سيد طنطاوي.. إمام المجددين
الثلاثاء، 10 مارس 2020 01:37 م
رغم مرور عشر سنوات كاملة على وفاة شيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوى بالسعودية يوم 10 مارس 2010 إلا أن جرأته الشديدة في فتح ملفات شائكة بالمشيخة وعدم رهبته من بعض " عبدة التراث" يجعله حاظرا في الاذهان وهو المولود فى محافظة سوهاج فى عام 1928.
لم يخش الإمام الراحل اعتراضات من يوصفون بـ"الأزهريين المتسلفين" والسلفيين، ومن يسير في ركابهم واصطدم معهم كثيرا ليشنوا ضده حملات كثيرة بسبب إصراره على تجديد ما يراه قديما من التراث.
جملة من القضايا حسمها الشيخ الراحل وتحسب له يأتي على رأسها مناصرته للمرأة فهو من أجاز لها شرعا تولى رئاسة الدولة،وبذلك فقد منحها حقها الذى كفله لها الإسلام دون افراط أو تفريط قائلًا: "لم أجد نصًا يمنع المرأة من ولاية القضاء".
كما كان للإمام الأكبر الراحل رأيا حاسما فيما يتعلق بقضية ختان الإناث حيث قال :"من وجهة النظر الدينية لم أجد شيئًا يقول إن الختان واجب للنساء" وبذلك فقد انتصر للمرأة التي يجور المجتمع على حقها في أن تعيش سوية دون تشوهات جسدية ونفسية مستندا على رأى الشرع في هذه القضية الشائكة قائلا :"ختان الإناث لم يأتِ ذكره فى القرآن أو السنة النبوية، وأن الختان فى الإسلام للرجال فقط".
ولم يرفض أن تكون المرأة عضوة بلجنة الفتوى قائلا :"لو طلبت لجنة الفتوى بالأزهر الاستعانة بالمرأة فلا مانع من ذلك".
للإمام الراحل رأيا مستنيرا في قانون محكمة الأسرة والذى كان قد رفضه المتشددين من السلفيين حيث قال :"إن القانون بجميع مواده جاء مطابقًا للشريعة الإسلامية، وإنشاء محكمة جديدة للأسرة وإصدار قانون خاص بها يعد خطوة جيدة، والمحكمة ستكون قادرة على سرعة الفصل فى الحكم التشريعى، والوصول إلى العدل فى أقرب وقت ممكن".
ويحسب للشيخ "سيد طنطاوى اقتحامه عش الدبابير ووقوفه أمام السلفيين ومن على شاكلتهم فهو الذى اتخذ قرار تطوير المناهج بالأزهر الشريف لتحل محلها مناهج ميسرة توافق العصر ليقدم على خطوة إلغاء المذاهب الفقهية وجمع آرائها في كتاب "الفقه الميسر" وهو كتاب من تألفيه.
"ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات»، وبين لنا القرآن الكريم أن من قتل نفسًا واحدة دون حق، فكأنه قتل الناس جميعًا ومن تسبب فى إحيائها فكأنه أحيا الناس جميعًا، فشريعة الإسلام بريئة من هذا الاتهام الباطل، لأنها شريعة الحق والعدل والسماحة، وتعتبر الناس جميعًا من أب واحد ومن أم واحدة".. هكذا دافع الإمام الراحل سيد طنطاوى على اتهام العرب والمسلمين بالإرهاب مؤكدا أن هذه التهم غير صحيحة، لأن شريعة الإسلام تصون دماء الناس، وتصون أموالهم وأعراضهم وحريتهم وكرامتهم وقد كرم الله الانسان".
ولد في الثامن والعشرين من أكتوبر 1928 بقرية سليم الشرقية بمركز طما شمال محافظة سوهاج وحفظ وتعلم الشيخ محمد سيد طنطاوى القران الكريم بالإسكندرية وتوفى صباح يوم الأربعاء 24 ربيع الأول 1431 هـ الموافق 10 مارس 2010 ودفن بالبقيع في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية عن عمر يناهز 81 عاما صباح يوم الأربعاء 24 ربيع الأول 1431 هجريا الموافق 10 مارس 2010 في الرياض إثر نوبة قلبية تعرض لها في مطار الملك خالد الدولى عند عودته من مؤتمر دولي عقده الملك عبدالله بن عبد العزيز لمنح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام للفائزين بها عام 2010. وقد صليَّ عليه صلاة العشاء في المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة ووري الثرى في مقبرة البقيع.
حصل الإمام الراحل " سيد طنطاوي" على الليسانس من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1958م، عمل بعدها إماما وخطيبا فى وزارة الأوقاف عام 1960وحصل على درجة الدكتوراه فى الحديث والتفسير عام 1966م تم تعيينه مدرسا فى كلية أصول الدين عام 1968م، ثم تدرج فى عدد من المناصب الأكاديمية بكلية أصول الدين فى أسيوط حتى انتدب للتدريس فى ليبيا لمدة 4 سنوات وعُين مفتيًا للديار المصرية فى 28 أكتوبر 1986م وتم تعيينه فى 27 مارس 1996م شيخًا للأزهر.