إجمالي إنتاج القطاع البيطري الحكومي في مصر للقاحات: 15 للحيوانات و27 للدواجن
الثلاثاء، 17 مارس 2020 05:00 مسامي بلتاجي
ترتكز الخطط والبرامج المختلفة لمقاومة الأمراض الوبائية في الدول العربية في الأساس على برامج التحسين ضد تلك الأمراض، بمعدل مرة أو مرتين في السنة، بهدف السيطرة عليها والحد من انتشارها.
وقد لوحظ اعتماد معظم الدول العربية على سياسات وبرامج التحصين كخط دفاع أول ورئيسي في التحكم والمكافحة ضد الأوبئة الحيوانية المختلفة؛ كما لوحظ أن مستوى التطبيق يتفاوت من دولة إلى أخرى، حسب تواجد وانتشار تلك الأمراض؛ وذلك بحسب دراسة المنظمة العربية للتنمية الزراعية في 2015، حول إنتاج واستخدام اللقاحات والأمصال البيطرية في الوطن العربي.
ووفقا للدراسة المشار إليها، فإن 3 دول فقط، هي: مصر، السودان، تونس؛ تطبق أغلبية البرامج الوقائية، مثل: برامج الإرشاد والتوعية، برامج المراقبة الحدودية، برنامج الإنذار المبكر، التشخيص المعملي السريع، برامج المسوحات المصلية والاستقصائية عن الأمراض المختلفة، مراقبة حركة الحيوانات داخليا، تطبيق برامج التحصين ومتابعتها للتعليم الحقلي، برامج التخلص الآمن والصحي من المخلفات الحيوانية، وتطبيق برامج للترقيم والتعويضات في حالة الكوارث؛ كما لوحظ التفاوت في تطبيق بعض البرامج بين كل من: الأردن، فلسطين، وسوريا؛ وبعض الدول تكتفي ببرامج التحصين الوقائية؛ حسبما ذكرت دراسة الأمراض الوبائية في الدول العربية.
وذكرت دراسة إنتاج واستخدام اللقاحات والأمصال البيطرية في الوطن العربي، أن نتائج الاستبيان الذي أجرته على الدول العربية، أكدت أن 7 دول عربية، تقوم بإنتاج اللقاحات البيطرية محليا، وهي دول: مصر، السودان، المغرب، سوريا، الأردن، السعودية والعراق؛ أما دول: تونس، قطر، الإمارات، سلطنة عمان، البحرين، اليمن، فلسطين ولبنان؛ لا توجد مختبرات بها لإنتاج اللقاحات البيطرية محليا.
في مصر، يتم إنتاج اللقاحات البيطرية في كل من: معهد بحوث إنتاج الأمصال واللقاحات البيطرية بالعباسية، التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والذي تم إنشاؤه في عام 1903، ويقوم بإنتاج العديد من اللقاحات البيطرية، تشمل الفصائل الحيوانية المختلفة؛ معهد المصل واللقاح (فاكسيرا)، التابع لوزارة الصحة، والذي تم إنشاؤه عام 1930، ويقوم بإنتاج عدد محدود من لقاحات حيوانات المزرعة، مثل لقاح الحمى القلاعية ولقاح حمى الوادي المتصدع.
إضافة لشركة الشرق الأوسط لإنتاج اللقاحات البيطرية (ميفاك)، والتي بدأ إنتاجها عام 2011، حيث تنتج حاليا العديد من اللقاحات البيطرية المثبطة لأمراض الدواجن، مثل: انفلونزا الطيور H5N1 وH9N1، ولقاح النيوكاسيل؛ بالإضافة إلى لقاحات الحمى القلاعية (الثلاثي، الثنائي والأحادي)؛ وذلك فضلا عن: معهد بحوث صحة الحيوان، والمعمل المركزي للرقابة على الإنتاج الداجني، التابعين لوزارة الزراعة واستصلاح الزراعة؛ المعمل المركزي للرقابة على المستحضرات البيولوجية.
ووفقا للدراسة ذاتها، فإن عدد اللقاحات البيطرية المنتجة في المعامل الوطنية بالقطاع الحكومي في مصر، 15 لقاحا لحيوانات المزرعة، و27 لقاحا للدواجن؛ في حين عدد لقاحات حيوانات المزرعة بالقطاع الخاص، لقاح واح، مقابل 9 لقاحات للدواجن.
وأشارت دراسة المنظمة العربية للتنمية الزراعية إلى أن عددا من الأمراض الحيوانية الوبائية المعدية تتجاوز أضرارها الحيوان لتصيب الإنسان، وتشكل خطرا على حياته، وتعرف تلك الأمراض بالأمراض المشتركة المنتقلة بين الإنسان والحيوان، ومن أمثلتها: انفلونزا الطيور شديدة الضراوة، حمى الوادي المتصدع، داء الكلب، البروسيلا، السل، الجمرة الخبيثة، السالمونيلا، جدري الإبل، الأكياس المائية، اللشماميا، إضافة إلى التوكسوبلازما.
وحول التقانات المستخدمة في إنتاج اللقاحات البيطرية على المستوى العالمي، تشير الدراسة إلى أنها شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، حيث تحولت تلك الصناعة من استخدام الطرق التقليدية إلى إنتاج العترات أو البذور الحية المستضعفة طبيعيا أو مختبريا إلى استخدام عترات أو بذور معالجة وراثيا؛ كذلك شمل هذا التطور المراحل المختلفة للإنتاج، مثل التعبئة والتجفيد؛ إضافة إلى استخدام بعض المواد المساعدة، مثل: الزيوت الحيوية والتي بدورها تساهم في تعظيم رد الفعل المناعي للقاحات المختلفة؛ وقد أسهمت تلك اللقاحات بصورة إيجابية في الحد من انتشار العديد من الأمراض الوبائية، بل ساهمت في القضاء الكلي على بعضها، كمرض الطاعون البقري.
ومن واقع إنتاج اللقاحات البيطرية في الوطن العربي، تشير دراسة إنتاج واستخدام اللقاحات والأمصال البيطرية في الطن العربي، إلى أنه بالرغم من الصعوبات الفنية والمادية والتحديات التي تواجه تلك الصناعة في الوطن العربي، فإن الاهتمام بها وضمان توطينها داخل المنطقة العربية، أعطى نتائج إيجابية على مستويات عديدة، من أبرزها: توفر اللقاحات في أوقات الحاجة إليها، وهو ما مكن من توفير مبالغ طائلة، كانت تنفق في استيراد مثل تلك اللقاحات، ومن آثاره الإيجابية الأخرى، رفع كفاءة الكوادر الفنية العربية العاملة، في مجالات إنتاج وتطوير اللقاحات البيطرية؛ وذلك بحسب الدراسة المشار إليها.