بيوت الدعارة في تركيا تكشف إخفاء أردوغان حقيقة انتشار كورونا في بلاده
الخميس، 12 مارس 2020 12:00 ص
تتعمد بعض الدول إخفاء وجود إصابات بين مواطنيها بـ «فيروس كورونا»، وفي مقدمتها «تركيا»، خوفا من تبعات إعلانها عن تفشي المرض من انهيارات اقتصادية متتالية، خاصة إذا ما كانت لديها مشكلات خطيرة به، أو لعدم جاهزية منشأتها الطبية والصحية، لاستقبال مثل هذه الحالات.
وعلى الرغم من محاذاة تركيا، لإيران، التي أصبحت البؤرة الأولى لفيروس كورونا في منطقة الخليج تحديدا والشرق الأوسط بشكل عام، واستطاعت نقل العدوى بشكل سريع إلى كلا من الكويت وقطر والإمارات.
لم تعلن تركيا وحكومة أردوغان، كشفها عن أي أصابات بين مواطنيها، مما يثير العديد من التساؤلات حول مصداقية تركيا، ومحاولتها المستميتة في التستر على مرض كورونا، الذي سيتسبب في حدوث هزة اقتصادية خطيرة للاقتصاد التركي، الذي يتهاوى منذ نهاية 2018 وبلغ ذروة انهياره في الربع الأول من عام 2020 الجاري، وسط تراجع كبير في الاحتياطي النقدي التركي من العملة الصعبة، وانهيار الليرة التركية أمام الدولار بشكل متسارع، إلى جانب ما سيحدث من أضراراً اجتماعية واقتصادية كبيرة، ودمارا في القطاع السياحي الذي بات يعتمد عليه الأتراك من ناحية عبور العملة الصعبة إلى البلاد.
وفي وقت سابق، حذرت منظمة الصحة العالمية، من وجود عددا من الدول التي تفشى بين مواطنيها فيروس كورونا، إلا أنها تتكتم الإعلان عن الأمر، وذكرت في مقدمتها السلطات التركية، مشيرة إلى أن عدم الإعلان عن إصابة أشخاص قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، منها انتشار المرض بوتيرة أسرع، خاصة في ظل عدم تعامل تلك الدول مع منظمة الصحة العالمية بشكل مباشر، يمكنها من اتباع وفرض إجراءات احترازية سليمة وتوفير حجر صحي أمثل.
على الجانب الأخر، لم تفلح سلسلة التدابير الاحترازية التي اتخذتها تركيا مؤخراً، للحيلولة دون دخول فيروس كورونا إلى البلاد، خاصة في ظل تفشيه في إيران، وتسبّبه في وفاة عدد كبير من المصابين به، الأمر الذي أجبر السلطات التركية على منع عبور أيّ شخص من الجانب الإيراني إلى حدودها، من الأشخاص الذين بدت عليهم أعراض الإصابة بالمرض، مما سيتسبب في حدوث الكثير من الأضرار الاقتصادية، بسبب حجم التبادل التجاري بين أنقرة وطهران.
السلطات التركية لم تعلن الكشف أيّ إصابة بفيروس الكورونا، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات حول مصداقية حكومة أردوغان، لاسيما مع تعجب عددا كبيرا من النشطاء الأتراك من تعامل حكومة بلادهم مع الأمر، خاصة أن تركيا ليست بمعزل عن دول الجوار التي أصيبت بالفيروس، وتفشى بين مواطنيها، مؤكدين أنّ السلطات التركية تخفي الكثير من الحقائق حول مرض الكورونا.
وسط حالة التعتيم الإعلامي التي تفرضها الحكومة التركية، على الإعلان عن وجود إصابات لديها بفيروس كورونا، نشرت وكالة الأناضول، الإخبارية التركية الرسمية، خبرا على لسان وزارة الصحة التركية: اكتشاف حالة إصابة بفيروس كورونا لمواطنة في إحدى بيوت الدعارة، بإسطنبول وجاري فحص المخالطين لها وعددهم 760 شخصا».
في نفس السياق، حذر مراقبون من أن سياسة النظام التركي، وتعمد إخفاء الحقائق المتعلقة بشأن مرض كورونا، من شأنها زيادة عدد الإصابات بالفيروس، بشكل يؤكد على أن الأمر سيصل إلى مرحلة لا تستطيع معه السلطات التركية إخفاء الأخبار عن الرأي العام، وعن السائحين المتواجدين في تركيا بشكل مستمر، وشددوا على أن هناك إمكانية كبيرة لانتشار فيروس كورونا بين اللاجئين، الذين سمح لهم أردوغان، بعبور الحدود إلى اليونان، بعد تدهور أوضاعهم الصحية في ظل ندرة الاهتمام الطبي بهم... فهل ستستمر حكومة أردوغان في إخفاء الأمر عن مواطنيه الأتراك؟