«مهاجر مهاجر ولا يقول يا ساتر».. تعرف على الدوافع النفسية لـزعابيب أمشير عند «الأبنودي»

الإثنين، 09 مارس 2020 11:21 م
«مهاجر مهاجر ولا يقول يا ساتر».. تعرف على الدوافع النفسية لـزعابيب أمشير عند «الأبنودي»
محمد أبو ليلة

صباح اليوم الاثنين أصدرت هيئة الأرصاد الجوية، بيانا بحالة الطقس المتوقعة على جمهورية مصر العربية خلال الفترة القادمة، وكشفت الهيئة أنه المنتظـر أن تتعرض البلاد لحالة شديدة مـن عدم الاستقرار في الأحوال الجوية اعتباراً مـن الخميس القادم الموافق وحتى السبت، يصاحبها تســاقط أمطار شديدة الغزارة على السـواحل الشمالية والوجه البحري وتمتد إلى مدن القناة وخليج السويس تكون رعديه على بعض المناطق وتصل إلى حد السيـول عـلى سيناء ومدن خليج السويس ومناطق مـن سلاسل جبال البحر الأحمر وجنوب البلاد.

بيان هيئة الأرصاد يشرح تفاصيل مُناخية دائماً تحدث خلال شهر أمشير، الذي نعيش أحداثه و"زعابيبه" حتى الأن، فالتقلبات التي يُحدثها شهر أمشير ليست في حالة الطقس فقط، ولكنها تقلبات نفسية أيضاً، الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي لخص هذه المشاعر في قصيدته بعنوان الدوافع النفسية في أمشير.

الدوافع النفسية لـ أمشير
ويقول الأبنودي في تعريفه لـ قصيدته أمشير إنه إذا كانت الحاجة إلى الأمان، قد كشفت عن نفسها بوضوح في قصيدة الشتاء، فإن الحاجة إلي التغيير هي أكثر الحاجات تجلياً في قصيدتي أمشير فقد ألقي الشاعر بمشاعره في رياح "أمشير"، وتركها تعبث بكل شيء أمامها، فتحرك الساكن، وتكشف المستور، وتسب المستكين، وتستثير المشاعر الخامدة لدي الغافل والنائم والمستسلم، "أمشير في القصيدة الأولي، غجري دائم الترحال، لا يعرف معني الاستقرار".. هكذا يشرح الأبنودي مشاعره وقت ان كتب هذه القصيدة التي نستعرض كلماتها في السطور القادمة.

يقول الأبنودي: "مهاجر مهاجر تملي مهاجر.. غاضب دائماً، ونافر دائماً.. غضوب النفس والعيون والحناجر".

ومتي حل بمكان، لا يترك أي شبر فيه دون أن يترك عليه بصماته، ويفرض عليه إرادته يقول كلمته ف كل شبر، فيفاجئ الجميع بحركاته المباغتة، ويطرق أبوابهم دون استئذان، فاضحاً أسرارهم، وكاشفاً عوراتهم ، ومقتحما مضاجعهم.

"لا يقول يا ساتر، ولا يخلي ساتر.. يعري البنات في الميدان في النهار.. يطل ف طاقات الجميع".

وهو لا يخشى في هياجه أي شيء، فيصب غضبه علي الجميع، ويلعن الجميع

يسب الجميع كله مؤمن وكافر، ولا يكترث بأي شيء فيخضع الجميع لإرادة

"يحوم تذاكر المسافر.. ويقلع خيام العساكر"

وعلى الرغم من الوجه الشرس الذي يطالعنا به أمشير من غضب وبطش، وفرض للإرادة، وفضح للأسرار، وتلصص على الخفايا فإن أهم ما يميزه أنه يحرك الساكن، ويغير الأحوال، ويدفع بالساكنين للتأمل، وهو سر ترحيب الشاعر بقدومه.

"أهلا بأمشير العزيز.. يابو التراب في أنفنا زي العبير.. في ودننا زي النغم.. على قلبنا زي العسل.. طير ف الخلا، وف المدن، صوتك لذيذ".

وهو لا يكتفي الأبنودي بالترحيب، بل يدعوه إلى أن يزيد من بطشه لعل الحركة تدب في الغافلين، "ميل غيطان القمح والقوطة ودور.. وأنحل جلود الأرنب الوالد، وشيل شعر المعيز".

فهو يري في بطشه وسيلة سريعة لإحداث التغيير المنشود، ودفع الجميع إلى التفكير فيما يضيعون أعمارهم؟ "بعزق برجليك الليالي والشهور.. خلينا نحسب عمرنا من تاني مثل.. الناس في أمريكا وباريز"،

ومن بين جميع الأسئلة التي يجب أن نبحث عن إجابة عنها، هناك سؤال أهم "ما الذي يمنعنا عن إحداث التغيير بداخلنا؟" ويجيب الشاعر نفسه، إنه الاستسلام بكل صوره …. إنه الاستسلام لجفاف المشاعر "حبيبتي افتكرت النسايم.. ليالي الربيع الشهيدة إيديا ف إيديكي كمفتاح خشب.. في قفل خشب ع البيبان الخشب.. ما اعرفش فين كنا رجلينا.. مشيوا وحفيوا بادور عليهم هنا في التراب.. في العما وأمشير ما بين التراب والسما.. وهناك الاستسلام لضياع الحقيقة.. ومتنتورين في الزمن محلولين.. ضفاير صبية غريقة.. دموع المسيح تحت تقل الخشب والحقيقة.. محاوطة عذاب العيون.. وشماتة العيون".

وهناك أخيراً الاستسلام للقوة والبطش، والانحناء للرياح دون مقاومة، "ضحكنا وما أعرفش يمكن بكينا.. لكين كنا غيرنا.. وغير دي عينينا.. ما كنّاش بننشف كدا في العرّا، والسموم والأذية.. ما كناش طروف يابسة يم السما.. بترفعهم الشجرة المتصابية.. بعاد مطوحين عريانين، لواهم وهو مهاجر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق