«داعش لا يموت».. دلائل جديدة تؤكد عودة التنظيم الإرهابي
السبت، 14 مارس 2020 09:00 ص
بعد مقتل أبو بكر البغدادي زعيم " داعش " الإرهابي في سوريا العام الماضي، على أيدي القوات الأمريكية، ظن البعض أنه سوف يسدل الستار عن التنظيم، فهل فعلاً انتهى التنظيم المتطرف؟، سؤال إجابته بالدلائل تؤكد أنه قد يعود بقوة.
وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أكدت أكثر من مرة عن عودة محتملة للتنظيم المتطرف، ذلك بالرغم من إعلانها نفسها عن القضاء عليه في آخر معقل له في معركة الباغوز في مارس 2018، حيث قادت الولايات المتحدة الأمريكية تحالفاً دولياً في العراق وسوريا للقضاء على التنظيم، ما زالت عمليات ذاك التحالف نشطة حتى الآن بعد مرورو عامين على معركة الباغوز، وقد أكد المتحدث الرسمي باسم التحالف الدولي "مايلز كاغينز"، أن "داعش اندحر، لكنه لم ينتهِ، فقد اكتشفنا أنه يستطيع ممارسة أنشطته الإجرامية والعدائية وتمويلها.
المتحدث الرسمي باسم التحالف الدولي "مايلز كاغينز، كشف أيضا أن عناصر التنظيم خطفوا أشخاصا بالقرب من مدينة ديالى العراقية، متابعا، وكذلك رأيناهم في سوريا حين هاجموا بعض رعاة الأغنام بدير الزور وسرقوا منهم نحو 1000 خروف، كما أنهم يفرضون أحياناً ضرائب غير قانونية من خلال تواجدهم في بعض المناطق على الحدود بين البلدين، كما أن الدواعش يختبئون بعيداً عن مراكز المدن في مناطقٍ جبلية عراقية وفي الوديان ومناطق بالبادية السورية، لكنهم يقتربون من القرى والمدن أحياناً لتأمين احتياجاتهم الأساسية من خلال سرقتها من القرويين المقيمين في المناطق المحيطة بهم"، لافتاً إلى "أنهم يسعون دائماً لإعادة سيطرتهم على تلك الأراضي كما كانوا في السابق، ولكنهم لن يتمكنوا من ذلك.
المتحدث باسم التحالف الدولي ضد داعش، قال أيضا، إن داعش الآن يعجز عن تجنيد المزيد من الأشخاص في صفوفه لاستخدامهم في إعادة السيطرة على مساحاتٍ جغرافية، إضافة إلى الضغوط التي تمارسها عليه قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمنية العراقية واللتان تمنعان انتشاره مجدداً، مؤكدا أن قوات سوريا الديمقراطية قبل ثلاثة أسابيع، كبّدت التنظيم الإرهابي خسائر كبيرة في صفوف مقاتليه بعدما تمكّنت من قتل واعتقال نحو 50 من عناصره، وفي الوقت نفسه، نفذت القوات العراقية عملية أخرى في مناطق جبلية للبحث عن عناصر التنظيم الّذين باتوا محاصرين من الطرفين السوري والعراقي.
وهناك دلائل جديدة تؤكد أن التنظيم يبعث من جديد، ففي الأشهر الماضية، تلقت الشرطة العراقية بلاغا من مواطنين في قضاء الطارمية شمال بغداد، يفيد برصدهم لسيارة يعتقد أنها محملة بمواد متفجرة، وحين تعرف عناصر الشرطة على السيارة واقتربوا منها، أطلق مسلحون من تنظيم "داعش" كانوا مختبئين بالقرب من المكان، النار عليهم وقتلوا سبعة منهم، وتشير هذه العملية وأخرى مشابهة لها، إلى أن التنظيم لا يزال يشكل خطرا، رغم دحره عسكريا، وبعد هذا الهجوم بفترة قصيرة قال زعيم ميليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، إن "الدولة الإسلامية لم تغادر الطارمية أصلا"، وتحدى رئيس الحكومة عادل عبد المهدى أن يعترف بالمشكلة ويعالجها.
وهناك وقائع و أحداث عديدة تدل على وجود لتنظيم في العراق وهو ما زال قادر على تنفيذ أنشطته وممارساته، عبر حرب الشوارع والخلايا النائمة وبالرغم من ذلك فإن هذا التكتيك يثير القلق، فخلال هذا العام 2019 فقط، نفذ 139 هجوما في محافظات شمالي وغربي العراق، قتل خلالها 274 شخصا بينهم 170 من عناصر الشرطة، وفي تحد منه للسلطات واستعراض لوحشيته قام تنظيم "داعش" بتوثيق قطعه لرأس شرطي في مدينة السمارة.
وتنظيم داعش سواء في العراق أو سوريا لم ينته ولم يصبح جزءا من الماضي بعد، وذلك بقراءة خريطة الأرض، فقد صرح "أبو علي البصري"، مدير عام الاستخبارات ومكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية العراقية، نهاية شهر ديسمبر الماضي، بأن قواته قتلت 3500 من عناصر "داعش"، لكن هذا الرقم الذي قد يبدو كبيرا، فإنه ليس كذلك مقارنة بعدد عناصره الفاعلين في سوريا والعراق والذي يقدر بنحو 18 ألف عنصر حسب صحيفة نيويورك تايمز، وتمتلك قيادة التنظيم ثروة تقدر بـ 400 مليون دولار، يستخدم جزء منها في تنفيذ هجمات إرهابية.