مصر الكبيرة ورئيسها المؤتمن
الإثنين، 23 مارس 2020 09:47 م
جاء فى ختام كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى التى وجهها للأمة المصرية بالأمس، لتحمل معها وفى كل جوانبها كل معانى الطمأنينة والثقة فى المولى عز وجل، بأن يرفع عنا وعن مصرنا البلاء، كما جاءت فى توقيتها المهم، لكل المصريين دون تمييز لترفع من معنويات المصريين بعد طول انتظار وهم يتسألون لماذا لم يظهر الرئيس؟.
سؤال مشروع من كل المصريين، وهم على ثقة أن لديه القول الفصل فيما يعيشه الجميع من أزمة صعبة و"مجهولة" حتى الأن، فى كيفية علاجها وبشكل عاجل، وقد عاشتها أجيال بشرية سابقة منذ عقود طويلة بظهور أوبئة ك " الطاعون والكوليرا " طحنت فيها أجيالا وأجيال لم نسمع عنها من قبل لكن نقرأ عنها فقط، فما يتعرض له العالم اليوم أقل ما يوصف بأنها جائحة، وكما وصفها مدير عام منظمة الصحة العالمية إن تفشي فيروس كورونا قد وصل إلى "مرحلة حاسمة"، وأن هناك "احتمالات أن يتحول إلى "وباء شامل "، هى أزمات تعد الأولى لأجيال حالية وربما سابقة عنها لم تعشها من العالم وفى القلب منها شعب مصر.
كان فى ختام كلمتة التى ملؤها الإيمان والثقة فى المولى عز وجل، بقوله "هختم كلامى بدعاء للنبى محمد صلى الله عليه وسلم – اللهم أنت ربى لا إله الا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلى العظيم، أعلم أن الله على كل شىء قدير وأن الله قد أحاط بكل شىء علما اللهم أنى أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابه أنت أخذ بناصيتها إن ربى على صراط مستقيم "، ومثلما كانت كلماته وتعبيرات وجه واضحة تنطق صدقا وعملا ومطمئنا لتدخل فى كل قلوب المصريين حالة من الرضى فى إطلالته وبثقة فى عز تلك الأزمة، على خلاف كل من خرجوا من رؤساء العالم وبدت على البعض منهم حالة الارتباك، وكانت بمثابة الصدمة لهم عبر قرارات أشد رعبا وايلاما، ومنهم من طلب من الشعب أن يودع كل أحبابه وأقربائه فى رسائل خلت من كل معانى الإيمان بالمولى عز وبالرحمة الإنسانية.
الرئيس السيسى كان على خلاف الجميع يملوءه الأيمان والثقة بأن ما تم اتخاذه من قرارات حكومية وفى إطار منظومة متكاملة من العمل الوطنى المتواصل فى اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار ذلك الوباء، والسعى بكل الجهود من أجل انحساره عبر تنفيذ تلك الإجراءات، وليفاجأ الشعب المصرى أيضا بحزمة من القرارات ترفع الضغط العصبى والنفسى والمعاناة أيضا، فى الوقت ذاته عن كاهل المصريين.. قرارات أسعدت بحق العديد من شرائح المجتمع المصرى غير عابىء بالخسائر الاقتصادية، وأعلى فيها من قيمة ألإنسانية والمواطن المصرى، وعبرت فى الوقت ذاته وبشكل عملى حقوق الأنسان وقيمته فى المجتمع بقوله " شعبنا غالى عندنا أوى وعايز اقلكم انتم اتحملتم الفترة الماضية قرارات اقتصادية صعبة كانت ليها دور اننا صامدين دلوقتى ولما قلنا هنوفر 100 مليار جنيه لمواجهة الأزمة دى، الناس قالت هتجيبو منين، وهو احنا قليلين ولا اية، مصر كبيرة أوى واحنا تقدر".
ورغم حجم الأزمة المرعب التى تزلزل العالم أجمع، ونحن فى قلبها، فعلى كل المصريين كامل المسئولية بوصفهم لا قدر الله هم الوقود لتلك الأزمة بضرورة الالتزام الصارم بالبقاء فى بيوتهم حتى انقضاء تلك الغمة وذلك الابتلاء، وهو ما طلبه الرئيس السيسى من الشعب المصرى " اننا نستحمل 14 يوما ونستحمل ونفضل فى البيت "، وفى دعوة بعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى حفاظا على الجميع من الجميع وحتى نعبر تلك الأزمة بسلام ، وبرغم قناعتى أن ذلك الطلب غير كاف على الأطلاق خاصة مع طبيعة المصريين مما يقتضى وبحق ضرورة فرض حظر التجوال ومنعا للاختلاط الجماعى، والذى نشاهده جميعا فى العديد من المناطق والأحياء الشعبية فى العديد من المدن المصرية حتى يؤتى ما تم اتخاذه من قرارات ثماره بالخير على الأمة المصرية .