بعد تحريم جوجل كذبة أبريل.. هل يمتنع المستخدمون عن ترويج الشائعات احتراما لكورونا؟
السبت، 28 مارس 2020 02:25 م
انتظر المستخدم فرصته الأمثل لممارسة هوايته المفضلة، التي دائما ما برع فيها وهي إطلاق الشائعات والأخبار الكاذبة، فرغم أنه يمارس تلك اللعبة غير المحمودة طوال أيام العام، إلا إنه يعتبر شهر أبريل أكثر الأوقات المحببة لديه، ويأتي هذا احتفالا بكذبة إبريل التي اعتدنا فيها سماع الشائعات والأخبار الكاذبة.
لا شك أن الشائعات والأنباء المفبركة أضحت جزء من حياتنا اليومية، فطالما نتعرض لأخبار لا أساس لها من الصحة يطلقها بعض مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي من أجل إثارة الضجة وتحقيق نسب مشاهدات عالية، وغالبا ما اعتدنا أن تكثر الشائعات خلال شهر أبريل.
الأوقات الراهنة لا تتحمل الشائعات والاحتفال بكذبة إبريل، فتزامنا مع التداعيات المؤسفة التي يعيشها العالم إثر انتشار الفيروس التاجي كوفيد - ١٩ المستجد بالعالم كله، والمعروف إعلاميا بفيروس كورونا، يجب على الجميع توخي الحذر فيما يقال ويطلق، التزاما بضرورة عدم ترويع المواطنين وزيادة الهلع لديهم.
ولعل هذا يعد توجيها ضروريا لإدارات منصات التواصل الاجتماعي ومقدمي خدمات شبكة الانترنت، حيث ينصح مراقبون بأهمية محاربتهم للأخبار الكاذبة والشائعات خلال تلك الفترة تحسبا لهلع وخوف المواطنين، مشيرين لخطورة تناول الشائعات خلال تلك الفترات العصيبة التي يمر بها العالم.
شبكة جوجل كانت أول من بدأت خطوات مجابهة الأخبار الكاذبة والشائعات المتوقع اندلاعهما خلال شهر أبريل، حيث كشفت تقارير صحفية وفقا لما ذكره موقع "ذا فيرج"، التي نقلتها صحيفة TheVerge، ان جوجل سيلغي هذا العام المزحة الشهيرة "كذبة إبريل"، تضامناً مع الذين يحاربون ضد فيروس كورونا المستجد "كوفيد ١٩"، الذي يعاني منه معظم شعوب العالم منذ أسابيع طويلة.
وأضافت التقارير، أن هناك رسائل إلكترونية داخلية في جوجل أكدت إلغاء كذبة إبريل هذا العام، والتي ستكون تضامناً مع المصابين بالفيروس الشهير، على أن يتم تفعليها العام المقبل.
ونسبت الصحيفة الرسائل الالكترونية لرئيس التسويق في موقع جوجل "لورين توهيل"، مؤكدين على أن الموقع أوقف كل النشاطات المتعلقة بكذبة إبريل هذا العام، معتبرا أنه في ظل الأوقات الراهنة يصعب تخصيص يوم لتضليل العالم ببعض الفعاليات الكاذبة في ظل معاناة العالم بسبب وباء كورونا.
وناشد موقع جوجل الشركات الأخري، تفعيل إلغاء كذبة إبريل هذا العام تضامناً من المصابين بفيروس كورونا لعدم تضليلهم ببعض الأخبار التي من الممكن ان تساهم بالضرر عليهم بعد ذلك.
السؤال الأن.. هل منصات التواصل الاجتماعي الأخرى ستتخذ تدابير مشابهة، وهل سينصاع رواد منصات التواصل الاجتماعي لمتطلبات الظروف الراهنة؟
وعن احتفالية كذبة إبريل السنوية، يشار إلى أن هناك اعتقاد كبير بأنّ مناسبة هذه الكذبة حدثت عندما تم تغيير بداية العام في التقويم الميلاديّ، حيث كان الناس في القرون الوسطى يحتفلون برأس السنة في الخامس والعشرين من مارس، وتستمر الاحتفالات في بعض المدن كفرنسا حتّى الأول من إبريل، ثمّ تغيرت رأس السنة على يد غريغوري الثالث في نهاية القرن السادس عشر.
وأُصدر مرسوم رسميّ في فرنسا سنة 1564م لاعتماد الأول من يناير بدايةً للسنة ليُصبح عرفاً سائداً حتّى اليوم، وبدأت مجموعة من الناس التي تحتفل في بداية العام بالأول من يناير بالسخرية من أولئك الذين استمروا في التصديق بأنّ السنة لا زالت تبدأ في الأول من إبريل، وأصرّوا على الاحتفال بها.