خبير: «كورونا» سيؤثر على أرباح البنوك لعجز الشركات عن السداد

يواجه العالم فيروس كورونا الخطير الذى كان له أثر بالغ على حركة السياحة والبورصات العالمية والعربية والتى حققت خسائر فادحة، وعلى حركة تدفق الأموال بين الدول، ما سيكون له أثر على البنوك نتيجة عجز الشركات على السداد.

 

وقال الدكتور هشام إبراهيم الخبير المصرفى وأستاذ التمويل بجامعة القاهرة، إن استمرار انتشار فيروس كورونا سيؤثر على البنوك بسبب عدم قدرة الشركات على سداد القروض، موضحا أن الاقتصاد العالمى يواجه خطرا بحسب تقارير دولية من حدوث انكماش بسبب فيروس كورونا، الذى أثر على حركة تدفق الأموال بين الدول وعلى تحرك العمالة وحركة السياحة وتعرض البورصات العالمية خسائر بلغت فى العديد من الأسواق 20% بجانب البورصات العربية التى حققت خسائر فادحة. 

 

وأكد الدكتور هشام إبراهيم، أن تأثر معدل النمو العالمى سيكون له تأثير سلبى على مصر والبنوك، لافتا إلى بيانات معهد التمويل الدولى أعلنت عن خروج 9.7 مليار دولار من أسهم الأسواق الناشئة فى فبراير الماضى، بسب انتشار فيروس كورونا.

 

وأضاف أستاذ التمويل بجامعة القاهرة، أن تباطؤ حركة التجارة العالمية سيكون له تأثير على إيرادات قناة السويس، خاصة أن مصر تستحوذ على 10% من حجم التجار العالمية، مشيرا إلى أن رجال الأعمال والشركات التى تستورد من الصين والتى يصل حجمها إلى 12 مليار دولار سنويا ستتأثر بالسلب، وما يكون له تأثير على البنوك لعدم قدرتهم على السداد، موضحا أن السياحة المصرية من القطاعات التى ستتأثر بشدة، التى كان متوقع لها تحقيق إيرادات تترواح مابين 13 إلى 14 مليار دولار، خاصة أن دول شرق آسيا من الدول المهمة للسياحة المصرية، ما يكون له انعكاس على شركات السياحة وعلى قدرتهم على الوفاء بالتزاماتهم للبنوك .

 

وتوقع إبراهيم أن تتجه البنوك إلى زيادة المخصصات المالية لمواجهة تعثر العملاء عن سداد القروض، فى ظل الانكماش المتوقع للاقتصاد العالمى وتباطؤ حركة التجارة والإنتاج والقيود المفروضة على عمليات السفر والسياحة، مؤكدا أن اتجاه البنوك لزيادة المخصصات ستؤثر سلبا بطبيعة الحال على الأرباح المتوقعة، متوقعا أن البنوك ستكون حذره فى منح قروض جديدة تخوفا من حدوث ركود اقتصادى. وقد خفض مجلس الاحتياطى الاتحادى الأمريكى (البنك المركزى) أسعار الفائدة يوم الثلاثاء الماضى بمقدار نصف نقطة مئوية إلى نطاق من 1.00% إلى 1.25% فى تحرك عاجل، نتيجة الخوف من دون حدوث ركود عالمى بسبب آثار فيروس كورونا.

 

وكشف البنك الدولى عن خطة طوارئ تبلغ قيمتها 12 مليار دولار لحماية الاقتصادات من أضرار الفيروس، وقال رئيس البنك الدولى ديفد مالباس إن المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولى، والتى تساعد البلدان الأشد فقرا فى العالم، قد تحصل على أموال إضافية فى الربع الثانى من عام 2020، إذا ما جرى تفعيل صندوق تمويل حالات الطوارئ الوبائية التابع للمؤسسة، وهو ما لم يحدث بعد.

 

وقالت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولى كريستالينا جورجيفا إن الصندوق سيتحرك بخطى سريعة جدا للبت فى طلبات لقروض دون فائدة أو بفائدة منخفضة من الدول التى تضررت من الانتشار السريع لفيروس كورونا.

 

وخفض بنك كندا معدل الفائدة بواقع 50 نقطة أساس إلى 1.25% ليكون معدل الفائدة على الإقراض والإيداع 1.5% و1.00% على الترتيب، مشيرا إلى أن فيروس كورونا يُعد صدمة سلبية كبيرة للنظرة المستقبلية للاقتصادين الكندى والعالمى، وتتحرك السلطات النقدية والمالية للاستجابة لتلك الصدمة.