"حيثيات جنايات القاهرة" تكشف كيف تكون تنظيم بيت المقدس الإرهابي؟
الثلاثاء، 24 مارس 2020 12:00 م
سطرت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بطره، برئاسة المستشار حسن فريد وعضوية المستشارين خالد حماد وباهر بهاء الدين، كلمة النهاية فى محاكمة المتهمين بـ"أنصار بيت المقدس"، بعد إيداع حيثيات حكمها القاضي بالإعدام شنقا للإرهابى هشام عشماوى و36 آخرين، وأحكام ما بين المؤبد والمشدد لـ 157 متهما بتهمة ارتكاب 54 جريمة، تضمنت اغتيالات لضباط شرطة، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، وتفجيرات طالت منشآت أمنية عديدة.
وتناولت الحيثيات أقوال مجرى التحريات، والتى كشف فيها عن كيفية تكوين التنظيم الإرهابي على يد مؤسسه توفيق فريج، وكيفية اعتناق التنظيم لفكر القاعدة وتوفير الدعم المادي لتنفيذ العمليات العدائية.
وقال مجرى التحريات إنه وردت إليه معلومات أكدتها تحرياته مفادها تأسيس جماعة إرهابية، على خلاف أحكام القانون، مرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي أُطلِقَ عليها جماعةُ أنصارِ بيت المقدسِ، والتي تعتنق الأفكار التكفيرية المتطرفة القائمة على تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه بدعوى عدم تطبيقه الشريعة الإسلامية وتتولى تنفيذ أعمال عدائية ضد أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة واستباحة دماء المسيحيين ودور عبادتهم واستحلال أموالهم وممتلكاتهم، واستهداف المنشآت العامة والمجرى الملاحي لقناةِ السويسِ والسفنِ المارة به، بغرض إسقاط الدولة وتولى زعامتها المتهم الأول توفيق محمد فريج زيادة واضطلع إبَّان تأسيسها بالتواصلِ مع تنظيم القاعدة بالخارج لمبايعةِ زعيمه أيمن الظواهري، والتواصلِ مع ألوية الناصرِ صلاح الدين الفلسطينية، بقطاع غزة، لمد الجماعة بدعمٍ مالي وعسكري ولوجيستي للقيام بعمليات عدائية بالبلاد- مستغلاً الأوضاع الأمنية في أعقاب يناير 2011.
وتابع: أسس المتهم الأول هيكلاً تنظيمياً للتنظيم لقائماً على إنشاء خلايا عنقودية تعمل كل منها بمعزل عن الأخرى، تلافياً للرصد الأمني، وتولى ضم عناصر للجماعة من معتنقي ذات الأفكار من الهاربين من السجون إبَّان يناير 2011 وممن تلقوا تدريبات عسكرية على يد عناصر تنظيم القاعدة بالخارج وآخرين تم استقطابهم، وأعد لأعضائها برنامجاً ارتكن لثلاثة محاور أولها فكري يقوم على عقد عدة لقاءات تنظيمية بصفة دورية يتم خلالها تدارس الأفكار والتوجهات التكفيرية ومطالعة المواقع الجهادية على شبكة المعلومات الدولية ودراسة كتيبات فقه الجهاد، والثاني محور حركي تمثل في دراسة أساليب رفع المنشآت وكشف المراقبة وكيفية التخفي باتخاذ أعضاء الجماعة لأسماء حركية والتسمي بها فيما بينهم وإسقاط لحاهم واستخراج بطاقات شخصية جديدة وقطع صلتهم بمحيطيهم وتغيير أرقام هواتفهم النقالة واستخدام أخرى جديدة وعدم الصلاة في مساجد بعينها، والثالث عسكري حيث انشأ معسكرات بسيناء والإسماعيلية لإعداد عناصر الجماعة بدنياً وعسكرياً تعقد فيها دورات عسـكرية لتأهيلهم بدنيـاً ورفـع قدراتهــم القتالية بتدريبهــم علــى كيفيـة، استخدام الأسلحة النارية وحرب المدن والشوارع وإعداد وتصنيع العبوات، المفرقعة وكيفية استخدامها، تمهيداً لتنفيذ عمليات إرهابية بالبلاد.
وأشار : استعان مؤسس التنظيم لتحقيق أغراض الجماعة العدائية بقياديي تلك الجماعة المتهم الثانـي محمد علي عفيفي، الذي كُلفه بتولي مسئولية تأسيس خلايا الجماعة خارج نطاق سيناء ومدن القناة وإدارتها والإشراف عليها، بـمعاونة المتهـم الثالث محمد بكري هارون والمتوفى محمد السيد منصور حسن إبراهيم الطوخي، كما أصدر تكليفات للمتهم الرابع محمد أحمد نصر محمد بتأسيس خلية أخرى منبثقة عن الجماعة أُطلق عليها كتائب الفرقان، بمعاونة المتهمُ الخامس هاني مصطفى أمين عامر محمود ، كما كُلف المتهم السادس وائل محمد عبد السلام عبد الله شامية بتولي مسئولية تدريب أعضاء الجماعة وتأهيلهم بدنياً، وأُسند للمتهمِ السابع سلمي سلامة سليم سليمان عامر مسئولية التسليح والدعم اللوجيستي لها، وعُهِد للمتهمِ الثامن محمد خليل عبد الغني عبد الهادي النخلاوي بتولي مسئولية الجانب الفكــري لها، وتولى المتهمان التاسع هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم والعاشر عماد الدين أحمد محمود عبد الحميد مسئولية التدريب العسكري لأعضائها.
وتابعت التحريات: نفاذاً لمـا أصدره المتهـم الأول مـن تكليفات للمتهـم، الثاني بتأسيس خلايا بعدد من المحافظات، استعان الأخير بالمتهم الثالث والمتوفى محمد السيد منصور حسن وتمكنوا من إنشاء عدة خلايا عنقودية أولُها خلية بالقاهرة الكبرى "المنطقة المركزية" وجمعت محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، والثانية بمحافظة الإسماعيلية، الثالثة بمحافظة الدقهلية، والرابعة بكفر الشيخ، والخامسة بالشرقية، والسادسة ببنى سويف، والسابعة بالفيوم، بالإضافة لإصدار مؤسس التنظيم للمتهم الثانى بتكوين مجموعات نوعية من عناصر الخلايا بالمحافظات وغيرها تضطلع بمهامٍ خاصةٍ محددة لتحقيق أغراض الجماعة وأهدافها وتمويل جانب من عملياتها العدائية، وتعمل تحت إشراف الأخير والمتهم الثالث والمتوفى محمد السيد منصور، ونفاذاً لذلك شكلوا عدة مجموعات نوعية من عناصر الجماعة، أولها مجموعة التنفيذ وتولى مسئوليتها المتهم أشرف علي علي حسانين الغرابلي وضمت عدداً من أعضاء الجماعة ممن تلقوا دورات بدنية وعسكرية ومن ذوي الخبرة في استخدام الأسلحة النارية والمفرقعات وحرب المدن والشوارع، وضمت المتهمين من الثاني عشر حتى الثلاثين ، والسادس والسبعين وآخرين، واضطلعت تلك المجموعة بتنفيذ العديد من العمليات العدائية التي كُلفت بها من قيادات الجماعة والتي تستهدف أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما والمنشآت العامة والحيوية، والمسيحيين وأموالهم وممتلكاتهم بغرض نشر الفوضى بالبلاد، فضلاً عن ما يُكلف به أعضائها من مهام نوعية أخرى.
واستكمل: الثانية هي مجموعة الرصـد والتتبع وجمـع المعلومـات وتولـى المتهـم، واضطلعت تلك المجموعة برصد أفرادِ القوات المسلحة والشرطة والقضاة وعدد من السياسيين والإعلاميين وتحديد طرق سيرهم وبياناتهم وتوفير صور لهم علاوة على رصد المنشآت الهامة والحيوية وتوفير خرائط وصور لها تمهيداً لتنفيذ عملياتهم العدائية، الثالثة مجموعة الإعداد والتجهيز - اللجنة الهندسية - والتي شُكلت من عناصر مؤهلة عسكرياً ومدربة فنياً تلقى أعضاؤها دورات عديدة لتصنيع المفرقعات، واضطلـعت تلك المجمـوعـة بإعـداد وتجـهيز الـعبوات المـفرقعة، ودوائرها الكهربائية والإلكترونية وتفخيخ السيارات، والرابعة مجموعة تدبير الإيواء والإقامة والهروب ونقل الأسلحة واضطلعت تلك المجموعة بتوفير مقرات لإيواء عناصر الجماعة عقب تنفيذ عملياتهم الإرهابية وكذا الهاربين من الملاحقات الأمنية، وتوفير مخازن للأسلحة والمفرقعات ووسائل النقل المستخدمة في تحركات أعضاء الجماعة، وتأمين تحركاتهم بعيداً عن الرصد الأمني، والخامسة مجموعة توفير الدعم اللوجيستي والمعاونة واضطلعت تلك المجموعة بتوفير الأدوات والأجهزة اللازمة لتنفيذ ما يكلف به أعضاء الجماعة من رصد وتتبع وتصوير، والسادسة مجموعة الإعلام - اللجنة الإعلامية، واضطلعت تلك المجموعة بصياغة وبث ما يصدر عن الجماعة من بيانات بشأن ما نفذته من عمليات عدائية، وكذا ما يتعلق بتصوير اجتماعاتها والتدريبات العسكرية لأعضائها، وبياناتها التحريضية ضد القوات المسلحة والشرطة، علاوة على إنشاء مواقع إلكترونية خاصة بالجماعة على شبكة المعلومات الدولية وبث تلك المواد عليها والتواصل إلكترونياً مع الجماعات الإرهابية خارج البلاد وعلى رأسها تنظيم القاعدة، وأخيرا مجموعة الاستقطاب واضطلعت تلك المجموعة بداية باستقطاب عدد من عناصر الجماعة للاستفادة من خبراتهم العسكرية والتنظيمية.
وكشفت التحريات أن المتهم الأول مكلف المتهم الرابع بتأسيس خلية كتائب الفرقان استعان الأخير بالمتهم الخامس وتمكنا من إنشاء عدد من الخلايا العنقودية لها ، وأعدا لعناصرها ذات البرنامج الفكري والحركي والعسكري فضلاً عن إيفاد عدد منهم لقطاع غزة للالتحاق بمعسكرات كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وتلقيهم تدريبات عسكرية بها علاوة على تلقيهم دورات فكرية بمدينة العريش، وشكلا مجلساً لشورى الخلية بزعامة المتهم الرابع وضم المتهمين من السادس والأربعين بعد المائة حتى الثامن والأربعين بعد المائة، وضمت 4 خلايا فرعية بالإسماعيلية والعريس والمعادى والجيزة.
وأكد مجرى التحريات إن أنصار بيت المقدس اعتمدت في تحقيق أغراضها على ما أمدها به المتهمون من الأول حتى السابع ، والحادي والثلاثون إبراهيم صبحي فرحات حلمي ، والثالث والثلاثون عمر رفاعي سرور جمعة، والسابع والسبعون عمرو محمد مرسي سيد، والثالث والعشرون بعد المائة إبراهيم عبد الرحمن السيد عوض من أسلحة وذخائر وأموال ومهمات وأدوات، فضلا عن ما وفره المتهم 86 عويض سلامة عايد حميد عويضة للجماعة من أماكن ومقرات لإيواء أعضائها ووسائل لإعاشتهم، وما أمدها به المتهمان رقما 92 و109 من مبالغ مالية، وما وفره المتهم 118 بطاقات هوية مزورة وما دبره المتهم 119 من مواد تستخدم لتصنيع المفرقعات وما امدهم به المتهم 183 من أموال وأسلحة، علاوة على لجنةٍ شُكلت بتكليف من المتهم الأول ويترأسها المتهـم الثانـي وعـاونه فيهـا المتهـم الثالث لتوفير الدعم المادي اللازم لتدبير الأسلحة والمواد المفرقعـة المستخدمـة في ارتكاب العديد من العمليات العدائية المخطط لها.
واستكمل : أمد المتهمون، أشرف عبد الفتاح محمد حامد، محمد بحيري درويش مكي، محمد أحمد العدوي شلباية، محمد أحمد محمود خليل، أحمد محمد صبحي فرحات، إبراهيم علي إبراهيم الغرباوي، محمد السيد السيد حجازي بالأموال اللازمة لتحقيق تلك الأغراض، كما اضطلع الأخير والمتهمان محمد عبد السميع حميدة عبد ربه، خالد علي أحمد علي بإمدادها بأسلحة وذخائر وموادٍ مفرقعة تم تهريبها من دولة ليبيا.
كما اعتمدت الجماعة في تنفيذ عملياتها العدائية ضد أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما على ما يمدها بها المتهمون تامر مصطفى رجب محمد، تامر أحمد عصمت العزيري، عبد الرازق محمود عبد الحميد محمد، عبد الرحمن أحمد عبد الرحمن عثمان، محمد رمضان محمد طنطاوي من معلومات وبيانات عن بعض ضباط الشرطة وخاصة ضباط قطاع الأمن الوطني وتحديد طرق سيرهم، وكذا ما أمدها به المتهم محمد محمد عويس من أرقام سيارات بعض ضباط الشرطة وصور شخصية لهم، واستعان به المتهم الثاني في إخفاء أسلحة نارية، وما أمدها به المتهم يوسف سليمان محمد عبد الله من معلومات عن القوات بسيناء، وما أمدها به المتهم أحمد أبو سريع محمد حسنين من معلومات عن خط سير وزير الدفاع - حينها - وعن أقسام الشرطة ومناطق التجنيد ، وما أمدها به المتهم محمد فتحي عبد الفتاح محمود من أجهزة تنصت وتشويش على الإشارات اللاسلكية، كما شارك المتهمون من الثاني والتسعين بعد المائة حتى الثامن والتسعين بعد المائة في تلك الجماعة حيث وفروا مآو ووسائل لاجتماع وتعيش أعضائها، اضطلاع قيادات تلك الجماعة بإعداد وتجهيز بعض المقرات التنظيمية، والمخازن لإخفاء الأسلحة النارية والذخائر والمواد المفرقعة ، ومقارٍ لإعدادها وتجهيزها منها مزرعة خاصة بالمتهم الأول كائنة بطريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوي على مقربة من مدخل مدينة الإسماعيلية واتخذها مقراً لإقامته وعقد لقاءاته التنظيمية وترسيخ أفكار أعضاء الجماعة وإيواء الهاربين منهم وتخزين الأسلحة وإعداد المفرقعات التي يستخدمونها في عملياتهم العدائية وتدريبهم على تلك العمليات تدريباً ميدانياً ووحدات آخرى.
واستكمل مجرى التحريات : في إطار إعداد عناصر الجماعة عسكرياً ، وعلى إثر تكليفات أصدرها المتهم الأول للمتهميْن الثاني والثالث والمتوفى محمد السيد منصور بإيفاد بعض عناصر الجماعة لحقل القتال الدائر بدولة سوريا، دفعوا بالمتهمين الرابع عشر ، والثالث والعشرين ، والثاني والثلاثين، والثمانين بعد المائة للسفر هناك والانضمام للجماعات الإرهابية والميليشيات العسكرية بها لاكتساب خبرات ميدانية وعسكرية وتلقي دورات تدريبية متخصصة على فنون قتال المدن والشوارع والرماية واستخدام الأسلحة بمختلف أنواعها وطرق إعداد العبوات المتفجرة، بغرض تأهيلهم لتولي تنفيذ مخططات الجماعة عقب عودتهم للبلاد، كما تم الدفع ببعض عناصر خلية كتائب الفرقان لتلقي تدريبات عسكرية بقطاع غزة بمعرفة عناصر من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وأشار مجرى التحريات أن مؤسس التنظيم انتقى عدداً من عناصر الجماعة لتنفيذ عمليات انتحارية تستهدف منشآت حيوية بالبلاد، عقب تأهيلهم نفسياً وفكرياً، كما استعان بعناصر من الجماعة لنقل التكليفات الصادرة منه ولتكون حلقة واصلة بينه وبين خلاياها، فـي إطار تنفـيذ مخطط الجمـاعـة الهـادف، ومن العمليات التى نفذوها واقعة قتل محمـد مبروك، وضرب نقطه النزة ،وواقعة قتل مرتادي كنيسة العذراء والملاك ميخائيل بمنطقة الوراق، وواقعة استهداف نقطة شرطة النزهة الجديدة بتاريخ 30/8/2013، وواقعة قتل فرد شرطة بكمين الباسوس بالطريق الدائري، والشروع فى قتل وزير الداخلية، وقتل العميد طه زكى، وتفجير مديريه امن القاهرة، واستهداف سيارة شرطة بالإسماعيلية، واستهداف سيارة نقل أموال بالإسماعيلية، وقتل أفراد شرطة بمكين المنصورة، وتفجير مبنى مديرية أمن الدقهلية وذكر مجرى التحريات العديد من الجرائم التى أرتكبها المتهمين والى تجاوزت الـ 54 عملية إرهابية.