وداعًا جورج سيدهم.. حكايات تاجر الضحكة بين عالم الفن والبيزنس
الجمعة، 27 مارس 2020 08:23 ممحمد أبو ليلة
توفي الفنان الكبير جورج سيدهم، مساء اليوم الجمعة، عن عمر ناهز 82 عاما، قدم خلال مسيرته الفنية مجموعة كبيرة ومميزة من الأعمال التي حفرت في وجدان الجمهور العربي.
وشاء القدر أن يتزامن رحيل جورج سيدهم مع اليوم العالمى للمسرح، الذي أغلق كل أبوابه في العالم أمام محبيه بسبب أزمة كورونا التي يمر بها العالم أجمع تلك الأيام، وكأن سيدهم يأبى أن يعيش لليوم الذي يرى فيه خشبة "أبو الفنون" خالية من ممثليها.
بدايته
بدأ جورج سيدهم حياته الفنية كأحد أعضاء فرقة ثلاثي أضواء المسرح بالاشتراك مع الضيف أحمد وسمير غانم، ولعب الأدوار الكوميدية بالإضافة إلى تميزه وإجادته أداء الأدوار النسائية الساخرة، لكن هناك حكايات وأسرار في مسيرة جورج سيدهم غالبتها فكاهية.
أول ظهور سينمائي
وكان أول ظهور لجورج سيدهم على شاشة التليفزيون في فقرة تمثيلية بعنوان "دش بارد" في سنة 1961، وقتما كان يعمل مهندسا زراعيا في منطقة "أبيس" قرب الإسكندرية، وبعد نجاح "دش بارد"، تلقى جورج مكالمة من التليفزيون المصري من أجل تقديم فقرة أخرى بعنوان "الشحاتين حول العالم" في برنامج اسمه "مع الناس" من تقديم فؤاد منيب.
ولكن هذه المرة مع رفيق مشواره سمير غانم، وحققت الفقرة نجاحًا مدويًا، وكانت السبب في شهرتهما، وانطلاقهما نحو تأسيس فرقة ثلاثي أضواء المسرح جورج سيدهم وسمير غانم والضيف أحمد.
باشمهندس زراعي
ولكن تصادف أنه وقت إذاعة الفقرة، كان رئيس جورج سيدهم في وزارة الزراعة يشاهده بالتليفزيون، وفي اليوم التالي فوجئ جورج بتعنيفه له بشدة، حيث يتذكر جورج الموقف: "نزل فيّ تقطيم وتسبيخ وتوبيخ، ومش عيب يا باشمنهدس تبقى باشمهندس زراعي قد الدنيا وتطلع تقف تترقص وتهز وسطك قدام الناس، وتقول دكتور الحقني وبتاع وكلام فاضي زي ده، ده كلام لا يليق.. كرامة المهنة.. إحنا مهندسين مش عوالم، أنت متخرج من كلية الزراعة ولا من شارع محمد علي؟ أنت بتشتغل في وزارة الزراعة ولا عند زينب عصفور!"، ونزل في طاخ طيخ طوخ، رحت محموق وزعلان ومتنرفز وكاتب استقالتي وحاططها قدامه ومشيت وما رجعتش الشغل بعد كده تاني، ومن يومها وأنا فنان بس، والحمد لله على كده".
جورج سيدهم في عالم البيزنس
في سنة 1987 قرر جورج سيدهم اقتحام عالم "البيزنس" من خلال الباب الذي يهواه ويجيده وهو الطعام، فافتتح مطعما للمأكولات الشرقية أداره بنفسه وقام بطهي بعض وجباته، ولرغبته الشديدة في الجمع بين الفن والطعام فقد أطلق أسماء مسرحياته وأدواره الشهيرة على أنواع الأكلات التي يقدمها المطعم، وكانت النتيجة أن قائمة الطعام في مطعمه كالتالي، " كباب دكتور الحقني وكفتة أهلا يا دكتور وورقة لحمة طبيخ الملائكة وميني مشوي حواديت".
وعلل جورج سيدهم لجوئه إلى فكرة إنشاء المطعم لسببين في تصريحات صحفية سابقة: "أولهما أن مسرحي تعرض لحريق في أحداث الشغب في 26 فبراير 1986 بكامل محتوياته، فوجدت نفسي عاطلا، وكان لابد لي من العمل، وأنا لا أجيد شيئا في حياتي إلا التمثيل والطهي، لذلك قررت إنشاء مطعم يمكنني من خلاله أن أعمل وأربح وأرضي هوايتي الثانية في الطهي، وكنت أقوم بنفسي بإعداد معظم الأطعمة التي أقدمها على موائدي العامرة في مطعمي، وترجع مهارتي في الطهي إلى أنني أعزب اعتمدت على نفسي في إعداد الأصناف المختلفة التي أتفنن فيها حتى وصلت إلى درجة عالية من الإجادة تحسدني عليها أي ست بيت متفرغة، أما السبب الثاني فهو لأني أعشق الأكل جدا، وكان هذا هو سبب إجادتي لطهي الأصناف المختلفة".