هل يهدد ضم إسرائيل لأراضي الضفة الدعم العسكرى الأمريكى للاحتلال؟
الإثنين، 09 مارس 2020 12:00 م
حذر عدد من الخبراء الأمريكيين والإسرائيليين من أن قيام الدولة العبرية بضم مناطق من الضفة الغربية لها يهدد العلاقات العسكرية بين واشنطن وتل أبيب، وربما يؤثر على الدعم الذى تحظى به إسرائيل من جانب الحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة.
ويقول الخبراء إيفان جوتسمان وشير إيفرون ودانيل شابيرو في مقالهم المشترك بمجلة "فورين بوليسى" إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي أجريت مطلع الشهر الجارى سترك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في قيادة الأمور للأسابيع القادمة حتى لو تولى رئاسة حكومة تسيير أعمال، لكن على الرغم من أنه يقود مرة أخرى أكبر حزب سياسى في إسرائيل، إلا أنه نتنياهو، الذى ستبدأ محاكمته في اتهامات فساد في 17 مارس، أصبح أكثر عرضة من ذي قبل لتحديات لحكمه المستمر.
ففى أعقاب الكشف عن خطة السلام الأمريكية التى صدرت في الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية في إسرائيل، فإن هذا السيناريو يضع مستقبل العلاقات الأمنية بين واشنطن وتل أبيب في خطر كبير، وهذا لأن نتنياهو الذى يزداد يأسا سيسعى إلى ضم الضفة الغربية للدولة العبرية. وستكون النتيجة المنطقية للضم دولة واحدة غير ديمقراطية بين نهر الأردن والبحر المتوسط، وهو ما سيغير في النهاية طبيعة العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة.
ففي الماضى، ربما كان نتنياهو سيتبنى موقف أكثر حذرا إزاء الضم بدافع الخوف من المعارضة الأمريكية، لكن الآن، أصبح الضم منصوص عليه كسياسة أمريكية رسمية بموجب خطة ترامب.
ويسمح مقترح الإدارة الأمريكية لإسرائيل بضم 30% من الضفة الغربية، وفى الأسبوع الماضى كانت هناك لجنة أمريكية إسرائيلية مشتركة في الشفة العربية تقوم بقياس الأراضى التي يمكن أن تمد إليها إسرائيل سيادتها.
وحذرت الخبراء من هذه الخطوة، وقالوا عن إسرائيل يمكن أن تجد نفسها مسيطرة تماما من الناحية المدنية والعسكرية على الضفة العربية بالكامل ومنها مدن فلسطينية تحكها السلطة الفلسطينية. وسيرى أغلب العالم هذا نتيجة لدولة واحدة مع استبعاد غزة، يفتقد فيها 3 مليون فلسطينى حقوق المواطنة.
وستكون الشراكة الأمريكية الإسرائيلية مهددة بعدة طرق لو واصلت انزلاقها نحو عدم الديمقراطية، على حد تعبير فورين بوليسى.
وأشار المقال إلى أن الولايات المتحدة لديها مصالح إنسانية تصبح على المحك لو ظل الفلسطينيين تحت السيطرة الإسرائيلية، لكن المخاوف الإنسانية ستتراجع على الأرجح أمام المصلحة الأقدم للولايات المتحدة وهى الحفاظ على الشراكة الأمنية مع إسرائيل عند المستوى الحالي.
وكان جاريد كوشنر، صهر ترامب وكبير مستشاريه ق قال لعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي في اجتماع مغلق يوم الأربعاء إنه برغم رفض الفلسطينيين المشاركة في اى مفاوضات وعدم وجود حكومة في إسرائيل فإن إدارة ترامب ستمضى قدما في خطتها، بما في ذلك موافقة البيت الأبيض على ضم إسرائيل لمناطق في الضفة الغربية.
وأشارت صحيفة جيروزاليم بوست إلى أن برغم الاضطراب السياسى في إسرائيل، فإن إدارة ترامب تشعر أن نتنياهو وخصمه الرئسى بينى جانتر سيدعم كلاهما الضم.
ورغم اجتماع المسئولين الأمريكيين والإسرائيليين في القدس قبل أسبوعين لمناقشة المناطق التي سيتم ضمنها والتي ستكون إدارة ترامب مساعدة للتطبيق السياد الإسرائيلية عليها، فإن كوشنر قال إن العملية قد تستغرق أشهر.