المتاجرون بآلام المصريين.. أزمة كورونا تعرى الجماعة الإرهابية والشخصيات الكارتونية
السبت، 28 مارس 2020 11:00 مكتب – طلال رسلان
لجان الكذب والتضليل الإخوانية تدعو إلى تجمعات بالشوارع وتحرف أرقام المصابين وتصريحات الحكومة.. ونشطاء السبوبة يبكون على حظر الشيشة
منذ الإعلان الرسمى عن حالة الإصابة الأولى داخل البلاد، تحملت الدولة المصرية كامل مسئوليتها بإجراءات متعاقبة على كل المستويات، ووضعت فيها حياة المصريين فى المقام الأول بغض النظر عن نتائج القرارات اقتصاديا، ونالت تحركات الدولة إشادة الجميع، حتى الواقفين على الطرف الآخر سياسيا من الحكومة، وجاءت أغلب التعليقات تبارك المساعى التى ربما أكسبت الأخيرة جولة مهمة فى ثقة الشعب، مع حزمة القرارات المعلنة.
«لا شىء نخفيه منذ اليوم الأول.. أهلنا غاليين علينا.. أى إنسان مصرى، فى الداخل أو الخارج، أولويتنا إنه يبقى فى أمان وسلام».. رسائل وقرارات مهمة انتظرها الشعب من الرئيس عبدالفتاح السيسى تخفيفا من الآلام الاقتصادية والنفسية التى خلفتها أزمة فيروس كورونا، وقبل الرئيس كانت مؤتمرات وبيانات المصارحة من جانب رئيس الوزراء مصطفى مدبولى ووزيرة الصحة أولا بأول.
فى كلمته للمصريين الأحد الماضى، أعلن الرئيس السيسى حزمة من القرارات الاقتصادية لطمأنه وحماية المصريين، شملت؛ توجيه وزارة المالية بتخصيص 100 مليار جنيه لمواجهة فيروس كورونا، وخفض سعر الغاز الطبيعى للصناعة بقيمة 4.5 دولار، خفض أسعار الكهرباء للصناعة بقيمة 10 قروش، إطلاق مبادرة «العملاء المتعثرين» المتضررين من القطاع السياحى، توفير مليار جنيه للمصدرين خلال شهرى مارس وأبريل 2020 لسداد جزء من مستحقاتهم، رفع الحجوزات الإدارية على كافة الممولين الذين لديهم ضرائب واجبة السداد مقابل 10% فقط من الضريبة المستحقة عليهم، تخفيض أسعار العائد لدى البنك المركزى 3% مع إتاحة الحدود الائتمانية لتمويل رأس المال وبالأخص صرف رواتب العاملين بالشركات، تأجيل الاستحقاقات الائتمانية للشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر لمدة 6 أشهر، عدم تطبيق غرامات أو عوائد إضافية على التأخر فى السداد، دراسة القطاعات الأكثر تأثرًا بانتشار فيروس كورونا لتقديم الدعم اللازم لها وإعفاء الأجانب من الأرباح الرأسمالية نهائيًا، تم تخصيص مبلغ 50 مليار جنيه للتمويل العقارى لمتوسطى الدخل من خلال البنوك، شمول مبادرة التمويل السياحى لتتضمن استمرار تشغيل الفنادق وتمويل مصاريفها الجارية بمبلغ يصل إلى 50 مليار جنيه مع تخفيض تكلفة الإقراض لتلك المبادرة إلى 8%، تخصيص 20 مليار جنيه من البنك المركزى لدعم البورصة المصرية، وقف قانون ضريبة الأطيان الزراعية لمدة عامين، ضم العلاوات الخمسة المستحقة لأصحاب المعاشات بنسبة 80% من الأجر الأساسى والعلاوة الدورية السنوية للمعاشات تكون بنسبة 14% اعتبارا من العام المالى المقبل.
ومع احتدام أزمة كورونا، ووسط الجهود المضنية لوقف زحف الفيروس، فى فترة عصيبة ومرحلة مفصلية لتعامل مصر مع القاتل الغامض، خرج المتاجرون بآلام المصريين، على اختلاف مذاهبهم وأهدافهم، من الجحور.
الإخوان.. والتشفى الكاذب
منذ بداية الحديث عن أزمة كورونا فى العالم، لم تسلم مصر من تدليس المحسوبين على جماعة الإخوان الإرهابية ونياتهم التى أعلنوها على مواقع التواصل الاجتماعى بشأن ضرب البلاد بالخوف والهلع، وكانت آخر فبركات الإخوان، ما نشرته صفحاتهم من صور ادعوا أنها لأشخاص يتساقطون فى الشوارع بمصر بعد إصابتهم بكورونا، والتى كان من الواضح تدليسها، والتمثيل الواضح فيها.
مرارا وتكرارا، وكل يوم تؤكد وزارة الصحة والمؤسسات المصرية المعنية بالأمر عدم إخفاء أرقام لأعداد المصابين، على العكس هناك إعلان دورى يتم بشأن أعداد المصابين أو الوفيات، لكن الإخوان بغبائهم يتصورون أنهم بتلك الصور المفبركة يستطيعون أن يبثوا بها الرعب والخوف وسط المصريين.
المتتبع لكل تحركات الجماعة الإرهابية يدرك أنه ليس غريبا على الجماعة القيام بهذه الأفعال، فمنذ أيام كشف مقطع فيديو، مدى حقارة عناصر الإخوان الهاربة من مصر، وحقدهم على المصريين رغم إعلانهم كذبا أنهم يعملون لمصلحة المصريين، وظهر فى الفيديو المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى وتم تأكيد صحته، الهارب الإخوانى بهجت صابر وهو يدعو كل من يُصاب بأنفلونزا أو ارتفاع فى درجة الحرارة كاشتباه فى كورونا، بالدخول إلى أقسام الشرطة أو المؤسسات الحكومية، لنقل العدوى، كما دعا الهارب الإخوانى من شكّ فى إصابته بفيروس كورونا الجديد، أن يدخل مدينة الإنتاج الإعلامى ويحاول الاختلاط بأكبر قدر ممكن من الناس والشخصيات العامة، لنشر الفيروس.
وقال الإخوانى: «إنت متعرفش دور البرد ده قصته إيه، لو انتشر بين الناس، النظام هيستعد لمواجهة المرض، ليه تروح لوحدك؟»، فى إشارة إلى أنه إذا توفى المصاب بكورونا فيجب عليه أن يأخذ الكثيرين معه بنشر المرض.
وفى حلقة أخرى من حلقات المؤامرة الإخوانية على مصر، خرج الإخوانى الهارب سامى كمال الدين على أتباعه عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعى يدعو إلى التخطيط لعملية عصيان مدنى فى مصر عن طريق الاستفادة من انشغال الحكومة فى إجراءات مواجهة فيروس كورونا، ومن ثم تحركت صفحات إخوانية كانت محسوبة فى وقت سابق على «سامى» نفسه تنشر رسائل وأخبارا مغلوطة عن حالات مصابة بكورونا فى القاهرة والمحافظات، تحاول الحكومة إخفاءها.
ظهرت تجمعات بسيطة ليلا جابت شوارع القاهرة ومحافظات أخرى أغلبها بشكل ملحوظ فى الإسكندرية، تردد تكبيرات العيد مع أدعية دينية أخرى، وتدعو الناس إلى النزول بالشوارع لمواجهة فيروس كورونا بالدعاء.
مع تزايد الدعوات، وظهور صفحات تتبنى ترتيب وقت النزول إلى الشوارع، بدا الأمر وكأنها حيلة جديدة خاصة وأن تلك الدعوات تحمل الشر بنقل فيروس كورونا خلال الاختلاط وعن طريق دعوات التجمع.
لم تمر ساعات حتى ظهر الإعلامى الإخوانى محمد ناصر عبر صفحته على فيس بوك يتبنى دعوة التكبير فى الشوارع وشرفات المنازل، تحت عباءة مواجهة كورونا بالدعاء والتقرب إلى الله، ومن وراءه صفحات محسوبة على جماعة الإخوان فى الخارج راحت تروج إلى الفكرة وتقاتل فى نشر الدعوات، وتطلب من الناس تصوير فيديوهات ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى لاستقطاب عدد أكبر من الشعب.
يبدو أن الأمر كان معدا له سلفا بالتوافق بين محمد ناصر والكتائب الإخوانية ومن بدأوا بالنزول فى المحافظات، وفاحت رائحة اللعبة الإخوانية من جديد، فلا أحد يكره أو يرفض التقرب إلى الله بالدعاء فى هذه الظروف العصيبة، لكن لا عاقل يلقى بنفسه وأولاده إلى التهلكة بالنزول فى تجمع بالشارع.
هكذا بدأ الإخوانى محمد ناصر لعبته التى سرعان ما انكشفت، فى بادئ الأمر دعوة بالظهور فى شرفات المنازل للدعاء والتكبير، ثم التطرق إلى النزول فى الشارع، ثم الحشد لتعم الفائدة القاتلة.
وتعليقا على الدعوات الإخوانية، قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولى «تابعنا على مدار الفترة الماضية بعض الدعوات التى ظهرت على بعض وسائل الإعلام تدعو المواطنين للنزول ودغدغة مشاعر المواطنين البسطاء ولكن هذه النوعية من التجمعات بيئة خصبة لانتشار وانتقال الفيروس»، مشيرا إلى أنه تم توجيه وزارة الداخلية بالتعامل بمنتهى الحزم فى أى مخالفات بشأن هذه القرارات التى تم إعلانها.
وأضاف مدبولى «ليس معنى أن التقارير الطبية تشير إلى أن الشباب أقل فئة تضررا بهذا الفيروس أن يأخد الشباب هذه الأمور بالاستخفاف لأن الشباب عندما ينزل إلى الشارع من الممكن أن يحمل هذا الفيروس وينقله لأسرته ويكون سببا فى ضرر كبير جدا على أسرته»، مؤكدا أنه يراهن على وعى الشباب المصرى.
وطالب رئيس الوزراء المواطنين بتقليل الحركة بين المحافظات وتقليل الانتقال بين المراكز وبعضها البعض، وأن يكون التحرك فقط للضرورة القصوى، مشيرا إلى جزء من التدابير الاحترازية لتخفيض قوة العمل فى أجهزة الدولة والشركات التابعة لها هدفها العمل على تقليل الحركة بين المحافظات.
وفى استجابة إلى توجيه رئيس الوزراء، اتخذت وزارة الداخلية الإجراءات القانونية ضد من تم ضبطهم لمشاركتهم أمس فى تجمع كورنيش الاسكندرية.
من جانبها، أصدرت دار الإفتاء فتوى عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، تؤكد فيها أن الدعوات للتجمع فى الشوراع أو ميادبن حرام شرعا ولا يراد بها وجه الله.
وأكدت دار الإفتاء أن ما تقرره السلطات المختصة لحماية الناس من الأوبئة والأمراض واجب شرعى، ومن يخرج عن هذه الإجراءات تحت أى ذريعة آثم شرعا.
المعارضة.. والتدليس
أسوأ ما يكمن أن يحدث لشعب فى العالم أن يتاجر من يطلقون على أنفسهم اسم المعارضة بسياسات هدفها هدم الوطن وإثارة الجدل، فلم يفوت من يخلعون على أنفسهم عباءة المعارضة فرصة أزمة كورونا، ولم تهدأ مجموعات الضغط على مواقع التواصل الاجتماعى منذ اليوم الأول، وظهرت هاشتاجات تطالب الدولة بإخراج مسجونين محسوبين على طرف المعارضة، ولوحت بقوائم بها أسماء عليها أحكام سياسية تمت بناء على محاكمات معلنة وتهم مثبتة بالأدلة، بزعم تضحية الدولة بهذه الأسماء فى أزمة كورونا داخل السجون.
لم يمارس هؤلاء دورهم المجتمعى فى توعية المواطنين، والقيام بالدور البناء فى حب الوطن كما يزعمون، أكثر من مطالبتهم بإخراج المعتقلين السياسيين، ومارسوا المكائد للنظام فى محاولة كسب جولة سياسية فى وقت تحتاج فيه مصر إلى يد الجميع قبل غرق السفينة.
كواحد من المحسوبين على المعارضة، لم يكن ممدوح حمزة إلا واحدًا من هؤلاء، الذين خلعوا على أنفسهم عباءة المعارضة بأهداف خفية حتى فى أحلك الأزمات، فالناشط السياسى لم تمنعه الكارثة العالمية وصرخات التحذيرات هنا وهناك بسبب فيروس كورونا القاتل من التباكى على عدم وجود الشيشة فور عوده من رحلة غير معلنة سابقا من الخارج، وقال ممدوح حمزة مستخفا بأرواح المواطنين « فى أول ليلة لى فى مصر بعد إجازة طويلة فى الخارج: لم أجد شيشة فى القهوة: وعليه أصبح الكرونا عدوى الأول».
تغريدة حمزة التى فجرت عاصفة من السخرية والهجوم عليه أثارت تساؤلات أخرى بشأن إن كان عائدًا من الخارج مؤخرا، ولماذا لم يتبع إجراءات الحجر الصحى فى المنزل، ومن أى بلد أتى وقد يكون حاملا بلا شك لفيروس كورونا، وقال المغرد لممدوح حمزة: «مش مكسوف من نفسك يا أخي.. البلد كلها بتحارب فى كل الجهات وانت تخرج بكلمتين هبل عيلنا وبتدعو الناس للشيشة ربنا يرحمنا من أمثالكم والله»، فيما وجه مغرد آخر حديثه لحمزة: «أنت وأمثالك يا ممدوح أخطر على البلد من كورونا نفسها شوف لك بلد غير البلد دى تتمسخر على أهلها»، وقال مغرد ثالث: «يعنى إنت المفروض جاى من بلد فى الخارج ازاى مش معزول او عزلت نفسك ولا صحيح هاقول لك إيه إذا كان انت عايز شيشة على قهوة يبقى هيفرق معاك إجراءات وقاية ومش وقاية»، وأوضح مغرد رابع: «قابلوا بقى اللى بيقولوا عليهم مثقفين ونشتااااااااااء المفروض دول المعارضة فى مصر».
لم يكن هذا إلا مثالا بسيطا من تعامل طرف من أطراف المعارضة المصرية مع الأزمة، التى هى ربما تكون أقل خطورة من الفكر الذى لم يلتفت إلى حياة المصريين ومركب الوطن التى تصارع بين دول العالم من أجل الوقوف فى وجه عاصفة الفيروس القاتل.
لعبة الخارج.. وهدم مصر
لم تمنع خطورة الأوضاع الكارثية وتهديد انتشار فيروس كورونا المستجد، وقبلها حالة الذعر التى انتابت العالم، صحيفة الجارديان البريطانية من المتاجرة بعقول البشر، على حساب نسبة القراءات وإثارة الجدل ومزيد من الرعب والخوف، فالصحيفة البريطانية نشرت تقريرا استندت فيه لكتابات أحد الباحثين فى جامعة تورنتو الكندية على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» تحدث فيها عن 19 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا فى مصر، بحبكة درامية وعناوين مضللة لا تمت إلى أية دلائل بصلة.
وبالطبع أفردت الجزيرة وأذرعها الإعلامية وقنوات الإخوان، التى تمثل أحد الأعمدة الرئيسية فى لعبة الخارج لهدم مصر، مساحة كبيرة لتقرير الجارديان، فتلك الفرصة لا تأتى مرتين فى هذه الأزمات، والصحيفة البريطانية هى من أعلنت وليس هم، فى محاولة لرش مزاعم المهنية على الطبخة، رغم أن القناة القطرية انبرت فى نشر تقارير مفبركة على شاشتها تحدثت عن تكذيب الحكومة وإثبات آلاف الإصابات والوفيات بفيروس كورونا.
فى البداية خرج الباحث الكندى إيزاك بوجوش بعدة تغريدات على حسابه غير الموثق والذى أنشئ منذ عام واحد فقط على تويتر بتحليل شخصى قال خلاله ربما يكون فيروس كورونا انتشر فى مصر بشكل كبير وتصل حالات الإصابة إلى 19 ألف حالة على غير ما أعلنته وزارة الصحة المصرية بالتفاصيل عن وصول عدد الإصابات وقت نشر التغريدات قبل اسبوع إلى 110 حالات، إلى جانب حالات الشفاء اليومية.
لم تمر سوى ساعات قليلة حتى انفجرت التعليقات أسفل تغريدات الباحث الكندى بتساؤلات انبرى للرد عليها، وسرعان ما كشفت تخبط نظريته وأنها مجرد تحليلات شخصية غير قائمة على أدلة، ولا تخرج عن كونها كتابات غير موثقة واجتهادا بجانب الدراسات العلمية الواقعية.
مع عاصفة الجدل والهجوم الذى ينسف الادعاءات بالأرقام والأدلة من كتابات الباحث الكندى نفسه، لم يجد الأخير أمامه غير التراجع عن عدد الإصابات الكارثى الذى بدأ به حديثه، قائلا إنها ربما تكون 6 آلاف إصابة أو أقل من ذلك بكثير، إلا أن الإجمالى لم يكن معلوما بالضرورة استندا على الجغرافيا وعدد السكان إذا ما قورنت بدول أخرى.
اعترف الباحث الكندى بأنه لجأ إلى إعلان تخميناته بشأن الإصابات فى مصر على تويتر بعد رفض نشرها فى دوريات علمية أو صحف أخرى على صلة بالأبحاث التى تنشر عن الفيروس القاتل حول العالم، ما يعطى عدم المصداقية لحديثه الذى سرده على موقع التواصل الاجتماعى، لأنه لم يستند على أية أدلة علمية أو معايشات واقعية.
فى ردوده كاملة لم يقدم بوجوش أى أدلة مرفقة بالبيانات المستندة على الكشف عن حالات فى مصر، لكنه بنى الدراسة على مجرد تنبؤات خاصة بالحالة الإيرانية وتفشى كورونا هناك، وليست فى مصر عن طريق تتبع حركة السفر والطيران فى إيران أثناء تطور أعداد الإصابات فيها، فى الوقت التى كانت تعلن فيه إيران عن أرقام غير دقيقة بشهادة منظمة الصحة العالمية التى كشفت زيف الأرقام المعلنة من النظام فيما بعد وانفجرت الكارثة، وبمعادلة معينة توصل إلى أرقام تقريبية لأعداد الإصابات فى إيران.
الباحث الكندى الذى لم يقم بزيارة مصر من الأساس اعتمد على تقارير أجنبية غير مؤكدة عن حالات قادمة من مصر تحمل الكورونا، وثبت عدم صحتها فيما بعد من قبل منظمة الصحة العالمية مثلما حدث فى حالة فرنسا الذى تم تأكيد أنه لم يدخل مصر ولكن كانت رحلته عبر مطار القاهرة، ولذلك رفضت المواقع البحثية اعتماد ورقته أو نشرها.
أقر الباحث الكندى فى أوراقه بتجاهل بيانات منظمة الصحة العالمية والإعلانات الرسمية من حكومات خارج مصر مثل الكويت التى أعلنت فى وقت سابق عن عمل تحاليل لعدد كبير من الوافدين المصريين وثبت عدم حملهم للفيروس، وهذه الحالات كانت قادمة من أماكن متفرقة فى مصر سافروا للكويت خلال إعلان تفشى كورونا عالميا ومع بدء حالة الإجراءات الاحترازية فى المطارات وإعلان دول إيقاف الدخول إلى أراضيها.
الطبيب الكندى نفسه، عندما حاول إثبات أوراقه الدراسية، تواصل مع عدد من الأطباء المصريين الذين كانوا مكلفين بمتابعة الحالات على متن بواخر نيلية فى الأقصر غير الباخرة الموبوءة، والذين أكدوا سلبية كل التحاليل التى خضعت لها هذه البواخر.
ومع تضارب وإثبات أن أوراق الباحث الكندى مجرد كتابات على السوشيال ميديا أو توقعات غير علمية، لم تتصدر أى صحيفة عالمية أو موقع على الإنترنت لعرض أحاديثه سوى «جارديان» البريطانية التى طالما وقعت فى تقارير غير مهنية لإثارة الفوضى داخل مصر فى أعوام سابقة.
تاريخ من الكذب والتضليل حاولت الصحيفة البريطانية التلاعب به داخل مصر، كان على صلة بسياسات وأشخاص محسوبين على جماعات هدفها الفوضى وبث الرعب داخل البلاد، أبرزها ما حدث فى تقاريرها بعد ثورة 25 يناير تحدث عن ثروة الرئيس الأسبق حسنى مبارك وعائلته، وقدرتها بحوالى 70 مليون دولار، مشيرة إلى أن مبارك يمتلك أرصدة فى البنوك البريطانية والسويسرية إلى جانب بعض الممتلكات الخاصة به فى الولايات المتحدة وبريطانيا، لكن هذا التقرير الذى أثار ضجة فى العالم كله وليس مصر فقط فى هذا التوقيت كان مستندًا فى معلوماته إلى كاتب مغمور ألف كتابًا عن مبارك، واكتفى مدير تحرير الصحيفة بعد شهرين من نشر التقرير بالقول إنهم أخطأوا فى الصياغة.
أشهر سقطات «جارديان» على الإطلاق فى تناولها الشأن المصرى، تمثل فى نشر أكثر من 13 تقريرًا «مفبركًا» كتبها الكاتب الأمريكى جوزيف مايتون، أحد المراسلين الذين تتعامل معهم بالقطعة، من القاهرة، رغم اعتذارها بعد ذلك، مؤكده إنها ألغت مقالات مايتون المفبركة والمعلومات التى لم تتمكن من التحقق منها، فاتحه تحقيق فى الأمر عندما اتصل بها أحد المصادر التى زعم مايتون أنه تحدث إليها فى إحدى مقالاته، وقال إنه لم يتحدث إلى الصحفى، وتوصلت تحقيقات الصحيفة إلى أن هناك مقالات لجوزيف مايتون تحتوى على تصاريح مزورة، من بينها قصص خبرية لفاعليتين قال منظموهما إن الصحفى (مايتون) لم يحضرهما أبدًا، ويضاف هذا إلى عشرات المصادر غير الموجودة على أرض الواقع، أو ليس لديها وجود على الإنترنت، أو أنهم مجهولون ولا يمكن الاستناد إلى رأيهم، كما أن العديد من الأشخاص الذين جاءوا فى مقالاته نفوا أنهم تحدثوا إليه.
وفى أحدث تصريحاته أشاد جون جبور ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر، بالطريقة التى تعاملت بها السلطات فى مصر مع فيروس كورونا، وأكد أن مصر وعُمان هما الدولتان الوحيدتان فى المنطقة اللتان تملكان «نظام مراقبة قوى يعتمد على الأحداث»، وقال ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر فى مقابلة مع شبكة CNN الإخبارية الأمريكية، إن مصر عملت بشكل جيد من أجل احتواء المجموعات منذ بداية الحدث، أو ظهور الأعراض لدى السياح، ومن ثم الاتصالات والسيطرة عليها داخل المجتمع لكى لا تنتشر على نطاق أوسع.
جروبات الشائعات
لم تكن جروبات مواقع التواصل الاجتماعى وواتساب، ومنها حلقة جروبات الماميز، غير جانب آخر من المتاجرة غير المباشرة بآلام المصريين، لم يلق هؤلاء بالا بالرعب والخوف الذى تضربه فى قلوب المصريين، لم تمر ساعة إلا ومعها شائعة مختلفة، هذه عن عدد الإصابات وأخرى عن اختفاء السلع وثالثة عن اكتشاف إصابة لأحد الجيران وبتتبعها تجد أصلها فبركة من أحدهم.
منذ انتشار فيروس كورونا حول العالم، كانت صفحات مواقع التواصل الاجتماعى مفرخة لأخبار غير صحيحة وشائعات حول انتشار الفيروس فى أماكن جغرافية بجمهورية مصر العربية، هذه الشائعات المستمرة دائما ما تنفيها وزارة الصحة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ولم تهدأ مواقع التواصل الاجتماعى حتى الآن، ناهيك عن المزيد من السخرية التى اجتاحت السوشيال ميديا، التى تقلل من حجم الأزمة ودفع المصريين إلى مزيد من اللامبالاة فى التعامل مع كورونا.
فيما تقابل «جروبات الماميز» صفحات لا حصر لها على فيسبوك، كلها تتخفى تحت أسماء رياضية وطبخ وكوميكس ونوستالجيا، وكل هذه الصفحات دشنتها جماعة الإخوان الإرهابية، وتديرها لجان الذباب الإلكترونى، وهدفها نشر الشائعات والتعامل معها باعتبارها حقائق لا تقبل الشك، لإثارة البلبلة والفزع.