وزير الأوقاف: هل أتاك حديث بيوت الله المكرمين؟
السبت، 14 مارس 2020 08:43 م
على مدار يومين، ضربت مصر حالة من الطقس السيء، انهمرت فيها أمطار، حد السيول، فجرفت بيوتا وأماتت أشخاص، إلا أن الدكتور محمد مختار جمعة، لم يلتفت لذلك، وأشاد بدور المحليات والأجهزة في تدارك الأزمات.
لا أحد ينكر دورهم! ولكن لماذا لم يصدر الدكتور جمعة قرارًا بفتح بيوت الله أمام عباد الله؟ الإجابة: أن الزمن توقف به عند بدايات توليه الحقيبة الوزارية في 17 يوليو 2013، حينما بدأت إرهاصات حربه على الإخوان، بقرارات أراها من وجهة نظري أضرت العباد والبلاد –لا داعي لذكرها الأن-، رغم الشوط الكبير الذي قطعه الوزير في حربه ضد التطرف، والتي أراه منتصرًا.
بعد 7 سنوات من الحرب الطاحنة التي يخوضها الدكتور جمعة، ألا يكفيه غلق المساجد بعد الصلوات، أليس من الأولى إعادة النظر في القرار الصادر بتاريخ 17 أغسطس 2013، بغلق المساجد بعد الصلاة مباشرة، من أجل الحفاظ على هيبة المساجد، وعدم استغلالها في أي أحداث سياسية لا تليق بمكانة المسجد.
ألم يعلم عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر الأسبق، كم الأدلة والآيات والأحاديث التي تحث على حق عابر / ابن السبيل، ألم يلتفت لتفسير قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل...)، واستثناءه من الممنوعين مؤقتا من الصلاة ودخول المسجد.
ألا يتذكر الوزير تعريف ابن السبيل، في كتب الفقه التي تدرس في الأزهر الشريف، أنه: المسافر المجتاز في بلد ليس معه شيء يستعين به على سفره وسمي بذلك نسبة إلى السبيل أي الطريق، وأنه من مستحقي الزكاة، إذا توافرت فيه شروط ألا يكون متسولًا ممتهنًا للتسول لديه مالًا ومسكنًا.
والله إنه أولى بزكاة المساجد، وأن تُفتح له الأبواب، بدلًا من غلقها بدعوى محاربة التطرف، كان من الأولى أن يؤذن موظفو المساجد في الناس: لكل مسافر انقطعت عليه الطرق، ولا يجد منزلًا ولا بيتا يأويه، فإن بيوت الله مفتوحة، ولكن ما حدث أن موظفي المساجد يخشون فتح المساجد، بسبب لجان الرقابة بالوزارة.
من قال إن بيوت الله ليست معدة لاستقبال الناس؟ّ! والله سبحانه وتعالى فتحها للجميع!.. الشيخ عاصم قبيصي، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، قال إنها ليست معدة إلا لشعائر الصلاة فقط.
الشيخ قبيصي، قال أيضًا إن الأوقاف لم تمنع استقبال المشردين أو العالقين للظروف المتعلقة بالكوارث الطبيعية وعوامل الطقس داخل المساجد مطلقًا، إلا أن الأمر يعد من قبيل العملية التنظيمية والتكامل وترتيب الأولويات بين الجهات المعنية في هذا الأمر (راجع لأمر الوزير).
في تصريحات قبيصي، أشار إلى أن المساجد معدة لإقامة شعائر الصلاة فقط، وهو ما أراه مخالفًا لصحيح الدين، وأقول له ولغيره: أعطني دليلًا واحدًا من القرآن الكريم والسنة، يقول إن مساجد الله للصلاة وفقط.
وكيل وزارة الأوقاف حاول إنقاذ نفسه، فقال إذا اقتضى الأمر أن تفتح أبوابها لاستقبال المشردين والعالقين فإن ذلك يتم في حالة الضرورة القصوى، والأمر ليس انعزالًا للمساجد بقدر ما هو حفاظ على قدسيتها حيث إنها معدة ومجهزة لاستقبال المصلين فقط، بينما احتياجات هؤلاء يصعب تدبيرها، لذا فإن هناك مؤسسات أخرى في الدولة خاصة بمأوى المشردين ومن لا مأوى لهم.
صحيح أن الأمر من اختصاصات التضامن الاجتماعي، لكن ما بالك بالأشخاص العاديين الذين انقطعت بهم السبل يا فضيلة الشيخ.
معالي الوزير: لله در أناس فتحوا كنائسهم وبيوتهم لمساعدة المحتاجين والمشردين بالسكن والطعام والمبيت لعابري السبيل. الحقيقة أنكم من علمتمونا أن أنبياء الله كانوا يجولون في الأرض ينشرون الخير، يفتحون بيوتهم والكنائس والأديرة لاستقبال المحتاجين والعالقين في الشوارع والطرقات، بلا سكن ولا مأوى ولا مواصلة تذهب بهم إلى بيوتهم.