«كورونا» يحاصر مساجد المسلمين حول العالم
السبت، 14 مارس 2020 10:38 ص
تساءلت صحيفة «جون أفريقك» الناطقة بالفرنسية، ما الذي يغيره كورونا في العالم الإسلامي؟ وذلك بعدما صُدم العالم فى 5 مارس الجاري بعد مشاهدة الصور الخاصة بالكعبة الخالية من الحجاج والمصلين، إذ تم إغلاق أكثر موقع مقدس في الإسلام، وهوالمسجد الحرام في مكة، مؤقتًا لمكافحة انتشار فيروس كورونا، بجانب تعليق مناسك العمرة، حتى 15 أبريل على الأقل.
ووضع فيروس كورونا المستجد مسلمى العالم في مأزق يحتم عليهم التخلي عن أهم الطقوس الدينية لديهم، وتتمثل في عدم الصلاة في المساجد الكبيرة، وإغلاق المساجد وإلغاء الحج، وتلك القرارات تأتى في مختلف بلدان العالم على رأس التدابير الذى تتخذها الحكومة من أجل مواجهة انتشار كوفيد 19.
وفى مطلع مارس الجارى، قررت اليابان إلغاء صلاة الجمعة، خوفا من انتشار فيروس كورونا المستجد، وأعلنت جمعية مسلمي اليابان، في بيان لها عبر صفحتها الرسمية بفيسبوك، عدم إقامة صلاة الجمعة فى إطار جهود الدولة اليابانية لمكافحة فيروس كورونا المستجد، والذي أصبح يعرف حاليا باسم «كوفيد 19».
على الصعيد الأوروبى، ألغت السلطات الفرنسى اليوم صلاة الجمعة في المسجد الكبير بباريس، فى ظل الأزمة الصحية الخطيرة التي تشهدها فرنسا منذ ظهور فيروس كورونا، على أن يستمر تعليق الصلاة، حتى إشعار آخر.
من جانبه كان رئيس المعهد الإسلامي للمسجد الكبير في باريس شمس الدين حافظ قد أعلن عن إيقاف صلاة الجمعة والجماعة في المسجاد الكبرى، وقال حافظ، إن «الأزمة الصحية الخطيرة التي تشهدها البلاد تقودنا إلى تحمل مسئولياتنا واتخاذ تدابير ضرورية لحماية المخلصين لأماكن العبادة لدينا». وشدد على أنه «لا بد أن يساهم المؤمنون المسلمون بسلوكهم في عملية إبطاء انتشار الوباء».
وفى ألمانيا دعا المجلس الأعلى للمسلمين الجمعيات الإسلامية إلى إغلاق المساجد وأداء الصلاة في المنزل إذا لزم الأمر، إذا تم، على سبيل المثال، صدور تعليمات عن السلطات المحلية بحظر التجمعات وإغلاق المدارس، وناشد أيضا بالتخلي عن التجمعات التي لا علاقة لها بأداء الصلوات مثل هذا التجمع الاحتفالي للمسلمين.
وفى بلجيكا قررت إدارة المسجد الكبير في بروكسل إلغاء صلاة الجماعة اعتبارا من يوم الجمعة القادم وذلك حتى اشعار آخر. وأشارت إدارة المسجد الى أن القرار جاء على خلفية انتشار (كوفيد 19)، خاصة وأن الصلاة تسمح بتجمع مئات الأشخاص في مكان مغلق. وأوضحت إدارة المسجد، الذي يقع على مقربة من الحي الأوروبي في العاصمة بروكسل، أن قرارها إلغاء صلاة الجمعة يتماشى مع توصيات السلطات المحلية والفيدرالية في البلاد لمواجهة انتشار الفيروس.
وعلى الصعيد العربي، قتل كورونا في إيران بالفعل ما يقرب من 300 شخص، في ظل إغلاق عشرات الآلاف من المساجد منذ الجمعة الماضي. أما في الإمارات أصدر مجلس الفتوى - الهيئة الرسمية- فتوى تحرم الذهاب إلى المسجد إذا مرض الإنسان.
كما اتخذت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف عدداً من الإجراءات التي تنسجم مع قرارات وزارة الصحة ووقاية المجتمع والجهات الصحية وشكلت فرق عمل في جميع فروعها على مستوى الدولة لمتابعة ضمان البيئة الصحية الآمنة في المساجد والمرافق التابعة لها، وكذلك مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وكافة مبانيها، حيث بدأت الهيئة بتعقيم المساجد على مستوى الدولة بشكل كامل لجميع محتوياتها ومرافقها بما فيها الفرش والأرفف والكتب وسيتم وضع أجهزة التعقيم على أبواب المساجد.
كما تعمل الهيئة على استبدال فرش بعض المساجد في أماكن الازدحام ومساجد الطرقات بفرش جديد سهل التعقيم والتنظيف مشيرة أن ذلك يتم بالتنسيق والتواصل مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع ، وقد نظمت الهيئة محاضرات وورش عمل تثقيفية للأئمة بشأن أخذ الاحتياطات اللازمة للتعامل مع تداعيات فيروس كورونا وتوعية المجتمع بما يجب القيام به تماشيا مع ما يصدر من الجهات الصحية المختصة.
وفي المغرب، وحسب مصدر بوزارة الشؤون الإسلامية، فلم يتم إغلاق مساجد حتى الآن وأنما دعت السلطات إلى الالتزام بقواعد النظافة من خلال إجراءات وقائية بسيطة تحمي من انتقال العدوى، ومن أبرزها اتباع النصائح الطبية الصادرة عن الجهات المختصة وغسل اليدين بالماء والصابون أو المعقمات بصفة متكررة، والتقليل من المصافحة باليدين واجتناب السلام بالوجه، وتجنب التجمعات غير الضرورية والأماكن المزدحمة.
وفى تونس أعلنت السلطات تعليق صلاة الجماعة فى المساجد بجانب العديد من اتلدابير الوقائية للحد من انتشار الفيروس المميت. وفى الكويت أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قرار بإيقاف الصلوات الخمس فى المساجد، على أن يتم الاكتفاء بالآذان فقط، تماشياً مع قاعدة لا ضرر ولا ضرار، والفتوى الصادرة بهذا الشأن، وتنفيذاً للتوصيات الصحية لمكافحة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19).