لماذا تفشل دوريات تركيا وروسيا المشتركة فى إدلب بعد اتفاق موسكو؟
الإثنين، 23 مارس 2020 11:34 مكتب مايكل فارس
وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، اتفاق موسكو في 5 مارس الجاري، لوقف القتال فى إدلب السورية، بين الجماعات الإرهابية والقوات التركية من جهة وبين قوات النظام السوري من جهة أخرى، إضافة إلى الاتفاق على تسيير دوريات مشتركة على امتداد الطريق السريع “M4” الرابط بين حلب واللاذقية، إلا أن رفض مسلحي المعارضة وسكان إدلب حال دون إتمام الدورية الأولى المشتركة منتصف هذا الشهر، واجبرها على تقليص مسارها.
هيئة تحرير الشام الإرهابية، أعلنت رفضها التام لما تم التواصل إليه بين الرئيسان التركي والروسي في اتفاقية موسكو بشأن إدلب ودعت مسلحيها عبر بيان عنوانه "اتفاقية موسكو.. سرابٌ جديد"، إلى الاستمرار في خوض المعارك، ضد النظام والقوات الروسية، غير أنه يبدو أن حدثت تفاهمات بينها وبين القوات التركية، حيث أن عناصر هيئة تحرير الشام قامت الخميس الماضي بتأمين الطريق من أجل مرور المعدات والآليات التركية لإعادة فتح الطريق جزء من الطريق.
وحتى الاثنين، سيرت القوات التركية والروسية، دورية مشتركة هي الثانية من نوعها، على جزء من طريق M4 في استمرار لعجز الجانبان عن تسيير دورية مشتركة وفق المسار الذي حدده اتفاق موسكو، فيما قالت وزارة الدفاع التركية، قالت أن القوات التركية والروسية استكملت الدورية البرية الثانية على الطريق الدولي M4 لكنها لم تذكر مسار الدورية، أما وزارة الدفاع الروسية، قالت، إن الجانبين اضطرا إلى تقليص مسار الدورية بسبب مخاوف أمنية.
ومن داخل مدينة أدلب، كشفت مصادر ميدانية أن مسار الدورية التركية الروسية بدأ من أمام بلدة سراقب وحتي بلدة الترنبة الخاضعة لسيطرة جيش النظام السوري ذهابا وعودة، وهي الدورية المشتركة الثانية على طريق (M4 ) الدولي ولكنها أيضاً كانت مختصرة.
وجاءت الدورية المشتركة الثانية بعد دوريتين نفذتهما قوات تركية بشكل منفرد على طريق M4 بعد إزالة سواتر ترابية على الطريق وإقناع معتصمين ومسلحين من المعارضة بقبول طلبهم عدم دخول قوات روسية إلى الطريق الدولي في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، فيما يرى المعترضين على اتفاق موسكو أنه يحرمهم من العودة إلى المناطق التي نزحوا منها بسبب استمرار تواجد قوات الجيش الحكومي السوري بالمناطق التي وصلوا إليها، ويتيح للقوات الروسية التواجد في منطقة خارجة عن سيطرة الحكومة الروسية.
ويعد من أهم أسباب تعطيل الدوريات المشتركة، بحسب خبراء، هو ما قالته وزارة الدفاع الروسية عقب الدورية الأولى، بأنه ستم منح وقت إضافي للجانب التركي لاتخاذ إجراءات خاصة بتحييد التنظيمات الإرهابية، وضمان أمن الدوريات المشتركة على طريق M4، حيث أن الخلافات بين تركيا والجماعات المسلحة لازال قائما حول قبول وقف إطلاق النار على النقاط التي سيطر عليها النظام السوري، حيث يعتبرون ذلك خسارة للأرض التي سيطروا عليها، لذا قامت بعض الجماعات منهم باشتباكات متقطعة مع النظام السوري خلال الفترة الماضية.
ويخدم اتفاق موسكو الذي تم التوصل إليه في 5 مارس الجاري المكاسب الأخيرة التي حققتها القوات الحكومية السورية بينما لا تزال نقاط المراقبة التركية محاصرة، وانتزاع مساحات أرض جديدة من الجماعات الإرهابية، كما يخدم أيضا تركيا في وقف تدفق المهاجرين ومنع سقوط المزيد من القتلى من الجنود الأتراك.