.
العلاج الصينى اليابانى لفيروس كورونا
ومن جانبها، أعلنت بكين رسميا، أنها قررت استخدام الدواء Avigan، الذى طورته اليابان لعلاج الأنفلونزا فى معالجة الأشخاص المصابين بفيروس كورونا، وجاء ذلك بعد أن وجدت أن الدواء فعال من خلال تجارب سريرية أجرتها منظمتان طبيتان فى البلاد، وقال مدير المركز الوطنى لتطوير التكنولوجيا الحيوية فى الصين، تشانغ شين مين، فى مؤتمر صحفى، إن الدواء كان ناجعا فى مكافحة الأعراض التى يسببها الفيروس مثل الالتهاب الرئوى، وليس له آثار جانبية.
وكان من الضرورى للمسئول الصينى أن يؤكد عدم وجود آثار جانبية، التى ربما تكون مدمرة أحيانا وتعيق إقرار أى دواء بسرعة. وأضاف أن الاختبارات أجريت فى مدينتى ووهان وشنزن وشارك فيها 240 مريضا و80 مريضا على التوالى، وقال إن الأمر استغرق بين 4-11 يوما حتى تغيرت نتائج المصابين من فيروس كورونا من إيجابية إلى سلبية بعد تلقيهم العقار.
كما أعلنت مجموعة سانوفى الدوائية الفرنسية أن دواء «بلاكنيل»، الدواء المضاد للملاريا الذى تنتجه، برهن عن نتائج «واعدة» فى معالجة مرضى بفيروس كورونا المستجد، وقالت إنها مستعدة لأن تقدم إلى السلطات الفرنسية ملايين الجرعات منه، كافية لمعالجة 300 ألف مصاب بالفيروس. و «بلاكنيل» عقار مكون من جزيئات «هيدروكسى كلوروكين» ويستخدم منذ عقود فى معالجة الملاريا وأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة والتهاب المفاصل.
وقال مدير المعهد الاستشفائى الجامعى فى مرسيليا، البروفسور ديدييه راؤول، إنه أجرى تجربة سريرية أظهرت أن هذا العقار يمكن أن يساهم فى القضاء على كورونا، وبحسب الدراسة التى أجراها راؤول على 24 مريضا بفيروس كورونا المستجد، فقد اختفى الفيروس من أجسام ثلاثة أرباع هؤلاء بعد ستة أيام على بدء تناولهم العقار، وفق «فرانس برس».
كما قالت شركة «كيور فاك» الألمانية، التى أصبحت تحت الأضواء فى الأيام الماضية، إن اللقاح الذى تطوره حاليا سيكون جاهزا قبل حلول الخريف المقبل، وأضافت الشركة أن جهودها منصبة حاليا على تطوير لقاح قادر على القضاء على الفيروس، لكنها أكدت أنها لن تعلق على التكهنات التى تتعلق بالاستحواذ المفترض على الشركة أو عقاقيرها، واعتبرت أن التكنولوجيا التى تستعملها مثل MRNA (الرنال المرسال)، هى الحل الأسرع والأكثر فاعلية لمواجهة سيناريوهات التفشى، مثل فيروس كورونا، وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لين، فى تغريدة لها على «تويتر»، إلى أن المفوضية تتعاون مع الشركة الألمانية، موضحة أن بروكسل منحت الشركة 80 مليون يورو، لافتة إلى أنها «تعمل على تطوير تكنولوجيا واعدة ستحمى الأرواح فى أوروبا والعالم».
علاج من معهد كيزر الأمريكى
أجرى معهد «كيزر» للبحوث فى الولايات المتحدة الأمريكية، أول تجربة سريرية على بشر لاختبار لقاح مضاد لفيروس «كوفيد- 19، وقام باحثون من المعهد بحقن جرعات من اللقاح فى أجسام 4 متطوعين. وقالت الباحثة ليزا جاكسون: «نحن فريق فيروس كورونا فى الوقت الحالى، وما من شخص إلا ويريد أن يقوم بما بوسعه خلال فترة الطوارئ الحالية»
ونشرت وكالة أسوشيتيد برس فيديو يظهر إحدى المتطوعات وهى تتلقى الجرعة الأولى المحتملة من اللقاح المطور لعلاج فيروس كورونا، فى تجربة سريرية لمحاولة إيجاد حل لهذا الوباء.
من جانبها، قالت المتطوعة بعد تلقيها أول جرعة: «أتمنى أن نتوصل للقاح فعال سريع، وأن نتمكن من إنقاذ الأرواح ليتمكن الجميع من العودة لحياتهم الطبيعية فى أسرع وقت»، وذكر الباحثون فى المعهد أنه تم تطوير اللقاء فى وقت قياسى، مشيرين إلى أن النتائج ستعلن فى وقت لاحق نهاية مارس.
كما حصل باحثون استراليون على الضوء الأخضر من أجل إجراء التجارب السريرية على علاج ابتكروه لفيروس كورونا. ويتمثل دواء هؤلاء الباحثين بعقاقير استخدمت سابقا لعلاج الملاريا والإيدز فى نحو 50 مستشفى بأستراليا، ويتوقع أن تبدأ التجارب السريرية فى نهاية مارس الجارى، أى بعد أيام فقط، وقال مدير مركز الأبحاث السريرية فى جامعة كوينزلاند، ديفيد باترسون، إن هناك مرضى مصابون بفيروس كورونا تم علاجهم بهذه الأدوية، وكانت النتائج إيجابية، إذ اختفى الفيروس من أشخاص أصيبوا به.