«ضربة استباقية ولا عشرة بعد الخراب».. الحكومة تكسب جولة في «أزمة الطقس»
السبت، 14 مارس 2020 05:39 م
على مدار اليومين الماضيين، شهدت مصر حالة من الطقس السيئ لم تشهدها منذ عقود، قللت من وطأتها إدارة الحكومة وكافة الأجهزة المعنية للأزمة، واتخاذ القرارات السريعة والعاجلة، بداية من التحذيرات وحتى انتهاء حالة الطقس وإزالة مياه الأمطار، وظهرت نجاح الحكومة في إدارة الأزمة في عدة مشاهد نرصدها في التقرير التالي:
1-تحذيرات مبكرة من الأرصاد
قبل أن تأتي موجة الطقس السيئ بأيام، بل بأسابيع، أصدرت هيئة الأرصاد الجوية، العديد من البيانات والتصريحات على لسان خبراءها، للتحذير من موجة الطقس السيئ، وتنبأت بالعاصفة التي ستشهدها محافظات مصر، وأماكن سقوط الأمطار وأوقات ذروتها بدقة، وهو ما كان السبب الرئيسي لاتخاذ الجميع كافة الاستعدادات اللازمة لمواجهة ذلك الطقس.
2- إجازة المدارس
وقبل أن تشهد مصر أيام عدم استقرار الطقس، قرر رئيس مجلس الوزراء، تعطيل الدراسة في جميع المدارس والجامعات على مستوى الجمهورية، يوم الخميس الماضي، وذلك بناء على التقرير الذي تلقاه حينها من الهيئة العامة للأرصاد الجوية عن حالة الطقس المتوقعة على أنحاء البلاد، والذي أشار إلى أنه من المنتظر تعرض البلاد لحالة شديدة من عدم الاستقرار فى الاحوال الجوية خلال الفترة من الخميس الموافق 12 مارس الجارى وحتى السبت الموافق 14 من نفس الشهر.
قرار الحكومة حينها جاء في إطار الحرص على إتاحة الفرصة للأجهزة والجهات المعنية لاتخاذ كافة التدابير اللازمة والتعامل الفورى مع تداعيات حالة عدم الاستقرار فى الطقس والاثار السلبية الناجمة عنها.
3- إجازة العاملين بالحكومة والقطاعين العام والخاص
وقبل موجة الطقس السيئ، وفي يوم الأربعاء، قرر مجلس الوزراء كذلك، منح العاملين بالمصالح الحكومية والقطاعين العام والخاص، وقطاع الأعمال العام، إجازة مدفوعة الأجر، ليوم الخميس، الموافق 12 من مارس، نظرا لظروف الطقس السيىء، المتوقع حينها، ويستثنى من ذلك العاملون فى المرافق الحيوية، والتى تحددها السلطة المختصة، مثل خدمات مياه الشرب والصرف الصحى، النقل، الإسعاف، المستشفيات، المطاحن والمخابز، والخدمات الشرطية.
4- الشفافية وإخبار المواطنين
تعاملت الحكومة مع حالة الطقس بكل شفافية أمام المواطنين، منذ أن اعترفت بأن البيئة التحتية لا تحتمل استقبال كميات الأمطار المتوقعة، وأنها تقوم بمعاجلة الأمر ببدائل أخرى، كما عقد رئيس مجلس الوزراء مؤتمرًا صحفيًا شرح فيها حالة الطقس المتوقعة والاستعدادات الكاملة لمواجهة ما ينتج عنها، وعرض استعدادات الوزارات والجهات المعنية للتعامل مع هذه الظروف الجوية، وعلى مدار اليومين صدرت البيانات الرسمية أولًا بأول، بجانب خروج رئيس الوزراء والمسئولين في مؤتمرات متتالية بإخبار المواطنين بكافة التحركات والتفاصيل.
5- غرفة عمليات مجلس الوزراء
وشكل مجلس الوزراء غرفة عمليات مركزية، ترأسها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، لمتابعة موقف حالة عدم استقرار الطقس، واستعراض كميات الأمطار التي تسقط على المحافظات المختلفة، وآليات وجهود التعامل معها.
وناشد رئيس الوزراء المواطنين حينها بضرورة تقليل الحركة خلال هذه الفترة نظرا لاستمرار سقوط الأمطار بصورة غزيرة، كما ناشد المواطنين بضرورة اﻻبتعاد عن أعمدة الإنارة وخاصة الأطفال تفاديا لحدوث أى مكروه.
وأكد رئيس الوزراء على المتابعة المستمرة على مدار الساعة من جانب كافة المسؤولين في الدولة، قائلا في هذا الصدد:" أود أن أشكر كل العاملين في كافة الجهات المعنية بالتعامل مع مثل هذه الاحداث، ومواجهة الطقس السيىء، حيث يوجد مسئولون وعمال لم يغادروا الشوارع منذ أمس حتى الآن، ونتابع معا الموقف، ونتعامل مع حجم المياه في الشوارع، في هذه الظروف والطقس السيئ"، مؤكدا على أن هؤلاء الأشخاص الموجودين فى الشوارع لخدمتنا جميعا.
وقال: أهم شيء في أزمة الامطار التي حدثت في البلاد حاليا أن نتبع منهج التحركات الاستباقية مثلما حدث في مثل تلك الازمة، موضحا أن دولا كثيرة جدا تعودت على هذا الموضوع، وفي مصر لم نكن نتعود على مثل تلك الأمور، مضيفاً: "التغيرات المناخية بدأ يظهر تأثيرها". وأشار إلى أن التحرك سيكون دائما استباقيا لتجنب اية مشاكل من الممكن توقعها.
6- مجلس الوزراء للمواطنين: لا تنزلوا الشوارع
كانت التحذيرات المستمرة، والمناشدات التي أطلقها مجلس الوزراء، دورًا هامًا في تجيب الكوارث وحماية أرواح الموطنين، وسهولة معالجة الأضرار الناتجة عن الأمطار الكثيفة، أهابت غرفة الأزمات بمركز معلومات مجلس الوزراء بالمواطنين عدم نزول الشوارع إلا للضرورة القصوى، وذلك لإعطاء الفرصة للأجهزة المعنية للتعامل مع الأمطار.
وأعلن مسئولو الغرفة حينها أنهم تلقوا شكاوى من مسئولي عدد من المحافظات منها القاهرة والجيزة، من أن نزول عدد من المواطنين بسياراتهم في الشوارع يعيق معدات وسيارات شفط مياه الأمطار، ويعطلها عن أداء دورها بالسرعة المطلوبة.
كما أن رئيس الوزراء طالب المواطنين بالتماس العذر للحكومة حال الحاجة لتخفيض ضغوط المياه أو قطعها، في بعض المناطق لإتاحة مزيد من القدرة على استيعاب مياه الامطار في شبكات الصرف الصحى.
وأضاف مدبولي أن هذا سيحدث في المناطق التي يوجد بها كميات امطار كثيفة، موضحا ان هذا الامر سيؤدي لتخفيض ضغوط المياه او حتى قطعها بالكامل، للسماح بتصريف المياه في فترة سريعة.
7- سرعة اتخاذ القرار
في الظروف الاستثنائية، يتوقف القرار السليم على توقيت اتخاذه أيضًا، ونجحت الحكومة في اتخاذ العديد من القرارات السريعة، لتكون متماشية مع الأزمة وتطوراتها، فمع حادث القطارين، وبعدها ثبت أن الأمطار الكثيفة ستؤثر بالسلب على حركة القطارات وتعرض حياة المواطنين للخطر، قررت فورًا إيقاف حركة القطارات حفاظًا على حياة المواطنين، مع توفير أماكن بديلة للعالقين بين المحافظات.
على سبيل المثال، وجه الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة بفتح مراكز الشباب وذلك لإيواء الحالات التي تضررت من السيول مع توفير كافة الامكانات لهم، مشيرا الي جاهزية بيوت الشباب، ومراكز التعليم المدني لاستقبال أي حالات طارئة على مستوى الجمهورية.، وأكد وزير الرياضة،على ان هناك تنسيق كامل مع وزارة التضامن الاجتماعي للإمداد بالحالات المتضررة من سوء الأحوال الجوية التي تشهدها البلاد، حيث يتم استقبالهم فورا في اقرب مركز شباب لأي حالة متضررة.
كما وجه الدكتور أشرف صبحي بفتح المنشآت الشبابية لايواء العالقين من المسافرين بين المحافظات بعد وقف حركة القطارات ووسائل النقل العام.
8- المسئولون في الشوارع
كان قرار رئيس مجلس الوزراء باعتبار يوم الخميس إجارة واضحًا، فقد استثنى العاملين في المرافق الحيوية، مثل خدمات مياه الشرب والصرف الصحى، النقل، الإسعاف، المستشفيات، المطاحن والمخابز، والخدمات الشرطية.
وقبل سقوط الأمطار قامت جميع شركات مياه الشرب والصرف الصحى على مستوى الدولة، وأجهزة المدن الجديدة، برفع حالة التأهب والاستعداد القصوى لمواجهة موجة الطقس السيئ وسقوط الأمطار الغزيرة.
وتم إصدار قرارات من رؤساء جميع شركات مياه الشرب والصرف الصحى على مستوى الدولة، بتواجد رؤساء قطاعات مياه الشرب والصرف الصحى بجميع الشركات بمكاتبهم دون مغادرة، وكذا جميع الأطقم المخصصة من العاملين على المعدات، وفرق الصيانة، وجميع المختصين، وذلك على مدار أيام سقوط الأمطار
وتم التنسيق بين الشركات التابعة للاستفادة من المعدات وسيارات كسح المياه بالشركات التي لن تشهد محافظاتها سقوطا للأمطار، وذلك لتعزيز ودعم الشركات الأخرى وسرعة التعامل وسحب تجمعات المياه من المحافظات المتأثرة، وكانت هناك خطة الانتشار والطوارئ طبقا للبيانات الصادرة عن هيئة الأرصاد الجوية، وذلك بالتنسيق مع المحافظين وغرف الطوارئ والأزمات بالمحافظات والأحياء وجميع الأجهزة المعنية، بحيث تتمركز المعدات وسيارات شفط المياه بجميع المحاور الرئيسية، وبجوار الأنفاق والكبارى والمناطق الساخنة.
9- الحلول البديلة
وضعت الحكومة خلال تعاملها مع أزمة حالة الطقس عدة حلول بديلة، بناءً على مستجدات الوضع، فحينما تضررت منطقة الزرايب بحلوان، وتهدم المنازل ووفاة عدد من المواطنين، تم على الفور التعامل مع هذا الحادث وتقديم خدمات اﻻسعاف الأولية للمصابين والمتضررين، ونقل المتوفين إلى مستشفى حلوان العام، كما تم تجهيز المهمات والاحتياجات المطلوبة من ادوات لإعاشة المتضررين، وذلك بالتعاون مع فرق الإغاثة العاجلة والهلال الأحمر المصري، ومنظمات المجتمع المدني.
واستمرت عمليات المتابعة اللحظية مع مختلف الجهات المعنية للتعامل الفوري مع أي مستجدات تتعلق بالحادث.
10- التكامل بين الجهات المعنية
قامت كل الجهات الحكومية والأجهزة المعنية بالتكامل فيما بينها، لمواجهة أزمة الطقس، بما فيها القوات المسلحة، والتي سخرت كافة أجهزتها ومعداتها لخدمة المواطنين، وظهر التنسيق الكامل بين كافة أجهزة الدولة لمواجهة هذه الظروف الاستثنائية غير المسبوقة في تاريخ مصر، وذلك لحدوثها في جميع أنحاء الجمهورية وليس كالسابق في منطقة معينة.
11- تعويض المتضررين
تضررت بعض الأسر بسبب سقوط الأمطار الغزيرة، وانهارت بعض البنايات، وصدرت قرارات لكافة مديريات التضامن الاجتماعي بمحافظات الجمهورية بسرعة صرف اعانات عاجلة للمتضررين من موجة الطقس السيء،
وقدمت وزارة التضامن كافة أنواع الدعم في حالة وجود خسائر بداية من إخلاء المنازل المضارة وترميم المنازل وإعادة كفاءتها، وتأهيل الأسقف وتقديم الدعم المادي والعيني لتعويض الخسائر الناجمة عن حالة الطقس السيء.
12-فتح كافة قنوات الاتصال مع المواطنين
قبل اشتداد أزمة الطقس، أعلنت كافة الجهات الحكومية المعنية، عن خطوطها الساخنة لسرعة التواصل مع المواطنين، وتلقي الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تقريراً بموقف الشكاوى الواردة أثناء فترة سوء الأحوال الجوية والأمطار يومي 12 و 13 مارس 2020.
وأشار الدكتور طارق الرفاعى، مدير منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة بمجلس الوزراء، إلى أن المنظومة تلقت 5022 شكوى خلال يومى 12 و13 مارس 2020 حتى الساعة 2 ظهرا، حيث تلقت 2211 شكوى خلال اليوم الأول و2811 شكوى باليوم الثانى، وتم التعامل معها بالتنسيق مع الجهات المعنية.
ولفت إلى أن اغلب الشكاوى كانت من انقطاع التيار الكهربى بواقع 2223 شكوى، يليها انقطاع أو ضعف مياه الشرب 1317 شكوى، ثم طلبات المواطنين لنزح مياه أمطار 796 شكوى، وشكاوى من طفح صرف صحى 396، كما وصل عدد بلاغات المواطنين حول وجود انفجارات في محولات او كابلات وأعمدة خطرة 231 شكوى، وكذا ظهرت بلاغات من مواطنين لنجدة أشخاص مشردين وبلا مأوى بعدد 34 شكوى.