أكذوبة ثروة مبارك وعائلته 70 مليار دولار
وتاريخ تضليل "الجارديان" حول الشئون الدولة المصرية، بدأ من "التقارير المضروبة" عن ثروة الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك، ووصولًا إلى المحطة الأخيرة الآن بفبركة معلومات منقولة عن دراسة أجراها باحثون فى جامعة تورنتو بكندا عن إمكانية الانتشار العالمى لفيروس كورونا من الصين، والتى تشير إلى تقديرات غير علمية عن حجم الإصابات بالفيروس الوبائى فى مصر.
وفى هذا التقرير، رصد لأبرز الأكاذيب والشائعات التى استهدفت بها صحيفة الجارديان البريطانية، تشويه صورة مصر أمام العالم، بالاعتماد على تقارير ومعلومات غير موثوقة، وتتمثل أشهر سقطات "الجارديان" فى تقرير نشرته يوم 4 فبراير 2011، الذى زعمت فيه أن ثروة عائلة الرئيس الراحل مبارك، تقدر بحوالى 70 مليون دولار.
وأشار هذا التقرير الذى أثار ضجة فى العالم كله وليس مصر فقط، إلى أن مبارك يمتلك أرصدة فى البنوك البريطانية والسويسرية إلى جانب بعض الممتلكات الخاصة به فى الولايات المتحدة وبريطانيا، وكانت الصحيفة البريطانية قد أسندت تلك المعلومات إلى خبراء، تبين أنهم ليسوا أكثر من كاتب مغمور وأستاذ لسياسات الشرق الوسط بجامعة بريطانية، قد ألفا كتابًا عن مبارك.
ورغم ثبوت خطأ ما ورد بالتقرير حينها، إلا أن الصحيفة لم تعتذر عنه، واكتفى مدير تحرير الصحيفة بعد مرور شهرين من نشر التقرير، بأن قال "إنهم أخطأوا فى صياغته".
تقديرات مضللة عن أعداد المتظاهرين فى ثورة 30 يونيو 2013
فضيحة "الجارديان" الثانية، تمثلت فى تزوير الصحيفة البريطانية الحقائق حول ثورة 30 يونيو 2013 التى أطاحت بحكم الإخوان من مصر، حيث قللت تقارير "الجارديان" من أعداد المتظاهرين الذين طالبوا بعزل مرسى من الحكم، فبينما خرج ملايين المصريين لرفض حكم الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعة الإخوان الإرهابية، وصفت الصحيفة الثورة الشعبية بأنها "انقلاب".
فبركة تقارير عن ضعف المشاركة فى انتخابات الرئاسة عام 2014
واستمرت أكاذيب "الجارديان" مع الانتخابات الرئاسية التى أجريت فى مايو 2014، حيث تعمدت الصحيفة توجيه انتقادات حادة وتشويه للحقائق واصفة الانتخابات بالمعيبة، الأمر الذى اضطر المتحدث باسم الرئاسة – آنذاك - إلى الرد على ما أوردته الصحيفة فى افتتاحيتها، وقال إنها تعمدت تجاهل حقائق مهمة، ورغم قولها إن الانتخابات كانت معيبة، إلا أن مراقبى الانتخابات وبينهم بعثة الاتحاد الأوروبى توصلت إلى ما هو غير ذلك.
وقال السفير إيهاب بدوى – حينها - فى خطاب بعثه للصحيفة ردًا على ما نشرته، إن "الادعاء بأن الشعب المصرى فشل فى الحضور للتصويت غير حقيقى، حيث شارك 25 مليون ناخب فى اختيار رئيسهم فى ظل ارتفاع درجات الحرارة وتهديدات الإرهاب، ورغم أن التصويت تزامن مع ذكرى الإسراء والمعراج".
أدعت أن تونى بلير يعمل مستشارًا للرئيس السيسى
وعادت "الجارديان" بأكذوبة جديدة فى يوليو 2014، بعدما أدعت فى تقرير أن رئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير، وافق على تقديم المشورة للرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، كجزء من البرنامج الذى تموله دولة الإمارات العربية المتحدة، لكن حينها، نفى بلير مزاعم "الجارديان"، ووصفت متحدثة باسم بلير التقرير بأنه "سخيف".
وقالت المتحدثة باسم بلير: "تونى بلير ليس مستشارا رسميًا للسيسى"، مضيفة أن "بلير أوضح فقط أنه من المهم لمصر وللمنطقة وللعالم كله أن ينجح الرئيس الجديد وحكومته فى إصلاح مصر وقيادتها إلى مستقبل أفضل.. وليس لذلك علاقة بالفرص الاقتصادية"، وتابعت "ليس لتونى بلير ولا لأى من منظماته أى مصالح فى مصر".
زعمت تحذير السلطات المصرية للمحامية أمل علم الدين من الاعتقال فى مصر
ولم تكن تلك السقطة هى الأخيرة للجارديان، ففى يناير من العام 2015، واصلت الصحيفة البريطانية هوايتها فى نشر الأكاذيب، حيث شوهت تصريحات منسوبة للمحامية الحقوقية أمل علم الدين، زوجة الممثل العالمى جورج كلونى، تزعم فيها أن أمل علم الدين، تعرضت حينها لتهديدات من السلطات المصرية باحتمال تعرضها للاعتقال فى مصر.
لكن أمل علم الدين، كشفت فى مقال لها بصحيفة "هافنجتون بوست"، بعد نشر هذا التقرير على الجارديان، الذى نقلته عنه صحف عالمية أخرى، أن مراسل الجارديان بالقاهرة باتريك كينجسلى، قد شوه الأمر، وأنه ما قالته أن خبراء فى الشأن المصرى هم من حذروها وليس مسئولين مصريين، وأن الواقعة كانت قبل توليها الدفاع عن صحفى الجزيرة الكندى من أصل مصرى محمد فهمى، وقبل وصول الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى السلطة فى مصر.
تقارير وأرقام مفبركة عن السجون فى مصر
ويضاف لسلسلة أكاذيب "الجارديان" وحملتها الممنهجة ضد مصر، فضيحة أخرى بنشر تقارير مفبركة وغير منطقة عن أحوال السجون فى مصر، ففى يونيو من العام 2014، نشرت الصحيفة البريطانية، تقريرًا زعم فيه مراسلها بالقاهرة باتريك كينجسلى، وجود سجون سرية يتم فيها "تعذيب السياسيين"، وقال فى تقريره: "تم اعتقال الكثير من المصريين واختفوا دون معرفة شىء عنهم ووضعوا فى سجن معزول معصوبى الأعين ويعذبون بشكل روتينى بالضرب والصواعق الكهربائية وتعليقهم فى السقف بعد ربط أيديهم من أجل الإدلاء بمعلومات أو لحفظ اعترافاتهم".
وأضاف أن "مصر بها 16 ألف سجين سياسى فى سجن العزولى بمدينة الإسماعيلية من بينهم نحو 400 سجين لم يصدر ضدهم أحكام"، وهو الأمر الذى نفته القوات المسلحة – آنذاك - قائلة: "إن هذه المعلومات غير صحيحة شكلا وموضوعا ولا تستند إلى أى حقائق ملموسة".
واستكمالًا لتزوير الحقائق بشأن السجون المصرية، عادت "الجارديان"، بحملة جديدة للتشويه فى يناير من العام 2020، لتنشر تقريرًا جديدًا قالت فيه، إنه "بعد مرور 9 سنوات على الاحتجاجات الجماهيرية التى هزت البلاد وأسقطت حسنى مبارك، شكل التهديد بالسجن عقوبة حياة جيل من المصريين"، وزعمت أنه "يقدر احتجاز 60 ألف سجين سياسى فى السجن، فى حين أن خطر السجن يلوح حتى على غير السياسيين، من رجال الأعمال إلى الأطباء والمحامين والطلاب".
ادعاءات بخروج مظاهرات فى العام 2019
وفى سبتمبر من العام 2019، زعمت "الجارديان"، أيضًا، أن "مظاهرات جابت وسط القاهرة، ومدن الجمهورية، وأن قوات الأمن واجهتها، بإطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، غير أنهم بقوا بالشوارع"، واستندت الصحيفة البريطانية إلى معلومات مغلوطة، للترويج لتقارير سلبية عن مصر، خاصة فى القطاع الاقتصادى والسياسى، دون الاستناد إلى مصادر حقيقية.
وحينها، استنكرت لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة، ما نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، عن تظاهرات شهدها وسط القاهرة، وميادين أخرى بالمحافظات، وقال بشير العدل، مقرر اللجنة – آنذاك - إن صحيفة الجارديان البريطانية، رغم عراقتها، إلا أنها اعتادت، ومنذ أطاح المصريون، فى ثورة 30 يونيو 2013، بنظام جماعة الإخوان من سدة الحكم، على نشر الأكاذيب عن الأوضاع فى مصر، والتهويل منها، من أجل خدمة جماعات وقوى الشر، داخليًا وخارجيًا، التى تستهدف ضرب استقرار الدولة، وأمنها.
أرقام مزيفة عن عدد الإصابات بفيروس كورونا فى مصر
أما أخر محطات أكاذيب الجارديان، فكانت خلال شهر مارس الجارى، بفبركة الصحيفة البريطانية أرقامًا ومعلومات منقولة عن دراسة أجراها باحثون فى جامعة تورنتو بكندا، والتى زعمت من خلالها ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا فى مصر بواقع 19.310 حالة، معتمدة فى تقريرها على أرقام غير موثقة أو علمية، ولكنها مجرد تخمينات أصدرها أخصائيون فى الأمراض المعدية من جامعة تورنتو.
لكن تقرير "الجارديان" كذبه أحد المشاركين فى الدراسة، حيث حرص الباحث الكندى إيزاك بوجوش، على توضيح حقيقة الأرقام المتعلقة بالدراسة التى شارك فى إعدادها حول حجم انتشار فيروس كورونا فى العالم، والتى استغلتها الصحف العالمية لنشر الشائعات والأرقام المضللة بشأن حجم انتشار الفيروس فى مصر.
ونشر الباحث الكندى إيزاك بوجوش، 5 تغريدات مختلفة تناولت تقديرات الدراسة للأرقام المحتملة لحجم المصابين بالفيروس فى مصر، وحسب الدراسة التى اعتمدت على مزيج من بيانات الرحلات، وبيانات المسافرين، كما أكد الباحث أن هذه التقديرات مبالغ فيها.
وكتب بوجوش تغريدة تساءل فيها لماذا تم تداول الحد الأقصى المتوقع للإصابات دون الإشارة إلى أن التوقعات توضح أن هذه الأرقام مبالغ فيها، وأن حجم الإصابة قد يقترب من التقدير الأدنى المتوقع وهو 6 آلاف.
كما كتب الباحث الكندى، توضيحًا آخر، بعد الانتقادات الموجهة إلى الدراسة، "لم يقرأ الكثيرون التغريدة الرابعة ضمن 5 تغريدات مختلفة عن مصر، نعتقد أن التقدير مبالغ فيه وربما أقرب إلى 6 آلاف"، ونحن جميعا فى هذا الأمر نرسل حبنا ودعمنا لمصر، أتمنى للجميع الصحة والعافية