هزيمة كورونا تقترب في الصين.. ووهان دون إصابات 5 أيام متتالية
الثلاثاء، 24 مارس 2020 12:25 م
يبدو أن فيروس كورونا كما ظهر في الصين بمقدمة الدول سيخرج منها سريعا، حيث أن معدلات الشفاء زادت فى البلاد بشكل واضح فى الوقت الذى انخفضت فيه معدلات الإصابة بالفيروس في المدن الصينية بشكل كبير، وصل إلى حد تسجيل صفر إصابات لعدة أيام متتالية خاصة في مدينة ووهان الصينية بؤرة انتشار الفيروس المستجد، وخلال الساعات الماضية خرج 72 ألف و244 شخصا من المستشفيات فى الصين، بعد تعافيهم من فيروس كورونا، وهو إجمالى المتعافين الذين تماثلوا للشفاء.
ووهان لم تسجل حالات
من جانبه قال مي فنج المسؤول بلجنة الصحة الصينية إن ووهان، مركز تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، لم تسجل حالات إصابة جديدة مؤكدة أمس، وهو خامس يوم على التوالي.
وبحسب وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" قال "فنج" إنه لم يتم تسجيل حالات مؤكدة أو مشتبه بها جديدة في مدينة ووهان، حاضرة مقاطعة هوبي الأكثر تضررا من المرض، لمدة خمسة أيام على التوالي.
صفر عدد الحالات بكورونا
وأعلنت اللجنة الوطنية للصحة فى الصين ، عدم تسجيل أى إصابة محلية جديدة محلية بفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، وأنها تلقت تقارير عن 9 وفيات و39 حالة إصابة جديدة جميعها حالات وافدة من الخارج، ما رفع العدد الإجمالي المسجل في الصين إلى 3273 وفاة و81272 إصابة حتى نهاية يوم أمس.
وذكرت اللجنة –في تقريرها اليومى- أن جميع الوفيات تم تسجيلها في مقاطعة "هوبى" بوسط الصين، وأن الحالات الوافدة من الخارج تم تسجيلها بواقع: 10 حالات في كل من بكين وشنغهاى، و6 حالات في كل من مقاطعتي فوجيان وقوانغدونج، وحالتان في كل من مقاطعتي شاندونج وقانسو، وحالة واحدة في كل من تشجيانج وخنان وبلدية تشونجتشينج ما رفع إجمالي الحالات الوافدة المسجلة إلى 353 حالة حتى نهاية أمس.
ذكرت لجنة الصحة الوطنية أنه لم يتم الإبلاغ عن حالات إصابة جديدة محلية بالمرض الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في البر الرئيسي الصيني يوم الأحد، وتلقت اللجنة تقارير عن تسجيل 39 حالة إصابة مؤكدة جديدة بكوفيد-19 في البر الرئيسي الصيني يوم الأحد، وكانت جميعها حالات وافدة من الخارج.
من بين الحالات الـ39 الوافدة الجديدة، تم تسجيل 10 حالات في كل من بكين وشانغهاى على التوالي، و6 حالات في كل من مقاطعتي فوجيان وقوانغدونج على التوالي، وحالتين في كل من مقاطعتي شاندونج وقانسو على التوالي، وحالة واحدة في كل من تشجيانج وخنان وبلدية تشونغتشينج على التوالي. وتم الإبلاغ عن 353 حالة وافدة من الخارج حتى نهاية يوم الأحد، وفقا للجنة.
وفي يوم الأحد، تم الإبلاغ عن 9 حالات وفاة و47 حالة جديدة مشتبه بها في البر الرئيسي الصيني، حيث سجلت جميع الوفيات في مقاطعة هوبي، وخرج 459 شخصا من المستشفى بعد شفائهم يوم الأحد، بينما انخفض عدد الحالات الخطيرة بواقع 96 إلى 1749 حالة، ووصل إجمالي حالات الإصابة المؤكدة في البر الرئيسي الصيني إلى 81093 حالة بنهاية يوم الأحد، من بينهم 5120 مريضا مازالوا يتلقون العلاج و72703 مرضى غادروا المستشفى بعد شفائهم، وتوفي 3270 شخصا بسبب المرض، وقالت اللجنة إنه لايزال هناك 136 شخصا يشتبه في إصابتهم بالفيروس.
وأضافت اللجنة أن 10701 شخص كانوا على اتصال وثيق بالمصابين ما زالوا تحت المراقبة الطبية. وفي يوم الأحد، خرج 661 شخصا من المراقبة الطبية.
وبنهاية يوم الأحد، تم الإبلاغ عن 317 حالة إصابة مؤكدة من بينها 4 حالات وفاة في منطقة هونج كونج الإدارية الخاصة، و21 حالة مؤكدة في منطقة ماكاو الإدارية الخاصة، و169 حالة في تايوان بما في ذلك حالتا وفاة، وخرج ما مجموعه 100 مريض في هونج كونج و10 في ماكاو و28 في تايوان من المستشفى بعد شفائهم.
من جانبها كشفت شبكة سكاى نيوز الإخبارية، الطرق التي اتخذها الصين لتقليل أعداد الإصابة بهذا الفيروس القاتل، مشيرة إلى أنه في مطلع فبراير الماضي، كانت أعداد المصابين بفيروس كورونا في الصين بمعدلات كبيرة، ولذلك عمدت الحكومة إلى إغلاق المدارس واعتماد الدورس عبر الإنترنت ولم تستأنف الدراسة حتى الآن، وكانت احتياجات السكان الغذائية في العاصمة الصينية تُسلم للمواطنين على أبواب منازلهم، فضلا عن الحجر المنزلي للقادمين من الخارج، وإلى جانب ذلك، أغلقت المصانع والمتاجر ووسائل النقل العام، كما تم إلغاء التجمعات والفعاليات، وعلاوة على ذلك تم فرض غرامات على يكسرون إجراءات العزل أو لا يرتدون الكمامة.
بدوره أوضح موقع العربية طريقة انتشار الفيروس من مقاطعة ووهان الصينية، لينتقل بعدها إلى باقى دول العالم،موضحا أنه تم فرض حظر السفر على ووهان في نهاية يناير فقط، وبدأت شركات الطيران في إلغاء الرحلات الجوية.و بحلول 31 يناير، عندما أعلنت الولايات المتحدة أنها ستمنع دخول المسافرين غير الأمريكيين القادمين من الصين، كانت الرحلات من ووهان متوقفة بالفعل وكان قد فات الأوان لأن تفشي الوباء واصل النمو بالفعل لينتشر في أكثر من 30 مدينة عبر 26 دولة، معظمها انتقل إليها العدوى عن طريق مسافرين قادمين من ووهان.
وقال موقع العربية، إن الصين، أعلنت أنها لم تُسجل أي إصابة "محلّية" بفيروس كورونا المستجد، لكن السلطات الصحية قالت في المقابل إنّها سجّلت 39 حالة "مستوردة".
وأوضح موقع العربية، أنه عندما بدأت الصين في اختبار المرضى وتعقبهم وعزلهم بشكل منهجي، انخفضت الحالات الجديدة هناك بشكل كبير، مما يدل على أنه من الممكن إبطاء الفيروس. أدت إجراءات مماثلة إلى إبطاء الانتشار في سنغافورة وهونج كونج وكوريا الجنوبية.
الصين لأمريكا: ترامب مٌقصر في أداء واجبه لكبح انتشار كورونا
انتقدت الصين أداء الرئيس الامريكى دونالد ترامب في مواجهة فيروس كورونا، وقالت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا":"مع تراجع الحالات الجديدة بكوفيد-19 في الصين، أصبحت أوروبا والولايات المتحدة مركزا لتفشي الوباء العالمي، لكن للأسف مع الجهود التي تبذلها الصين على مرأى ومسمع من العالم لاحتواء انتشار فيروس كورونا الجديد داخل وخارج حدودها، نرى هناك من يتعمد تشتيت الانتباه عن المهمة الأساسية والمتمثلة في إنقاذ الأرواح البشرية بالتورط في حروب كلامية لا طائل ولا نفع من وراءها بدلا من التعاون.
وأضافت الوكالة الصينية :"من هذا القبيل، لوحظ ثمة تغيير في لهجة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الصين من التقدير والإشادة بجهودها وشفافيتها في البداية إلى الاستخدام المتكرر لمصطلح "الفيروس الصيني" والإدعاء بتأخر الصين عن مشاركة البيانات المتعلقة بالفيروس مع بلاده.
وتابعت :"والجدير بالذكر أن سياسة التشهير وإلقام اللوم من جانب السياسيين الأمريكيين ليست جديدة، لكن الملاحظ أن التغيير الأخير يأتي في وقت يزداد فيه الوضع المتعلق بكوفيد-19 تدهورا في الولايات المتحدة. ويرجع الخبراء ذلك لسببين: أولا، التستر والتغطية على فشل إجراءات الإدارة الامريكية في كبح الانتشار المستمر للفيروس حتى الآن.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تحتل المرتبة الثالثة في العالم من حيث عدد الحالات المؤكدة بعد إيطاليا. فهناك 35211 حالة مؤكدة حتى الآن في البلاد بزيادة 7729 حالة، فضلا عن 417 حالة وفاة، وفقا لأحدث البيانات.
ثانيا، محاولة التنفيس عن الضغط السياسي والاقتصادي بالقاء اللوم على الصين لدواع انتخابية. في لحظة أزمة، يريد ترامب بالتأكيد تكثيف شعبيته لجذب الناخبين. وقد لوحظ تأثر حياة الأمريكيين بشدة. واضطرت 8 ولايات الى اتخاذ أوامر بالبقاء في المنزل. وأُعلنت ولاية كاليفورنيا منطقة كارثة كبرى قبل ساعات قليلة بعد نيويورك وولاية واشنطن. وشهدت أسواق الأسهم الأمريكية انهيارات أربع مرات خلال 10 أيام. وبات الانكماش الاقتصادي شبه محتوم.
وقالت :"إن انتشار كوفيد-19 وضع الأنظمة السياسية للبلدان وقدرتها على الحوكمة أمام اختبار حقيقي. ولاشك أن الصين أثبتت بما حققته من تقدم كبير حتى الآن في مواجهة الفيروس سلامة نظامها السياسى، فقد سيطرت الصين بشكل عام على الوضع بغض النظر عن الاستجابة الأولية المتأخرة إلى حد ما. وقامت بتعبئة جميع الموارد اللازمة لمكافحة الوباء. وأقدمت على اتخاذ إجراءات غير مسبوقة حظيت بإشادة منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي.
وفي خضم ذلك، لم تنس أيضا مسؤوليتها الخارجية، فقدمت مساعدات وأرسلت خبراء إلى دول كثيرة متضررة، وأنشأت آليات للوقاية والسيطرة مع دول، وأكدت استعدادها دوما للتنسيق والتعاون. ولم تتوان عن تقاسم البيانات عن الفيروس منذ الوهلة الأولى بشهادة منظمة الصحة العالمية.
الأكيد أن الصين لا تتوقع قيام الدول الأخرى بنسخ تجربتها في ضوء الاختلافات في الأنظمة السياسية والاجتماعية السائدة. فتجربة الصين جاءت بثمن باهظ، والفرصة متاحة للاستفادة من الجزء المفيد منها. لكن الصين تتوقع من العالم أن يدع الحقائق تتحدث.
وبشأن مسألة منشأ الفيروس قالت أن ذلك يجب أن يكون ذلك عمل العلماء، ولا يجب لأي أسباب سياسية أو اقتصادية مثل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية أن تدفع السياسيين للتدخل في شؤون العلماء.
وفي أحدث تطور في هذا الصدد، قال أطباء ايطاليون أنهم رأوا حالات التهاب رئوي غريبة في وقت مبكر من شهر نوفمبر، مما قد يعني أن الفيروس انتشر في أجزاء من إيطاليا قبل أن يصبح الأطباء على دراية بانتشار كوفيد-19 في الصين، حسبما أفادت تقارير إعلامية أمريكية نقلا عن ورقة بحثية نشرت في مجلة ((لانسيت)) الطبية المحترمة عن أزمة كورونا الجديد في إيطاليا للمؤلف جوزيبي ريموتزي.
وبغض النظر عن كيفية الخداع ودواعيه، فإن التقصير في اداء الواجب والبطء الشديد في اجراءات إدارة ترامب لكبح انتشار الفيروس واضح. والأدلة التي تبين ذلك كثيرة ولا تخفى على أحد.
وفي مقال رأي لاذع في صحيفة ((نيويورك تايمز)) يو، وصف الاقتصادي الشهير بول كروجمان الحائز على جائزة نوبل تفشي فيروس كورونا الجديد بأنه "جائحة ترامب"، وجادل بأنه في حين أن الفيروس لم ينشأ في الولايات المتحدة، إلا أن "الرد الأمريكي على التهديد كان بطيئا وغير كاف بشكل مأساوي.
إن ضحية الفيروس هي البشرية. ولاحتواء كورونا الجديد وإنقاذ حياة الناس، تحتاج الحكومات إلى دفع تكاليف اقتصادية باهظة ويحتاج الناس للتضحية ببعض مصالحهم الشخصية والتعاون بنشاط. ويحتاج البعض أن يعلموا أن مواجهة الصين بدلا من التعاون معها في هذه الفترة الحاسمة للغاية من شأنه أن يتسبب لهم في صعوبات سياسية متزايدة.